أحاديث وتحليلات كثيرة ومتعددة طرحها وزير الصناعة والتجارة الحالي وزير الخارجية الأسبق الدكتور هاني الملقي حول أولا ما يجري في المنطقة عموما ,وثانيا حول شهادته الشخصية على ما جرى في مصر حيث كان سفيرا للأردن في القاهرة أثناء أحداث 25 يناير المجيدة.
وقراءات الملقي للحدث تكتسب أهميتها من انها تقال للكثير من النخب المؤثرة خصوصا للوزراء من زملاء الدبلوماسي الأردني العريق ,ومن أنها أقرب لشهادة خبير معايش للحدث ومشتبك مع تفاصيلة اليومية كما حصل في الساحة المصرية .
ومن الواضح ان الملقي لا يشك ولا يشكك بوقوف الإدارة الأمريكية وراء الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك ليس بشكل مباشر أو لإنه تجاهل دعوات واشنطن المتكررة للإصلاح والتغيير ولكن عبر الإمتناع عن تقديم المساعدة له بالأزمة وعبر إدارة سلسلة لا متناهية من الإتصالات مع العسكر من وراء ظهر مبارك عندما كان حاكما وعبر توفير أرضية إعلامية وسياسية لدعم الثوار السلميين في ميدان التحرير.
بهذا المعنى يتصور الملقي بأن ما سمي بثور ة يناير لم تكن لتنجح فيما وصلت إليه لولا الدعم الأمريكي الخفي الذي قد يصل لنقطة المساندة والمشاركة في إدارة المشهد عن بعد.
وهنا ثمة قرائن يعرضها الدبلوماسي الأردني العريق فعندما إندلعت الأحداث ووصلت إلى نقاط ملتهبة بالسخونة كان الجنرال سامي عنان رئيس الأركان المصري واللاعب الأساسي في الأحداث موجود في واشنطن أصلا.
ومن الواضح ان لحظة عودة الجنرال المصري الذي لم يظهر تماما بمسرح الأحداث وترك الأمر للمشير حسين طنطاوي شكلت لحظة الذروة فقد عاد الرجل وفق لرواية الملقي للحدث على متن طائرة أمريكية خاصة نزلت في مطار القاهرة.
وحسب الرواية ومصدرها يقف الجنرال عنان خلف كل المجهود الذي بذلته المؤسسة العسكرية المصرية قبل الأحداث في التصدي لفكرة توريث الرئاسة لجمال مبارك الذي حاول عدة مرات إقصاء عنان وفشل في المهمة تماما.
ولا شكوك لدى الراوي الأردني المخضرم بأن المؤسسة العسكرية هي التي دفعت بإتجاه إقصاء مبارك العنيد بدعم مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي أوباما وثمة أدلة تعزز هذه القناعة قوامها تصرف المؤسسة العسكرية بسرعة ودخولها على خطوط الأحداث في الشارع لحماية المتظاهرين وليس لمنعهم من التظاهر وهي{مهمة أمركية} بإمتياز تتسق مع اللغة الأمريكية التي طالبت مبارك من البداية بعدم قمع المظاهرات السلمية فالجيش نزل للشار ع ورحب به الناس وطوق المحتجين ووفر لهم الحماية وأبعد عنهم بلطجية الحزب الحاكم وبلطجية رجال الأعمال وكتائب الأمن العسكري وكوادر امن الدولة التي كانت ستجد نفسها في مواجهة الجيش لو بقيت في الميدان.
ووفقا لنفس الرواية وفر الجيش نفسه الحماية للتظاهرات عندما خالف هو نفسه أوامره العلنية بحظر التجول ولم يحاول إطلاقا فرض حظر التجول بالقوة وهو يستطيع ذلك خصوصا وان قوات الجيش سيطرت على جميع مداخل ميدان التحرير وكانت تنظم الدخول والخروج.
ومن الواضح هنا ان حادثة البلطجية التت برزت عند هجوم الحمير والبعران والأحصنة تدلل أيضا على ان الجيش تدخل لإحتواء هذه الحادثة بعدما حرك رجال الحزب الوطني الحاكم العاملين في قطاع السياحة من أصحاب هذه الحيوانات إثر تعطل مصالحهم المعيشية قبل أن يتدخل الجيش جزئيا ويحمي المحتجين بعدما سمح لهم جزئيا بالدخول للميدان قبل طردهم حتى يخلق الإيحاء بانه القوة الأساسية على الأرض.