صحيفة العرّاب

للمرة الثانية من نفس المبنى.. فتاة تحاول الانتحار بإلقاء نفسها من الطابق " 12 " في جبل الحسين

ثلاث ساعات متواصلة من الترقب وانظار مئات المواطنين تتجه نحو مبنى اختارته فتاة يائسة تبلغ من العمر 21 عاما لتلقي بنفسها من على سطحه امس, ولينهي فريق تفاوض خاص من الامن الوقائي وشعبة الدعم النفسي في المديرية العامة للدفاع المدني بعد تمكن أحد ضباطه من السيطرة على الفتاة التي أطلقت تهديدات متواصلة بإلقاء نفسها من على حافة سطح مبنى مهجور مؤلف من 12 طابقا يقع بالقرب من وكالة الانباء الاردنية بترا. وقال تقرير للدفاع المدني انه يعتقد أن وراء محاولة الانتحار دوافع اجتماعية.

 ووفق مصدر أمني فقد احتاج مدير ادارة البحث الجنائي العقيد جمال البدور ومدير شرطة وسط عمان العقيد محمود ابو جمعة عضوا الفريق المفاوض لساعة ونصف الساعة لتهدئة الفتاة من خلال الحديث اليها ما شالله عليك .. انت بنت عيلة ..نحنا هون كلنا اخوانك ..شو بدك وشو بتحتاج نحنا بنساعدك .. طلبت تحكي مع مسؤول ..بدك مسؤول تتفاهمي معاه منمشي طلباتك المهم سلامتك ..خلينا نتفاهم معاك ...
 
واستمر التفاوض مع الفتاة وتدخل نائب محافظ العاصمة محاولا اقناعها, إلا أن الفتاة كانت متشبثة بقرارها, وفق المصدر الأمني.
 
وشعر الفريق المفاوض إن وجود ضباط عسكريين لادارة عملية التفاوض يزيد من توترها كما لم تكن تريد أن ترى أية امرأة في الموقع.
 
واستمرت المفاوضات معها من خلال أحد ضباط الامن الوقائي باقناعها انه يمكن حل المشاكل مهما كانت, محاولا بناء الثقة بينه وبينها.
 
وكانت المفاوضت تجري بناء على معلومات قام بتقديمها مدير ادارة حماية الاسرة العقيد محمد الزعبي لفريق التفاوض عن وضعها ليتمكن المفاوض من التفاوض معها.
 
وخلال ذلك كان المفاوض من الامن الوقائي يقترب منها تدريجيا, وفي لحظة الحسم طلب منها المفاوض ان تتحدث مع احد المسؤولين ومد يده لها من اجل الحصول على الهاتف الخلوي ولكن ولشعورها بالتعب, استغل المفاوض هذا الموقف وانتزعها عن الحافة وضمها اليه تفاديا لسقوطها حتى ارتطما على الارض وعلى بعد 3 أمتار.
 
ووفق المصدر الامني فان الفتاة مطلوبة جرى التعميم عليها من قبل عائلتها منذ شباط الماضي, فيما كان قيدها الامني يشير إلى أن شخصيتها غير متزنة.
 
الفتاة التي تناولت رقائق البطاطا وشربت ماء قبل السيطرة عليها بعدة دقائق اصيبت بانهيار عصبي وفقدان لوعيها لدى السيطرة عليها من قبل ضابط التفاوض, وعلى الفور جرى نقلها من قبل رجال الدفاع المدني الى مستشفى الامير حمزة.
 
وكانت الفتاة قد اتصلت بمقسم التلفزيون الاردني وابلغتهم عن رغبتها بالانتحار طالبة منهم الحضور الى الموقع المذكور لتصوير واقعة الانتحار, إلا أن المعنيين في التلفزيون قاموا بالاتصال مع الناطق الاعلامي في الامن العام الذي قام بابلاغ قيادة الجهاز بالحادث.
 
وقام رجال دفاع مدني وسط عمان بنصب فرشة نجاة في حال سقوط الفتاة عن سطح المبنى كونها في وضع نفسي غير متزن عند جلوسها حتى أنها كانت تنتقل سيرا على حافة السطح مشيا.
 
وقال مصدر طبي في مستشفى الامير حمزة ان الوضع الصحي للفتاة جيد وانها لا تعاني من اية كسور. واضاف انها اخذت تشتم الممرضين والممرضات في المستشفى منذ لحظة وصولها للمستشفى.
 
كما جرى نقل ضابط الامن الوقائي المفاوض ايضا الى احد المستشفيات العسكرية واكدت مصادر طبية انه لا يعاني من اية كسور ووضعه الصحي جيد.
 
وقال الناطق الاعلامي باسم مديرية الامن العام الرائد محمد الخطيب ان معلومات تلقتها غرفة عمليات شرطة وسط عمان عن وجود فتاة على سطح أعلى مبنى مطل على دوار جمال عبدالناصر, وتحاول القاء نفسها منها.
 
 واضاف انه جرى ابلاغ مدير الامن العام اللواء مازن تركي القاضي الذي اوعز فورا الى مدير ادارة البحث الجنائي ومدير ادارة حماية الاسرة ومدير شرطة وسط عمان ونائبه ورئيس مركز امن الحسين وفريق التفاوض الخاص للتحرك الى الموقع في مسعى لثني الفتاة عن محاولة الانتحار كما كانت تهدد.
 
واضاف الرائد الخطيب ان مجموعات الدفاع المدني التي كانت موجودة في المكان تحركت لتقديم الاسعاف للفتاة ونقلها الى اقرب مستشفى لمعرفة حالتها الصحية والنفسية.
 
وحضر الى المكان نائب محافظ العاصمة ومدير دفاع مدني العاصمة وفريق اسعاف وانقاذ متخصص من المديرية العامة للدفاع المدني.
 
ووفق شهود عيان فإن الفتاة كانت تتحدث على الهاتف الخلوي مع أحد الاشخاص في الجهة المطلة للمبنى وقد جرى القبض عليه من قبل رجال الامن العام.
 
ولعب حشد المواطنين الذين تابعوا الحادث دورا في التأثير السلبي على الوضع النفسي للفتاة عند التصفيق لها كلما تحركت حتى فسرت مشيتها على حافة السطح والتحدث على الهاتف الخلوي بالاستعراض.
 
ووفق قانون العقوبات فان القانون لا يعاقب الشخص على ايذاء نفسه, او الذي يقدم على الانتحار وانما من يحرض او يحث على الانتحار.
 
ويذكر ان هذا الحادث الثاني الذي يسجل خلال عامين لمحاولات انتحار فاشلة من ذات المبنى وبنفس الاسلوب.