صحيفة العرّاب

بني ارشيد يحذر من توسع ظاهرة الفلتان الامني وتعاظم المؤشرات العنفية في المجتمع

اعرب الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد عن قلقه لما وصفه بانتشار ظاهرة الفلتان الامني وتزايد الاعتداءات على الحرمات وتعاظم المؤشرات العنفية في المجتمع الأردني بدرجات "تهدد الأمن الفردي والجماعي وتنذر بعواقب وخيمة".

 وفي مذكرة بعث بها الى رئيس الوزراء نادر الذهبي اليوم قال ان لديه توثيق لوقائع وأحداث "تم رصدها باهتمام" وصلته من نواب الحزب وفروعه ولجانه،واشار الى ان قضايا العنف في المدارس والأسواق، وحالات الخطف والبلطجة والسطو والسرقة والابتزاز وطلب الفدية، والاغتصاب والقتل، والتحريض على الفتنة في الجامعات والملاعب، والشجارات العائلية، وتعاطي المخدرات وإدمان المسكرات، وانتشار النوادي الليلية، ومروجو الإباحية والشذوذ الجنسي، باتت "حديثا يوميا في بلدنا الذي طالما كان واحة للأمن والاستقرار".
 
 ولفت بني ارشيد الى ان عصر العولمة والانفتاح ينطوي على جوانب سلبية تطال قيم وأمن المجتمع ،وسلمه المدني،مشددا على ان هوية الامة وثقافتها "المحصن الحقيقي الباني لمناعة المجتمع ضد الافات الخارقة للحدود عبر الفضاء والسماسرة وأصحاب النفوس المريضة".
 
 ونوه الى ان "تعاظم" التحديات "في غفلة من المسؤولين"، مطالبا بتحصين المجتمع ضد سلبيات العولمة من خلال "تنمية القيم والفضائل والعرى الاخلاقية والتربوية والدينية الراشدة"، وهو مطلب قال انه "منسجم مع دستور البلد وسياساته المرجعية ويقف من خلفه ابناء الامة الواعين لمخاطر المنزلق الخطير الذي تنحدر له الامور".
 
 واكد في مذكرته على ان "الخطب جلل، ولا يمكن ان نقلل من وقعه أو أن تغافل عنه"، فالأمور "تتراكم ككرة اللهب، وتدهمنا جميعا على اختلاف مشاربنا الفكرية والسياسية".
 
 وتابع مخاطبا الذهبي "ان المحافظة على الأمن وصون المجتمع من التفكك ومنع الجريمة وحماية أمن الإفراد، هي مسؤولية عظيمة تتحملون الجزء الأكبر منها".
 
 واشار الى اهمية ادراك الحكومة لـ"حجم الكارثة الرهيبة" التي "تجتاح" الوطن والمتمثلة بـ"خطرين عظيمين داخلي وخارجي"،مطالباً ببناء خطة "وطنية للإنقاذ" مشتملة على إجراءات "مدروسة وواضحة وصارمة"،تستجمع طاقات المجتمع وتوظف القدوات والكفاءات ،وتعمد الى وقف منهجية نشر الرذيلة ومحاصرة الفضيلة.
 
 ونبه الى ان بحث المواطن عن "مظلات" لحمايته سيعزز "فرص الجريمة المنظمة وسلطة العصابات" وتصبح معالجة الأمور حينئذ "مهمة بالغة الصعوبة".
 
 وانتقد "أصحاب الحسابات الصغيرة"، أولئك المنهمكون بـ"محاصرة رأي المخالفين والتضييق على المعارضة"،وقال انهم "يحاولون تحويل الوطن الى حلبة مصارعة داخلية تستنزف الجهد والطاقة، وتقضي على جهاز المناعة الوطني وقدرته على المقاومة".
 
 وختم بالاشارة الى ان "جرس الإنذار" الذي يدقه يستدعي "النظر الايجابي" والتعاطي "الجاد" من منطلق خدمة المصلحة الوطنية العليا، "بعيداً عن منهجية الترحيل او التأجيل، او التركيز على بعض المنجزات، والتعامي عن المثالب، فذلك لا يجدي نفعاً في مهب رياح الأحداث المتوالية".
 
 وفيما يلي نص المذكرة:
 
دولة المهندس نادر الذهبي رئيس الوزراء المحترم
 
 الموضوع:الفلتان الامني والمظاهر العنفية
 
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
             فقد وردني من السادة نواب الحزب ولجانه وفروعه توثيق لوقائع وأحداث تم رصدها باهتمام، وتثير القلق والهلع، وتشير الى انتشار ظاهرة الفلتان الامني وتزايد الاعتداءات على الحرمات وتعاظم المؤشرات العنفية في المجتمع الأردني بدرجات تهدد الأمن الفردي والجماعي وتنذر بعواقب وخيمة.
 
             فالعنف في المدارس والأسواق، وحالات الخطف والبلطجة والسطو والسرقة والابتزاز وطلب الفدية، والاغتصاب والقتل، والتحريض على الفتنة في الجامعات والملاعب، والشجارات العائلية، وتعاطي المخدرات وإدمان المسكرات، وانتشار النوادي الليلية، ومروجو الإباحية والشذوذ الجنسي، باتت حديثا يوميا في بلدنا الذي طالما كان واحة للأمن والاستقرار.
 
             وفي عصر العولمة والانفتاح على المخاطر التي تهدد القيم والأمن المجتمعي والسلم المدني، وهوية الامة وثقافتها المحصن الحقيقي الباني لمناعة المجتمع ضد الافات الخارقة للحدود عبر الفضاء والسماسرة وأصحاب النفوس المريضة، تبرز التحديات في غفلة من المسؤولين وصناع القرار، وهي الموجة التي لا يمكن تحصين مجتمعنا ضد سلبياتها الا من خلال تنمية القيم والفضائل والعرى الاخلاقية والتربوية والدينية الراشدة، وهو مطلب منسجم مع دستور البلد وسياساته المرجعية ويقف من خلفه ابناء الامة الواعين لمخاطر المنزلق الخطير الذي تنحدر له الامور.
 
دولة الرئيس:
 
            ان الخطب جلل، ولا يمكن ان نقلل من وقعه أو أن تغافل عنه، فالأمور تتراكم ككرة اللهب، وتدهمنا جميعا على اختلاف مشاربنا الفكرية والسياسية، وان المحافظة على الأمن وصون المجتمع من التفكك ومنع الجريمة وحماية أمن الإفراد، هي مسؤولية عظيمة تتحملون الجزء الأكبر منها، وقد آن الاوان لإدراك حجم الكارثة الرهيبة التي تجتاح الوطن المتمثلة بخطرين عظيمين داخلي وخارجي، والمباشرة بالعمل الفوري على بناء خطة وطنية للإنقاذ مشتملة على إجراءات مدروسة وواضحة وصارمة، وتستجمع طاقات المجتمع الخير وتوظف القدوات الحسنة والكفاءات المتميزة، والاستفادة من الإمكانات المتوفرة التي استهلك بعضها في نشر الرذيلة ومحاصرة الفضيلة، اذ ان بحث المواطن عن مظلات لحمايته سيعزز فرص الجريمة المنظمة وسلطة العصابات وتصبح معالجة الأمور حينئذ مهمة بالغة الصعوبة.
 
 دولة الرئيس :
 
            لقد بات ضروريا وملحا ان يتوقف أصحاب الحسابات الصغيرة المعنية بمحاصرة رأي مخالفيه والتضييق على تيار معارض، وتحويل الوطن الى حلبة مصارعة داخلية تستنزف الجهد والطاقة، وتقضي على جهاز المناعة الوطني وقدرته على المقاومة، مع إدراكنا بأن ذلك الفريق المسكون بثقافة الهزيمة والتبعية لا يحتمل أن يسمع كلمة مقاومة مهما كان القصد والمعنى المراد.
 
             إن جرس الإنذار يستدعي النظر الايجابي والتعاطي الجاد لخدمة المصلحة الوطنية العليا، بعيداً عن منهجية الترحيل او التأجيل، او التركيز على بعض المنجزات، والتعامي عن المثالب، حيث لا يجدي نفعاً في مهب رياح الأحداث المتوالية.
 
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 الامين العام
 
 زكـي بنـي ارشـيد