صحيفة العرّاب

يدخل فلسطين عام 1996 للمرة الأولى..نجل الرئيس الفلسطيني: أتعامل مع إسرائيل والسلطة مدينة لي

قال نجل الرئيس الفلسطيني، رجل الأعمال، ياسر محمود عباس إن 25 % من حجم إيرادات أعماله تذهب إلى السلطة الفلسطينية، في المقابل لم تقدم له الحكومة يوما من الأيام تذكرة طائرة مجانية أو حتى حبة "اسبرين" لأطفاله" في حين يتنقل أبناء الرؤساء في البلدان العربية بطائرات خاصة ويخضع أبناؤهم للعلاج في أكثر مستشفيات العالم تطورا.

وأضاف ياسر الذي أعترف بأنه مليونير، أنه جمع ثروته بعرق جبينه، وبدأ يجنيها قبل أن يصبح والده رئيسا، وسيستمر في أعماله حتى بعد نهاية ولاية والده، لافتا إلى أنه لم يكن يتوقع أن يصبح والده محمود عباس، رئيسا لفلسطين، وهو متأكد الآن أنه لن يستمر في مكانه إلى الأبد".
وأشار ياسر الذي يمتلك مجموعة شركات، تفوق ايراداتها السنوية الـ 35 مليون دولار إنه يقوم بتسيير معاملاته بيده وينتقل بين عدة دول لمتابعة أعماله شخصيا، وإنه لم يحصل على أي تسهيلات بحكم وجود والده في منصب الرئاسة بل على العكس يتم استنبعاده احيانا من التقدم لبعض المشاريع.
وقال ياسر إنه يتحدى أي شخص لديه معلومات على النقيض مما ذكره في هذه المقابلة وإنه جاهز للرد عليها.
ولد ياسر محمود عباس في دولة قطر عام 1962، ثم إنتقل مع والده الذي نشط في العمل السياسي إلى الأردن عام 1970وهناك أكمل 3 سنوات من دراسته الإبتدائية وأكملها في دمشق مع المرحلة الإعدادية حيث عاد مجددًا إلى قطر لينهي المرحلة الثانوية قبل أن ينتقل إلى جامعة State University ويتخرج منها عام 1983 حاصلا على شهادة في الهندسة المدنية.
عاد ياسر إلى قطر وعمل مع عمه في مجال المقاولات لمدة 3 سنوات، ثم انتقل إلى كندا مباشرا أعمال عمه هناك وحصل على الجنسية الكندية، ثم إنتقل إلى شركة "إتحاد المقاولين" في الإمارات عام 1993 وكان مهندس قسم ثم مهندس مشروع، يقف طويلا تحت الشمس مع العمال وكان يتقاضى راتبا عاليا حيث كان يكلف الشركة ما بين 20 و 30 ألف درهم شهريا (الدولار يعادل 3.67 دراهم).
يقول ياسر عن بدايات تأسيسه للعمل الخاص "إنه زار فلسطين للمرة الأولى عام 1996، وحصل على الهوية الفلسطينية، وخلال تلك الزيارة قرر مغادرة الخليج والبدء بعمل خاص في موطنه، وقام مع شركاء بتأسيس شركة "فيرست أوبشن" لإدارة المقاولات برأسمال بسيط ".
وخلال 4 سنوات من العمل الشاق في الضفة الغربية وغزة، استطاع ياسر كما يروي تحقيق أرباح جيدة مهدت لتأسيس شركة عقارية باسم "فالكون" تخصصت بعملية شراء وبيع العقارات لاسيما المنازل والأراضي المنفردة ، وتوسع العمل إلى تأسيس شركات أخرى متوسطة الحجم بعضها لم يكتب لها النجاح، لكن الحظ ضرب معه في " فالكون توباكو" التي أصبحت الوكيل الموزع للسجائر الأمريكية ماركات " لوكي وكينت وفاليسروي". وحققت الشركة مبيعات بقيمة فاقت 35 مليون دولار سنويا قبل أن تتراجع إلى 16 مليونا عام 2008 بسبب ظروف الأراضي الفلسطينية ومنع بيعها في غزة.
وحول الوضع الإقتصادي لعائلة والده قال "كان والدي الرئيس محمود عباس الرقم 3 في وزارة التربية والتعليم في قطر أوائل الستينات، وكان يتقاضى راتبا عاليا، وكان مع مؤسسي فتح الآخرين ينفق جزءا كبيرًا من راتبه على الحركة،وقد دخلها غنيا، أما أعمامي فهم رجال أعمال ومقاولون كبار في قطر، وبإختصار الوضع الإقتصادي للعائلة قوي منذ سبعينيات القرن الماضي، ولا نقول إنهم كانوا مليونيرية في تلك الفترة، لكن أوضاعهم كانت جيدة جدًا.
وقال إبن الرئيس الفلسطيني"إن الإنشقاق السياسي إنسحب على القطاع الإقتصادي، فهناك اليوم مقاطعتان لممارسة الأعمال: الضفة وغزة، واخشى ما اخشاه ان يكون الإنقسام أصبح نهائيا".
وأضاف "كانت غزة حتى عام 2005 و 2006 تنفق 60 % من ميزانية السلطة، وهي اليوم غير منتجة، وفقدت فرص إحياء المطار والميناء وتحولت إلى مستهلك كبير،حيث تذهب 58 % من الموازنة على صيغة رواتب لنحو 77 ألف موظف ومصاريف الغاز والبترول والكهرباء والخدمات الأخرى".
وحول مخصصات إعادة الإعمار قال "لم تصل أية مبالغ مالية إلى الفلسطينيين، ولا أعتقد أن أي جزء منها والبالغة نحو 5.2 مليارات دولار سيصل، إذا لم يصل الفلسطينيون إلى حكومة توافق وطني".
وردًا على معلومات حول تعامله مع الإسرائيليين"قال "إذا لم يتحدث وزيرا الإقتصاد الفلسطيني والإسرائيلي معا كيف يمكن إدخال بضائع إلى غزة؟". وأضاف"العشرات من الفلسطيينن يتلقون العلاج في مستشفيات إسرائيلية".
وتابع"لدينا بضائع كبيرة تصدر أو تستورد عبر الموانئ الإسرائيلية وتحتاج إلى موافقة المخلص الجمركي الاسرائيلي قبل ان تصل إلى المخلص الجمركي الفلسطيني".
وأضاف "هذا ليس اختراعا وليس عنوانا لمانشيت عريض من نوع "ياسرعباس يتعامل مع الجانب الإسرائيلي"، أغلب الفلسطينيين يتعاملون مع اسرائيل أما المتبقين فيعيشون على الأمطار".
وحول المزايا التي يحصل عليها بحكم وجود والده في منصب الرئيس قال "بالعكس تماما يتم استبعادي من بعض المناقصات التي ننافس فيها شركات أخرى".
ووجه ما قال "إنه تحدي إلى من يتهمه بالحصول على امتيازات أو تسهيلات كونه إبن الرئيس في أي مشروع داخل أو خارج فلسطين،او انني إستفدت من شبكة علاقاتي ووضعتها في خدمة عملي، أن يرفعوا صوتهم ويؤشروا إلى المشروع ويكشفوا ما عندهم من معلومات".
وأضاف أنه ينفق في رحلات ونشاطات ومساعدات ما اجماليه يصل إلى 25 % من إيرادات شركاته على السلطة الفلسطينية في المقابل يؤكد أنه لم يتلق اي مساعدة حتى لو كانت على شكل تذكرة طائرة مجانية أو حبة إسبرين لطفلته في وقت يتنقل أبناء الرؤساء بطائرات خاصة ويختارون أرقى المستشفيات واكثرها حداثة لمعالجة أبنائهم .
وتابع " إن السلطة مديونة لي ولم تعد أموالي بعد،وانني في موقف حرج لذلك لا استطيع المطالبة بها، في حين يمكن لإبن عقيد ان يصرخ ويطالب بها".
وألمح إلى أنه يقف في الطوابير لتسيير معاملاته بيده، ولا يتحدث لأحد في الأردن أو قطر أو الامارات أو مصر حيث تقع مقار شركاته انه إبن الرئيس ليحصل على مزايا تفضيلية .
وقال ياسر"باحتساب أصول جميع شركاتي، ومنزلي وممتلكاتي يمكنك القول إنني مليونير".
وأثنى ياسر على بعض رجال الأعمال الفلسطينيين في المغترب الذين جاءوا إلى فلسطين واستثمروا فيها وقال إن حجم أعمالهم اليوم يتجاوز الـ 300 مليون دولار، وهم عازمون على البقاء ولا يفكرون بانجاز صفقة أو تحقيق أرباح وقتية ثم المغادرة رغم كل الصعوبات.
ويمتلك ياسر محمود عباس مجموعة شركات فالكون القابضة ومنها فالكون توباكو وفالكون الكتروميكانيكل وفيرست فالكون وفالكون للاستثمارات العامة وفالكون غلوبل تلكوم وفيرست أوبشن وشركات أخرى يزيد حجم عوائدها السنوية 35 مليون دولار.