صحيفة العرّاب

32.6 ألف طفل عامل في المملكة بساعات عمل طويلة واجور زهيدة

أسباب عديدة دفعت الطفل "محمد" 13عاما للعمل في سوق الخضار أملا بتأمين بعض المال لأسرته التي يبلغ عدد أفرادها 8 أفراد ويعانون من ظروف معيشية صعبة أثر مرض الاب ، فمحمد أوكما يطلق عليه رفاقه في السوق"المعلم الصغير" واحد من بين

 32676طفلا عاملا في المملكة بحسب أحصائية أعدها برنامج مكافحة عمالة الاطفال عبر التعليم الممول من وزارة العمل الامريكية ويهدف الى سحب 4000طفل عامل واعادة تأهيلهم .
 
وتشير الاحصائيات الى أن معدل عمالة الاطفال في المملكة ارتفع بشكل مطرد في السنوات الاخيرة ، أذ ساعدت العوامل الاقتصادية وموجة الغلاء وارتفاع الاسعار بتفاقم الظاهرة وارتفاع معدلات الاطفال العاملين لحد أنها باتت تثير قلقا لدى الجهات ذات العلاقة .
 
ويقول"محمد"أنه يعمل يوميا 12 ساعة يوميا مقابل 5 دنانير ، يقضيها بتنزيل الصناديق وتفريغها ومساعدة صاحب المحل على بيع الزبائن وغيرها من الاعمال التي يمكن ان يقدمها في المحل .. محمد"يؤكد أنه ترك المدرسة قبل عامين ليس برغبته بل إن ظروف الحياة وشح دخل الاسرة دفعه للبحث عن بدائل لإعالة أفراد العائلة .
 
ويحلم"محمد"أكبر أفراد اشقائه أن لا ينخرط بقية أفراد العائلة بالعمل ، معربا عن أمله أن يتمكن من مساعدتهم باكمال دراستهم في المدرسة .
 
ويشير تقرير للبرنامج الى أن نسبة %32 من عمالة الاطفال تتمركز في العاصمة 67و % ببقية المحافظات الاخرى ، وتبلغ نسبة الاردنيين منهم %91 .
 
ويوضح التقرير أن من الاطفال من يعملون في قطاعي الزراعة والتحريج فيما يعمل %16 منهم في التصنيع و5ر3 % في الفنادق والمطاعم و1% بقطاعات المناجم والمقالع والكهرباء والغاز والمياه .
 
ويشير التقرير الى ان الغالبية العظمى من الاطفال العاملين تتراوح اعمارهم بين 12 الى 17 عاما... وأن %38 من الاطفال يعملون برغبة أهلهم فيما يعمل الاخرون أثر ظروف أخرى مختلفة .
 
ويؤكد الخبير الاجتماعي الدكتور علي أبوسليم أن ظاهرة عمالة الاطفال باتت تثير قلقا رسميا أثر أتساع نطاقها في السنوات الاخيرة .
 
ويحمل أبوسليم الاهل مسؤولية توجه الاطفال الى سوق العمل ، لافتا الى أن أغلب الحالات تكشف عن رغبة اهالي الاطفال بدفعهم على العمل لمساعدتهم في تأمين دخل للعائلة ولتعلم مهنة اوحرفة يستطيعون الاعتماد على انفسهم من خلالها".
 
ويعتبر ابوسليم أن اهم المستفيدين والمشجعين لعمالة الاطفال هم اصحاب العمل الذين يستغلون الاطفال مقابل اجور زهيدة في وقت قد يعطي فيه هؤلاء الاطفال انتاجا افضل من البالغين.
 
ويبلغ متوسط ساعات العمل للاطفال نحو42 ساعة في الاسبوع فيما يبلغ متوسط الدخل الشهري للطفل العامل81 دينارا شهريا .
 
ويوازي ظاهرة عمالة الاطفال أرتفاع أعداد الطلاب المتسربين من المدارس ، أذ تشير أحصائيات رسمية الى أن عددهم أرتفع لمعدل يقارب معدل عمالة الاطفال .
 
ويحاول بعض الباحثين أن يربطوا بين الظاهرتين ، مشيرين الى أن أية حلول مقترحة لسحب عمالة الاطفال أومنعها يقابله وضع سياسات وتشريعات تضبط التسرب المدرسي للطلاب .
 
ويتخوف الخبراء من تفشي ظواهر أجتماعية سلبية بسبب عمالة الاطفال أذ يرى البعض أن الاطفال يميلون الى بعض السلوكيات الاجتماعية المخالفة للاعراف والتقاليد والقيم الاجتماعية كما أن بعضهم يلجأ الى المخدرات والحشيش وتعاطي الحكول أوترويجها رغم صغر سنهم .