أكد الأمير الحسن بن طلال أن الحراك الشعبي حاجة ملحة، وقال إن “تواصل المظاهرات هو شكل من أشكال الوعي السياسي، ولكن إذا اتهم البعض من سياسيي المقاعد المخملية هذه الحركة بأنها موضة ستنقضي بعد فترة من الزمن، فأعتقد أنها حتى لو غارت واندثرت لفترة من الزمن، فستعود بشكل أكثر تطرفا في المستقبل”.
حديث الأمير الحسن جاء في مقابلة لموقع وكالة “سي ان ان” حول رؤيته للثورات والاحتجاجات التي تشهدها المنطقة، حيث شدد على أن الحراك الشعبي “ليس حركة متطرفة تبحث عن نهاية النظام العربي، وإنما هي حركة حضارية شبابية تعبر عن ضمير وعقل الإنسان العربي، فلنستعد إنسانيتها لتتجاوب معها من أجل الأجيال القادمة”.
وأشار إلى أن توقيت الحراك في المنطقة جاء متزامنا تقريبا لمصر وتونس وسوريا واليمن والبحرين والشارع في الأردن، ولكن النتائج ليست واضحة، فهناك بعض الحالات التي نرى فيها غياب أي نوع من التتمة العقلانية الموضوعية، أي أن هناك غيابا للحوار المباشر”.
وحول الأثار السلبية لما بات يعرف بـ”الربيع العربي”، أوضح الأمير “أن جزءا من المشكلة يكمن في أن الحركة كانت في تونس مثلا خلال موسم السياحة، وكذلك في مصر، حيث تضاءلت احتياطياتها بالمليارات منذ شهر كانون الثاني/يناير.
وأضاف أن هذا الحراك يحتاج إلى تحرك عربي، حيث “لا يقتصر فقط على قيام الدول النفطية بتعويض المجتمعات العربية بالمال، فمن الممكن التعويض من خلال إقامة مؤسسة جامعة عربية فعالة، وتطوير مفهوم الاستقلال المتكافل بين العربي المقتدر والشعوب”، محذرا من أن عكس ذلك قد يؤدي إلى “عودة هذه الحركة إلى الشارع مرة ثانية” ولكن قد لا تكون هذه المرة بدون عنف.
يذكر أن الأمير الحسن بن طلال، الذي يرأس مجلس منتدى غرب آسيا وشمال إفريقيا، نظم مؤخرا ندوة بعنوان “إقليم متغير”، سلط فيها المشاركون الضوء على تجارب من أرض الواقع للثورات الشعبية وتبعاتها من مختلف الجوانب.