صحيفة العرّاب

من يفتح ملف شركة الفوسفات

  غسان كريشان

 لا شك بان ثمة مشاريع وطنية ناجحة تم خصصتها في  ظروف حكومية " مشبوهة " ومحاطة بالشكوك والريبة ، لا تزال تشكل  وجعا يخترق الضمائر ، في انتهاك مقدرات  الوطن وثرواته الطبيعية التي هي مكتسبات مشروعة لابناء الشعب، تم سلبها عنوة وفي وضح النهار ، وحرمان الوطن من ذرات ترابه.
 ومن دون لف او دوران ، نتوقف في هذه العجالة ، عند شركة الفوسفات التي تم اجتثاث خيرها ، وبيع ارض الجنوب بما فيه من طهر وعبق ، في  ظروف غامضة ، رغم  ارباحها التي كانت ترفد خزينة الدولة ، والاقتصاد الوطني ، بالعملات الصعبة لتضع  ادارات لا نعرف من  اين جاءت  بها على  هذه الشركة ، بعد ان قامت بشراء الذمم ، ورشوة الضمائر العفنة ، للسكوت عن كافة التجاوزات والامتيازات المحصورة باشخاص  لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليد  الواحد ، يمارسون القهر والظلم بحق  ابناء االجنوب ،الذين شيدوا تلك المناجم بالصبر والتعب  وتقطع من اوصال ابناءهم ما تقطع، وحاصرهم من الامراض ما حاصر، وهم يرزحون تحت نير استبداد الادارات التي هي خارج » المحاسبة « لاسباب لم تعد خافية على احد.
 في ذات زمن كان شرفاء الوطن ، يدعون الى نقل مكاتب الشرك الى مدينة معان ، لتفعيل الواقع الاقتصادي هناك ولمنح اولوية   العمل لابناء تلك المدينة المتسلحين بالخبرات والمؤهلات العلمية الرفيعة ومن كبرى الجامعات ، الا ان المتنفذين احبطوا الفكرة ، بشبكة علاقاتهم الرفيعة المستوى ، بل وامعنوا في التعسف ، ليطال قوت ابناء الجنوب ومحاربتهم في صميم رزقهم ، عبر رواتبهم المتدنية ، قياسا برواتب  فلكية وعطايا للذين لا علاقة لهم بذلك الجنوب  المغلوب على أمره.
 مجمل  القول : اننا في زمن الحرية والاصلاح ، نقف ضد  الصمت على الظلم والفساد ، لنعلن المطالبة لكافة المفاصل الرسمية المعنية بمحاربة  الفساد  بكافة انواعه ان تفتح هذا الملف ، بامانة ووطنية وانتماء ، وقبل  ذلك مخافة الله ، حرصا على مصالح الوطن ، ولمن يهمه الامر نكتب  واللهم اشهد اننا قد بلغنا.