صحيفة العرّاب

خروقات إسرائيلية مع بدء سريان "وقف إطلاق النار" بغزة والمقاومة تشترط الانسحاب

 

دخل إعلان إسرائيل "وقف إطلاق النار" انتهاء العدوان على قطاع غزة حيز التنفيذ اليوم الاحد في الساعة الثانية بالتوقيت المحلي " أو الثانية عشر ت .غ "، وتخللها في الساعات الأولى خروقات ، في وقت اشترطت المقاومة الفلسطينية انسحابا كاملا لقوات الاحتلال من القطاع.

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي: أوقفنا إطلاق النار ابتداء من الساعة الثانية صباح اليوم الاحد .

لكن بعد بضع دقائق من الموعد المقرر أن تسري فيه الهدنة في الساعة الثانية صباحا (منتصف الليل بتوقيت جرينتش) عرض بث تلفزيوني مباشر من مدينة غزة وابلا من المشاعل المضيئة ونيران على الأرض.

وقالت فضائية الجزيرة: إن طائرات إسرائيلية ضربت قنبلة فوسفورية على إحدى المناطق في غزة ، لكن مراسل المحطة لم يؤكد الواقعة رغم مشاهدة الصورة.

ولكن لم يتسن سماع أصوات إطلاق نار أو انفجارات ويبدو ان الحريق انطفأ بعد ذلك ببضع دقائق، او انها كانت قنابل ضوئية تحاول كشف تحركات رجال المقاومة.

وسمعت أصوات طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء غزة ولكن المدينة كانت أهدأ بالمقارنة مع ليال كثيرة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت اعلن وقف العدوان على قطاع غزة خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس السبت اعتبارا من الساعة الثانية عشر بتوقيت جرينتش.

وقال أولمرت: إن القوات الإسرائيلية ستعيد انتشارها داخل وخارج قطاع غزة.

وأضاف اولمرت أن القتال قد يستأنف إذا اطلقت المقاومة صواريخ اخرى او هاجموا جنودا إسرائيليين.

 من جانبه حذر وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك المقاومة الفلسطينية من الاستمرار في قصف البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، في ظل "وقف إطلاق النار" من جانب واحد.

وأضاف باراك أنه في هذا الحال سترد قوات الاحتلال بصرامة، وأن قوات الاحتلال ستظل منتشرة في القطاع، وفقا للاعتبارات على الأرض، بحسب تعبيره.

وكان متحدث عسكري إسرائيلي قال قبل فترة وجيزة من وقف إطلاق النار: إن إسرائيل "سترد على أي هجوم ضد مدنيين أو جنود إسرائيليين".

وقد توعدت المقاومة بمواصلة القتال حتى تسحب إسرائيل قواتها من غزة وتخفف حصارا تجاريا.

 وفي أول رد على خطاب أولمرت ، وصف أسامة حمدان القيادي في حركة حماس خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه خطاب "الخيبة الثانية" بعد خيبته الأولى في حرب تموز 2006 ، كما أنه من جانب آخر تأكيد لصمود المقاومة وانتصارها .

وأضاف " إذا كان يتحدث عن توجيه ضربة قاسية لحماس فلماذا لم يستطع تحرير الجندي شاليط الذي لا يعرف حتى الآن إن كان مات أو على قيد الحياة ، لقد كان مرتبكا وهو يتحدث عن إضعاف حماس ثم يقول في نهاية خطابه أنه توصل لتفاهمات ستضعف حماس ".

وأكد أن ما يوضح هزيمة إسرائيل هو أن حماس وفصائل المقاومة مازالت تسيطر على غزة ، كما أن إطلاق الصواريخ لم يتوقف حتى إعلان وقف إطلاق النار ، مشددا على أن العدوان على غزة هو عامل جديد سيدفع إلى المقاومة.

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشكل واضح وقاطع أنها لن تقبل بوجود أي جندي صهيوني على أرض قطاع غزة "مهما كلفنا ذلك من ثمن"، وذلك في تعقيب على ما سرّب من أنباء عن عزم الاحتلال الإعلان عن وقف أحادي الجانب لإطلاق النار.

وقال فوزي برهوم في بيان: "على العدو الصهيوني أن يوقف عدوانه وينسحب من قطاع غزة بشكل كامل ويفك الحصار ويفتح المعابر، فلن نقبل بوجود أي جندي واحد على أرض غزة مهما كلفنا ذلك من ثمن، فحماس باقية والمقاومة باسلة والقيادة ثابتة".

واعتبر برهوم أن "طرح إسرائيل وقف إطلاق النار من طرف واحد يؤكد أن الحرب هي من طرف واحد وفي اتجاه واحد شنها العدو على شعبنا وأهلنا، وأن هذه الحرب الطاحنة ليس لها علاقة بصواريخ المقاومة ولا علاقة بوجود حماس ولا الوحدة الوطنية بقدر ما هي توظيف رخيص لدماء الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في الانتخابات الصهيونية المقبلة".

ورأى الناطق باسم "حماس"، في بيانها أن مذكرة التفاهم الأمريكية الإسرائيلية هي عبارة عن جر وإقحام أطراف عربية بحجة وقف تسليح المقاومة وهي بمثابة حيلة جديدة لإحكام حصار غزة وتدويل بحر قطاع غزة والبحر الأحمر والضغط على شعبنا وتشكيل قاعدة تجسس على مصر والشعب الفلسطيني وفيه انتهاك صارخ". 

وقال: "ندرك تماماً أن هذه الحرب جاءت لخلق واقع جديد أكثر إيلاماً ومعاناة للتضيق على أهلنا وخلق واقع جديد عنوانه القتل والحرمان وفصل غزة عن مدنها وقراها ثم فرض الحلول السياسية الظالمة لصالح العدو".

 وتابع برهوم: "نرى أن ما تقوم به رايس وليفني من اتفاقيات هي خير دليل على الأهداف المجرمة الأمنية والعسكرية لهذه الحرب رغم كل إدراكنا لكل ما يخطط لحماس ولشعبنا ولغزة وللمقاومة؛ فإننا نقول إن ما رفضنا أن نعطيه تحت الحصار والدمار لن نعطيه بالأطروحات الصهيونية الخبيثة ولن نقبل بأقل من وقف العدوان ودحر الاحتلال وفك الحصار وفتح كافة المعابر، ونرفض أي مساس بسلاح المقاومة والذي سيبقى الحامي لمصالح شعبنا وأي محاولة لتقويض المقاومة هي محاولات يائسة لن يكتب لها النجاح ومقاومتنا مستمرة طالما أن هناك احتلال فهذا حقنا ولا يستطيع احد أن يسلبنا هذا الحق".

إلا أن الناطق باسم حركة "حماس" أوضح أن الحركة "لن توقف جهودها الرامية إلى التعاطي بكل جدية ومصداقية مع كل الأطروحات والمبادرات من أجل إنهاء معاناة شعبنا وتحقيق أهدافه في وقف العدو وانسحاب الاحتلال وكسر الحصار وفتح المعابر، وسنبني مواقفنا الأساسية من أي مبادرة أو حل بقدر ما تجلب الخير والأمان لشعبنا".

 وكانت إسرائيل قد بدأت عدوانها الوحشي على قطاع غزة منذ يوم 27 من الشهر الماضي حيث استشهد اكثر من 1200 مواطن فلسطيني وجرح اكثر من خمسة الاف معظمهم من الاطفال والنساء والمدنيين ، بالاضافة الى تدمير المباني والمدارس والمساجد والبنية التحتية والتي قدرت باكثر من 4 مليار دولار.