أشارت وثيقة سرية، نشرتها صحيفة "الجمهورية"المصرية ، مرسلة من السفارة الأميركية في بيروت في 11-6-2009 تحت الرقم "09beirut1205" إلى أنّ "الحكومة اللبنانية أفادت في العام 2009 أنّ زراعة الحشيش مستمرة، وأنّ هناك ارتفاعا في تعاطي المخدرات ولا سيّما في أوساط الشباب بسبب توافرها وانخفاض أسعارها".
وتشير وثيقة "ويكيليكس" إلى أنّ "لبنان قام خلال العام 2009 بجهود لاستئصال هذه التجارة، وزعم أنه قضى على معظم إنتاج الحشيش والأفيون في سهل البقاع، ومع ذلك فإنّ زراعة المحاصيل غير المشروعة تبقى خيارا جذابا لبعض المزارعين نظرا إلى عدم وجود محاصيل بديلة مجدية اقتصاديا". ولفتت الى "استمرار الاتجار بالمخدرات عبر الحدود اللبنانية - السورية خلال العام 2009 جرّاء غياب رقابة فعالة على حدود البلدين". كما أفادت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمنتشرة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية "باستمرار تهريب المخدرات على حدود البلدين". وتشير الوثيقة إلى أنّ "لبنان يعتبر بلد عبور للكوكايين والهيرويين من خلال رعايا لبنانيين يعملون بالتنسيق مع مهربي مخدرات من كولومبيا وأميركا الجنوبية". ويعتقد أنّ "الهيرويين يتم تهريبه إلى لبنان من أفغانستان عبر تركيا وسوريا، ويتم نقله من خلال أفراد عبر شركات الطيران التجارية إلى إفريقيا"، وفي حين لا يصنَّف لبنان على أنّه "بلد عبور رئيسي للمخدرات غير الشرعية إلا أنه يتم تسهيل الحصول على المخدرات لفئة كبيرة من المجموعات ترتبط بمنظمات للاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال في جنوب أميركا، مرتبطة بدورها بتجار في كولومبيا ينقلون الكوكايين عبر العالم". ويتم تهريب الكوكايين من جنوب أميركا تحديدا كولومبيا، البيرو وبوليفيا إلى لبنان، عبر قنوات جوية وبحرية من أوروبا، الأردن، وسوريا أو مباشرة إلى لبنان. وفي معظم الأحيان، يقوم مواطنون لبنانيون مقيمون في جنوب أميركا بالتنسيق مع مهربين مقيمين في لبنان، بتمويل هذه العمليات. أما المخدرات الاصطناعية فهي موجودة في السوق اللبنانية بكثرة، ويفيد المسؤولون اللبنانيون بأنها تهّرب إلى لبنان من أوروبا الشرقية ثم ينقل جزء منها إلى دول الخليج.