صحيفة العرّاب

اعادت الاعتبار لمبادرة السلام العربية.. الشريف: زيارة الملك الى واشنطن مهمة للغاية وغير مسبوقة

 قال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الدكتور نبيل الشريف ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى واشنطن مهمة للغاية وغير مسبوقة واعادت الاعتبار الى مبادرة السلام العربية.

 واضاف في مقابلة مع برنامج ستون دقيقة الذي بثه التلفزيون الاردني مساء امس ان اهمية هذه الزيارة تأتي كون جلالة الملك يقوم بهذه المهمة ليس فقط كقائد اردني، ولكن كمفوض وممثل للأمة العربية كلها، فكما نعلم انه تم الاتفاق في القمة العربية في الدوحة ان يكون جلالة الملك هو المتحدث باسم العرب جميعا في هذا اللقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وتم التأكيد على ذلك ايضا في لقاء وزراء الخارجية العرب الذي تم في عمان.
 
واكد الدكتور الشريف "ان هذه الزيارة كانت مهمة للغاية، وجلالة الملك كان موفقا في عرض الافكار والتركيز على اطلاق مفاوضات شاملة فورا لكل قضايا المنطقة وان لا نعود الى عملية التفاوض من اجل التفاوض من جديد، فالملفات معروفه والقضايا معروفه والحلول معروفة وتم الحديث فيها عشرات المرات وايضا موضوع المبادرة العربية للسلام والتركيز عليها مجددا وما تم في قمة الكويت ثم في قمة الدوحة، والتأكيد على ان هذه المبادرة لن تبقى على الطاولة كثيرا وهذا الامر ينقله جلالة الملك ليؤكد على الحاح الوقت وضرورة العمل سريعا لاطلاق عملية تفاوض شامله في المنطقة.
 
وقال "ان جلالة الملك ذهب بخطاب عربي موحد، لغته متوازنة وصريحة وواضحة ومباشرة يفهمها الغرب، وان الادارة الاميركية الجديدة ستتفهم هذا الخطاب المتوازن الجديد، خاصة وان جلالته يعلم انه مرت سنوات في الانخراط في نزاعات ثانوية لصالح أمن اسرائيل على حساب هذه القضية المركزية التي طالما يقول جلالة الملك ان حلها ليس للمنطقة وانما للعالم أجمع".
 
وشدد الوزير "انه دائما في الرسالة السياسية يوجد مرسل ويوجد مستقبل، وانا اعتقد ان الارسال والاستقبال على درجة كبيرة من التناغم، لا نستطيع ان ننكر ان الادارة الاميركية مهيئة جدا للانخراط في عملية سلام جادة، فكانت دعوة جلالة الملك والاستماع اليه باعتباره زعيما عربيا يعرف جيدا الملفات المتعلقة بقضايا المنطقة جميعها".
 
واضاف"وكما اشار الرئيس اوباما واشاد بجلالة الملك وقال أنه زعيم ينظر الى الامر من الزوايا المختلفة يستطيع ان يرى الصورة بشموليته، فلذلك كان جلالة الملك هو اول زعيم عربي يلتقيه ويستمع اليه ويدخل معه في التفاصيل، فالادارة الاميركية مهيئة وقد استقبلت خطاب وحديث جلالة الملك مع الرئيس اوباما ولقاءاته المختلفة في العاصمة الاميركية مع الفعاليات السياسية والاقتصادية والكونغرس وغيرها ومراكز الدراسات استقبالا جيدا والدليل على ذلك ان الرئيس اوباما اثناء لقاء جلالة الملك أكد على حل الدولتين وانه يؤمن بهذا الحل باعتبار انه الحل الانسب للجميع وانه بعد ذلك تمت دعوة الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن لاستكمال ما تم الاتفاق عليه وما تم انجازه خلال زيارة جلالة الملك، بمعنى ان هذا هو دليل النجاح".
 
واشار الدكتور الشريف الى اهمية خطاب جلالة الملك الذي القاه امام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، وقال "استوقفتني بالخطاب اربعة عناصر، عنصر الوقت في انه لم يعد هناك المزيد من الوقت لاضاعته، ونحن نعرف كيف يستثمر الوقت، ويستغل مع الاسف الشديد في بناء المزيد من المستوطنات ومصادرة المزيد من الاراضي وضياع الحلم والأمل عند الناس، كما تطرق جلالته الى فكرة مهمة وهي فكرة تروج اليها بعض الاوساط لتكون بديلا عن عملية السلام من خلال دعم اقتصادي للفلسطينيين، حيث اكد جلالته انه لا يمكن للسلام الاقتصادي ان يكون بديلا مقنعا او بديلا ناجحا وهذا نوع من التهرب من استحقاقات السلام".
 
واضاف"الجانب المهم الآخر الذي لفت نظري هو الاجراءات أحادية الجانب وخصوصا موضوع التهويد في مدينة القدس وتهجير المواطنين، وهذا ايضا موضوع مقلق للغاية ولا يمكن ان ينسجم مع الحديث عن السلام وتوجهات السلام وكل الاجراءات أحادية الجانب يجب ان تتوقف فورا".
 
وشدد "من المهم ان نركز على ما قاله جلالة الملك، نحن لا نود ان نبدأ بعملية سلام جديدة، لدينا عملية سلام يجب ان نستمر فيها، وكما قلنا عدم اضاعة المزيد من الفرص، واشير هنا ايضا الى ان جلالة الملك اكد ان هذه الانقسامات يحسن المتطرفون استغلالها، ورحب ايضا بالتزام وانخراط الرئيس اوباما بالعملية السلمية وقال ان هذا لا ينظر اليه فقط هنا، وانما ينظر اليه في المنطقة كلها، باعتبار اميركا هي المفتاح لتحقيق السلام".
 
وقال ان جلالة الملك ركز ان الوقت يستغل في بناء المستوطنات وفي عمليات التهويد، وشدد على وضع نهاية للاحتلال والمواجهات، مؤكدا حق الشعبين في العيش بأمان.
 
وبشأن مبادرة السلام العربية اوضح الدكتور الشريف "ان جلالة الملك اشار في خطابه ان المبادرة صمدت طوال سبع سنوات امام كل الاستفزازات وهي طبعا تقوم على حل الدولتين وتشكل اكثر الاقتراحات اهمية لاحلال السلام، وكان واضحا جدا ان الادارة الاميركية اخذت تولي المزيد من الاهتمام لمبادرة السلام العربية، والرئيس اوباما نفسه قال ان فيها الكثير من الجوانب الايجابية، ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اشارت ايضا الى اهمية مبادرة السلام حتى في الاوساط الاسرائيلية، الآن صار هناك انفتاح اكثر للاستماع الى صوت العقل المتمثل في مبادرة السلام العربية".
 
وتابع الشريف قائلا "اسرائيل طبعا الآن على المحك وامام الاختبار، اما ان تعيش في عقلية القلعة كما يقول جلالة الملك، دائما معزولة في المنطقة، وايضا عليها الكثير من التساؤلات والتحفظات في العالم، أو ان تعيش كجزء من نسيج المنطقة وفق مبادرة السلام العربية، هذه المبادرة التي تدعمها 22 دولة عربية وتدعمها الدول الاسلامية، وجزء كبير من دول العالم ستكون داعمه لهذا الحل، لذا فان على اسرائيل عليها ان تختار بين هذا الطريق (طريق العزلة وطريق التقوقع مع النفس والواقع) الذي تعيشه اسرائيل كدولة منبوذة في المنطقة، او ان تكون دولة طبيعية موجودة كدولة لها علاقات مع دول المنطقة قائمة على الاحترام المتبادل، وقائمة على منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف واعادة الحقوق العربية كلها".
 
واضاف الدكتور الشريف "ان الخطاب الاردني لا يتحدث عن حل على مسار واحد، بل الحديث هو عن حل اقليمي وحل شامل على جميع المسارات دفعة واحدة، لان هناك خوفا ان يكون الحل في مسار واحد لمجرد الوهم والتغطية على الجهود المبذولة في المسارات الاخرى، لان كل المسارات والقضايا متفق عليها ومعروفة وتم التفاوض حولها، فلو أخذنا المسار السوري الاسرائيلي مثلا، فانهم وصلوا الى مرحلة متقدمة جدا، فالخوف اذن هو العودة الى الى نقطة الصفر، علينا ان ننطلق من هذه النقطة الى الامام وليس الى الوراء".
 
وحول تركيز جلالة الملك في خطابه على وضع خطة للمفاوضات تثمر نتائج ملموسة وسريعة وتوقف الانجراف نحو المواجهة واستخدام جلالته لكلمة خطة وليس عملية قال الشريف "مصطلح عملية للاسف الشديد اخذنا الى نقطة الجمود واصبحت العملية نفسها بديلا عن الانجاز وبديلا عن القرارات الملموسة على الواقع، وما نحتاجه الان هو خطة واضحة بنقاط محددة، وطبعا المرجعيات موجودة، قرارات مجلس الامن، ومبادرة السلام العربية، فلا نحتاج لشيء لكي ننجز هذه الخطة،.
 
فالمطلوب هو انجازها فعلا واتخاذ قرار سياسي جريء، وجلالة الملك قال خلال خطابه في واشنطن ان اسرائيل تواجه استحقاقا كبيرا في العام 2009، وهذا يضع اسرائيل امام خيارات فاما ان تكون داعمة لهذا لنهج السلام والتعايش واعادة الحقوق الى اصحابها، او ان تكون قد اخذت قرارا بأن تبقى على عقلية القلعة التي لا تحقق لها شيئا ولا للمنطقة.
 
واشار الدكتور الشريف الى ان غزة كانت حاضرة في بال جلالة الملك خلال زيارته لواشنطن ، اذ دعا الى ضرورة وضع حد لمعاناة الفلسطينيين وايصال الاغاثة الى غزة واعادة اعمارها، مشيرا الى ان الحديث عن دعم غزة ووصول المساعدات اليها يصطدم مع الاسف الشديد مع الواقع المؤلم، واقع الخلافات الفلسطينية-الفلسطينية الذي يجب ان ينتهي.
 
كما دعا الى توحيد الصف الفلسطيني ، ودعم الجهد العربي ومصر تحديدا في رأب الصدع بين الاشقاء الفلسطينيين.
 
وقال الوزير " نريد من الجانب الفلسطيني ان يلتزم باستحقاق السلام ايضا، لكي لا يقال انه لا يوجد شريك فلسطيني، وهذا ما رددته وتردده اسرائيل كثيرا؛ لتتنصل من كل استحقاقات السلام ، ما يحتم على الاشقاء الفلسطينيين انهاء ملف الخلافات بينهم بأسرع ما يمكن".
 
وبشأن التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة الاميركية والاردن قال الدكتور الشريف انه يوجد ايجابيات كبيرة وأساسية في التعاون الاقتصادي بين البلدين، الذي يعد عنصرا مهما في دعم الاقتصاد الاردني، و جزءا من منظومة العلاقات القائمة بين البلدين.
 
واشار الى قول جلالة الملك بان العلاقات الاردنية الاميركية تقوم على الثقة والاحترام المتبادل على مدى تاريخ العلاقات بين الاردن والولايات المتحدة التي نحتفل هذا العام بالذكرى الستين لاقامتها.
 
وتابع الشريف "الاردن له دور اساسي في المنطقة وهو دولة محورية في المنظومة العربية، والدليل ان جلالة الملك هو اول زعيم عربي زار الولايات المتحدة الاميركية والتقى الرئيس اوباما في البيت الابيض" .
 
وحول زيارة قداسة بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر الى الاردن الشهر المقبل ، واجتماع جلالته خلال زيارته الى الولايات المتحدة بالقيادات الدينية المسلمة والمسيحية واليهودية، اكد الشريف ان الاردن هو بلد السلام والمحبة والتعايش والاخوة بين الاديان تاريخيا، وهو صوت الاعتدال والعقل والحكمة، وكان من الطبيعي جدا ان يلتقي جلالة الملك القيادات الدينية للديانات السماوية اثناء زيارته لواشنطن.
 
وقال "ان الاردن هو منطلق رسالة عمان التي تدعو الى التعايش، وتبرز جوانب التسامح والمحبة في الدين الاسلامي، مبينا ان هذه الاجتماعات مهمة جدا، و تركز على دور الاديان في مواجهة التطرف واليأس خصوصا في اوساط الشباب، ودور رجال الدين ايضا في التصدي لكل اسباب التطرف وايجاد الأمل، مبينا اهمية الدور الاردني في هذا الجانب واهتمامه بالقيادات الدينية ودورها، اضافة الى ان هذا يأتي تمهيدا لزيارة البابا بندكت السادس عشر الى الاردن الذي سيزور فيها معالم دينية مهمة تبرز حالة التعايش المشترك والمحبة التي تسود بين الاديان".(بترا)