صحيفة العرّاب

تمسكوا بأرقامكم الوطنية

 تمسكوا بارقامكم الوطنية، ربما تلك دعوة فيها الكثير من التفخيم والتعظيم وعدم مقاربة حقيقية للواقع لكنها جديرة بالسماع والاهتمام ، وربما اسخر أن شئتم ..


في البدء كانت موضوعات غير مطروقة في وسائل الإعلام وكنت حينها أتناولها في سياق تقارير إذاعية لي أو نصية على موقع عمان نت وكانت تأخذ الطابع الانساني، ثم اصبحت قضية تشكل حيزا من الصفحات الرئيسية من الجرائد اليومية.

حالات إنسانية، تصريحات مسؤولين، تحليلات محللين، تلك كانت قضية سحب الارقام الوطنية، وكان الحديث الدائم أنها “مقرونة بالوطن البديل” لكن هيهات الوطن البديل من هذه القضية، هي بامتياز تعد واضح وحقيقي للحقوق الانسانية.

لن أخوض في تفاصيل التزام الاردن بالعهود الدولية لانها كفالة حقيقية لصون الحقوق وحمايتها من اي اعتداء قد يقع عليها لان اشبعت بالحديث عنها.

الرقم الوطني، قضية أشبه بطفرة أو فزعة الكل يلبي النداء في وسائل الاعلام وكتاب المقالات ومن ثم لا تبلس أن تنتهي وكأنها فقاعة بمجرد تصريحات من وزير داخلية سابق بالتوقف عن سحبها..لكن الموضوع عكس ذلك تماما فثمة اناس يفاجئوا عند مراجعتهم “الجوازات” لتجديد جواز سفرهم، يحوّلوا إلى المتابعة والتفتيش وهناك يتم حجز الجوازات بحجة متابعة الموضوع والمرجاعة بعد اسبوع…

كنت اتحدث مؤخرا مع الشاب محمد نصار وهو الذي حاز في التوجيهي على معدل ٩٨ بعد ان كان معدله في الفصل الاول ٩٩ وتعزو والدته ذلك بأنه يشعر بالغبن والحزن بعد سحب جنسيته بعد انتهاء الفصل الاول وشعوره الدائم بأنه فقد مستقبله بكل معنى الكلمة.

على كل حال، قصة محمد ليست استثناء في هذه الفترة، إذ تواصل السيد عطاف محمد اتصالاتها المتكررة بي لاجل الحصول على رمق لمساعدة ابنها البالغ من العمر ١٣ عاما والذي يعاني من كسور متفرقة في منطقة حوضه ولم تشفيه العلاجات الطبيعية حيث يحتاج إلى متابعة أفضل وشروط عناية أكثر تكلفة…تستدجي السيدة عطاف الجميع مساعدتها وهي الاردنية فقط من عموم اسرتها…

لم تشف تصريحات سابقة لكبار المسؤولين حول توقفهم عن سحب الجنسية، السيدة عطاف ووالدة محمد وكثيرين، والمستغرب أن الاعلام يؤكد في نشره المتكرر تصريحات الوزير السابق هايل السرور الذي قال انه لا يوجد سحب لجنسيات الآن-اي في حينه- وتتم الان اعادة الجنسية لعدد ممن سُحبت منهم، ومن يشعر ان هناك غبن ما يراجع وزارة الداخلية…

ومع هذا يبدو أن “الموظف” موغل في التلاعب بأعصاب الناس عند مراجعتهم للمتابعة والتفتيش لتجديد جوازات سفرهم.

الارقام الوطنية رهن الموظفين…طيب إذ كانت فعليا رهن الموظفين هل يعمل الموظف دون أي توجيه او تعليمات!! قمت بالاتصال مع الداخلية وكالعادة لا يتجاوبوا معي.