صحيفة العرّاب

أول فيلم هندي يكسر التابو البوليوودي

 استطاع الشريط السينمائي المعنون "دلهي بيلي"، من إنتاج الممثل والمخرج والمنتج أمير خان، ولأول مرّة في تاريخ السينما الهندية، أن يحطم التقاليد في بوليوود، ويكسر العُرف السائد في أفلامها. ففي اللقطة التي تمثل لحظة زواج خطيبة الشاب الهندي البائس "آروب"، وهي مجبرة على ذلك، من شخص لا تكن له الحب، ولكن تلبية لإتفاق عائلي لا غير، يقاطع الأخير حفل الزفاف قائلاً: "أوقفوا هذا الزواج. لقد مارستْ الجنس الفموي معي... وبما أنني رجل من القرن الحادي والعشرين، فلقد مارسته أنا أيضاً معها". وكان الضيوف الذين حضروا مراسم الزواج، والحفل الهندي الفخم، قد تلقوا تلك الكلمات، وكلهم دهشة وإستغراب، لوابل الألفاظ الخارجة عن حدود اللياقة المعروفة، والتي نزلت كالصاعقة على رؤوسهم. 

أن يتحدث أحدهم بالطريقة هذه علناً، وأن يشار الى ممارسة رجل ذلك الفعل مع إمرأة، وأن يلمح في مشهد آخر الى أن "نفس الشئ يحدث تحت الشراشف"، لهو أمر لم تشهده القارة الهندية، مطلقاً، من قبل. وليس هذا فقط، بل للمرة الأولى من نوعها، يتم التعاقد فيها مع الشباب من الهنود، رغم كونهم أقلية، الأمر الذي يمثل نقل صورة حية وواقعية للحياة، ومن دون أدنى رتوش. أناس يعيشون مع غيرهم في شقق سكنية. أمامهم أكثر من خيار، للبحث عن وسيلة العيش التي تناسبهم، وليس،فقط، التفكير في زواج الصفقات، المتفق عليه خلف الكواليس، من دون موافقة الأطراف المقبلة على الزواج.

على إثر مداخلة "آروب" في حفل الزفاف، يبدأ بإحدى الفقرات الموسيقية الخاصة بالفيلم، وهي عبارة عن رقصة على إيقاع موسيقى الديسكو،تجبر جميع الحضور على الركوع أمام قدميه. 
   وإسم الفيلم "دلهي بيلي" أو "بطن دلهي"، الذي بدأت دور السينما الأمريكية عرضه إبتداءاً من الأول من الشهر الماضي، يشير الى مصطلح يستخدم كثيراً في العاصمة الهندية، ويعبّرعن الإسهال المتكرر، والذي يكون ضحاياه، غالباً، من السكان المحليين والزائرين.

تدور قصة الفيلم، الذي أثار الكثير من الجدل في بوليوود، حول مغامرات ثلاثة أصدقاء، يسكنون معاً في شقة واحدة، وما يعانونه جراء الإلتباس الذي يقعون فيه خلال تسليمهم بعض الطرود. وقد تمّ تصوير الفيلم، الذي لا ينقطع الحديث عنه، ويشهد إقبالاً منقطع النظير في الهند، ب "الهنغلش"، أي، باللغة الإنكليزية، مطعّمة  ببعض اللمسات الهندية. وفيما يتعلق برأي النقاد والمهتمين بشؤون الفن السابع عنه، فقد رفعوا من شأنه، ووضعوه في خانة الأفلام الجيدة، رغم إثارته لزوبعة من الشكاوي بسبب من تضمين أحداثه كلمات نابية، ولقطات مخلّة بالحياء. وربما للسبب الأخير ذاته، كانت الجهات المنتجة للفيلم قد أعلنت مؤخراً عن إنجاز نسخة أخف وطأة من النسخة الأصلية للشاشة الصغيرة "التلفاز".
غير أن الفضل الأكبر في نجاح هذا الفيلم يعود الى المتعة التي يقدمها للمتفرج، والذكاء في صياغة النص السينمائي، الذي كتبه "آكشات فيرما"، قبل تسع سنوات، عندما كان يتلقى دروس
ه