صحيفة العرّاب

القاهرة ترفض وساطة موسى والزيات يكشف عن مفاجآت مدوية عن قضية حزب الله

وضعت الحكومة المصرية الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في موقف حرج بإعلانها مجددا رفض أي وساطة مع حزب الله غداة المباحثات التي أجراها الأخير في بيروت أمس الأول.

ونفت القاهرة أمس، ما نشرته بعض وسائل الإعلام العربية بالتزامن مع زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت بأنها سلمت مسؤولين لبنانيين رسالة بشأن تطورات قضية ما بات يعرب بـ خلية حزب الله في مصر.
وصرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن : "موضوع التحقيقات في قضية خلية حزب الله هو بأكمله في يد النيابة، وعندما تنتهي النيابة ستحيل الأمر إلى المحكمة، وعندئذ نطّلع عليه جميعاً".
وقال موسى أمس، رداً على سؤال عما إذا كانت زيارته الأخيرة لبيروت ساهمت في تخفيف حدة التوتر بين مصر وحزب الله: "ذهبت لبيروت في موضوع مختلف، وهو اعلان بيروت عاصمة عالمية للكتاب، وهذا لم يمنعنا من التشاور في قضايا سياسية أخرى، ولا أود الحديث أكثر من ذلك للإعلام".
كانت تقارير صحفية ذكرت في وقت سابق أن موسى يبذل جهودا حثيثة في محاولة لتبريد الأجواء المشتعلة بين مصر وحزب الله والتي اندلعت في أعقاب الكشف عن ما بات يعرب بـ خلية حزب الله في مصر.
وقالت مصادر عربية واسعة الاطلاع إن موسى، الذي يوصف بأنه "متحمس لإجراء اتصالات مصرية وعربية مع حزب الله"، يعتقد أن إسرائيل هي الرابح الوحيد من التراشق السياسي والإعلامي بين القاهرة والحزب وأمينه العام، حسن نصر الله.
ولفتت المصادر إلى أن موسى نصح مسؤولين مقربين من الرئيس المصري حسني مبارك بـ "تهدئة اللعب مع حزب الله وفتح المجال لإمكان التوصل إلى حل سياسي مقبول لهذه الأزمة".
وأوضحت أن "موسى عرض استخدام نفوذه الإعلامي وقبوله لدى مرجعيات حزب الله لوقف الحملة الإعلامية بين الطرفين".
في غضون ذلك، قال وزير الشؤون البرلمانية المصري مفيد شهاب إن "نتائج التحقيقات الأولية أشارت إلى "وجود تنظيم غير مشروع لحزب الله يهدف إلى جمع معلومات وتنفيذ أعمال تخريبية ضد مصر وتهريب أسلحة، بالإضافة إلى مهام خاصة بالمد الشيعي في مصر بتحريض من قوى خارجية"، مؤكدا أن القاهرة ستطبق القانون المصري على أعضاء هذه الخلية، في إشارة إلى رفض أي وساطات لطي هذا الملف.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة "الجريدة" الكويتية إنها تتوقع إحالة عدد من الذين اعتقلوا خلال الأسبوعين الماضيين في مدن العريش والشيخ زايد ورفح إلى التحقيقات على خلفية هذه القضية، مشيرة إلى أن من بين المعتقلين أعضاء سابقين في جماعة الإخوان المسلمين وطبيبا بيطريا استخدم منزله في رفح للتهريب إلى قطاع غزة.
من ناحية أخرى، أعلن المحامي عن المتهمين في "خلية حزب الله - مصر" منتصر الزيات أنه سيكشف في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين، عن معلومات جديدة متصلة بالقضية، وعن المراسلات التي تمت بين القاهرة وبيروت، وقال إنه "سيكشف عن مفاجآت مدوية قد تغير خط سير القضية".
في نفس السياق، ذكرت صحيفة "الحقيقة الدولية" الأردنية ان وفدا خليجيا زار مصر مؤخرا لطلب الإذن للقيام بوساطة بين القاهرة وحزب الله اللبناني لغلق ملف قضية خلية حزب الله التي تم القبض علي عناصرها قبل اسبوعين .
وذكرت مصادر الصحيفة ان الوفد تقابل مع مسؤولين بوزارة الخارجية المصرية بعد استئذان القيادة السياسية ولم تستغرق المقابلة اكثر من 45 دقيقة حصل فيها الوفد الخليجي علي موافقة مبدئية مصرية علي محاولات المصالحة لكن الموافقة المبدئية هذه علقت على ثلاثة شروط مصرية.
الاول : تقديم امين عام حزب الله حسن نصر الله اعتذار علني معربا عن ندمة بسبب مساسه بالسيادة المصرية واستخدام اراضيها لاهداف غير شرعية
الثاني : تقديم معلومات كاملة عن النشاطات المعادية لمصر في لبنان او في غيرها من الدول الاجنبية كدليل حسن نوايا.
الثالث : الكشف عن معلومات تخص المتهمين الهاربين في قضية خلية حزب الله في نصر وتقديمهم للعدالة وليس هنا مانع من ان تكون محاكمتهم امام القضاء اللبناني.
ووصفت المصادر الشروط المصرية بالصارمة، واضافت ان القيادة السياسية لا تعنيها قبول حزب الله لها من عدمه لكنها تري ان اي خطوة لتهدئة الاوضاع لن يكتب لها النجاح الا بعد تنفيذ الشروط المصرية.
ورفضت المصادر الربط بين زيارة الوفد الخليجي وزيارة فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الاخيرة للقاهرة والتي التقي فيها بالرئيس مبارك كما رفضت المصادر ان تربط بينها وبين الزيارة التي قام بها السفير المصري في بيروت للرئيس اللبناني العماد ميشيل سليمان.