صحيفة العرّاب

الأردنية فيومي ترسم "الشخص من الداخل"

 يستضيف جاليري "الأيام" في بيروت معرض الفنانة الأردنية أسماء فيومي، تحت عنوان "الشخص من الداخل"، سيبرز أعمالا جديدية للفنانة التي تعد أحد أركان المشهد الفني في العالم العربي منذ ستينيات القرن الماضي.


اشتهرت الفيومي على نطاق واسع بتصويرها التعبيري لنساء وأطفال وسط عوالم غامضة وساحرة، ومن خلال تمثيلات الأمومة كمدخل لاستكشافات ارحب للحب والفقدان والبقاء، فهي غالبا ما تخلق عالما مشوشا تستولى فيه على شخوصها الألوان وضربات الفرشاة بوصفها دلالات رمزية. كما تعكس مواضيعها المنبثقة من بين طبقات الطلاء إحساسا بالاضطراب؛ فضربات فرشاتها المنفذة بسرعة تنم عن طبيعة محمومة، كما انها تقطع اللوحة بخطوط كجروح تحت وطأة الألم.

سيقدم المعرض مجموعة منتقاة من اعمال الفنانة منذ عام 2008 وحتى اليوم، كأنه يسجل عرضا زمنيا للسنوات القليلة الماضية من عمل الفنانة، التي تسلط الضوء على موضوعات استبطانية وكونية في الوقت نفسه. تعكس آخر أعمالها المنتجة في مطلع هذا العام، مشهدية أوسع لمؤسسة الأسرة، ومن خلال تأثرها المتواصل بالأحداث الجارية وبالمجال الاجتماعي والسياسي، فقط حافظت الفيومي في اعمالها على ارتباط وثيق بمحيطها .

نجد في آخر لوحاتها نساء ورجالا يسعون لتأمين ملاذ لأطفالهم يحميهم من بيئة متجهمة، فوجوههم الضخمة تحمي الأجساد الضئيلة من المجهول.

استلهمت أسماء الفيومي المولودة في عمان بالأردن عام 1943 مسيرتها الفنية وسط مدرسة فن تجريدي سوري عمرها نصف قرنووجهها الفنان والمعلم الإيطالي غيدو لاريجينا، وبوصفها خريجة للفنون الجميلة في دمشق، عملت إلى جانب زملائها الرسامين الكبار كأسعد عرابي وفائق دحدوح وصخر فرزات أثناء فترة حاسمة في المشهد الفني الشرق أوسطي، حين أبدت مدارسة الحداثة المرة الأولى أنتقالا تدريجيا نحو أنماط معاصرة، وحرض المناخ السياسي المشحون الفنانين على إطلاق نداء التغيير الاجتماعي، وطد معرضها الفردي عام 1966 في دمشق، والذي لاقى استحسانا وأحدث لغطا ذا دلالة، وفودها على مشهد الفن المحلي، منذ ذلك الحين عرضت أعمالها في عدد لا يحصى من المعارض الفردية والجماعية داخل الوطن وخارجه، كما اعترف بها كفنانة مهدت الدرب أمام الأجيال اللاحقة من الرسامات في العالم العربي.