صحيفة العرّاب

ثلاثة كتب للسوداني محمد عثمان عوض والكويتية هدى أشكناني

 أبجدية لاشتهاء الموت" و"الرحيل في منطق الرمز" كتابا نصوص صدرا مؤخراً لدى "دار الغاوون" للشاعر السوداني محمد عثمان عوض. المسحة الفلسفية التي تغلّف نصوص الكتابَين تصدر من همّ معرفي لدى الشاعر يجعله يُزاوج بين الموقف المعرفي والموقف الشعري، فلا يتردد في تحميل النص قضية ما (نقد الدين خصوصاً) دون أن يكون ذلك على حساب الجمالية الشعرية.

وسبق لمحمد عثمان عوض (مواليد أم درمان - السودان 1970) أن أصدر ديواناً بعنوان "باب السُّنط" (بالاشتراك مع الأخوة جبريل) سنة 2008.
من أجواء الكتابَين نقرأ:
محجر عيني الفارغ
لا يرى إلاّ حدقة عينكِ
ولا يخطئها أبداً
في العتمة
معاً يحملقان في الهاوية

بينما أشعَّة الشمس الساقطة 
على جسد الغابة باشتهاءٍ لم تكن سوى تناص
لما ينْكتبُ فيَّ

النصلُ يتباهى بالوضوح
وفي الأفقِ فمٌ يبتسم
الجدران أبدت توجُّسها
لا عليك
رغماً عن جسارته 
فهو رهيفٌ تُبكيه شفطة هواء

نفتر وراء أداء الأوضاع
وفي كلِّ مرَّةٍ تتَّسع شُرفة المعنى
جناحاك اللذان وهبتِهما لي
زادا إرهاقي

باكورة هدى أشكناني
"سماء تبحث عن غطاء" هو عنوان الباكورة الشعرية للشاعرة الكويتية هدى أشكناني (مواليد 1986). والشاعرة التي تحمل إجازة في اللغة العربية، تفتتح ديوانها بجملة لهايدغر "إن الشعريَة المُفكَرة هي في الحقيقة مقياس الكينونة".
بلغة عذبة وجملة قصيرة تكتب هدى أشكناني قصيدتها، التي غالباً ما تتخذ شكل الومضة. الأنوثة حاضرة في الديوان كثيمة، وكلغة أيضاً تفرد جناحها الظَّليل على الصورة والاستعارة والتشبيه. تجربة أولى واعدة، بلا ادّعاءات معرفية أو لغوية، تهمس قصيدتها همساً.
من أجواء الديوان نقرأ:
فوق زجاج النوافذ،
أقف... ويقف
صوتي المثقوب
في جدار مضيء،
حيث لا شيء يبقى
غير رف من فراغ...

استدرتُ خلفي
لأبحث في ضباب الوجوه
عن وجه يشبهك
فلم أجد سوى صدى صمتك 
الآن فقط أتنفَّسك بفضول...!

لا فراغ هنا،
أغمض عينيّ...
لأتنفس قبلهم
أملاً مضاعفاً