صحيفة العرّاب

ثلاثة أخطاء فادحة للكركي والبخيت أفسدت زيارة واشنطن

 الاتصالات التي اجراها رئيس الديوان الملكي الدكتور خالد الكركي الاسبوع الماضي ومباشرة بعد إقالة محافظ البنك المركزي فارس شرف

 بنخبة من المسئولين والاعيان محورها فكرة بسيطة قوامها : حاولوا التدخل .. واقنعوها بان لا تطور الموقف{ يقصد شرف الأم}.

في الهوامش كان الكركي يبلغ عدة شخصيات من بينها معروف البخيت وطاهر المصري وفايز الطراونة واخرون بأن قصة البنك المركزي تسبب إحراجا شديدا في واشنطن وان على عضو مجلس الاعيان ليلى شرف ان تهدأ وتتوقف عن التصعيد الاعلامي .

على الطرف الاخر كان البخيت يشتكي من أن السيدة شرف تسىء اليه وتتحدث للصحفيين عن الحكومة وتخرج منها بعض الشتائم أحيانا .. لذلك اعتذر البخيت عن التدخل في مسالة السيدة شرف لانها منفعلة جدا كما قال اولا ولانه لا تربطه فيها أي معرفة ثانيا .

بالقياس إنشغل طاهر المصري بمحاولة اقناع ليلى شرف بعدم الاستقالة وبان تتوقف عن التصعيد لكنه نقل الصورة للكركي : غاضبة جدا .. مجروحة .. تتصور بان ما حصل يتجاوز حدود الاحتمال ومصرة على موقفها .

لاحقا حصل ما حصل واستقالت شرف وقالت عبارتها الشهيرة التي صدمت الجميع عندما تحدثت عن انسحابها من دولة الفساد ثم سارعت في اليوم التالي لتقديم استقالة مكتوبة من مجلس ادارة احدى الاكاديميات وعرضت الامر عموما على شكل اهانة مقصودة طالت عائلتها ومست بهيبة البنك المركزي.

وبعد الجهود التي بذلها المصري واخرون لتهدئة شرف الام وإعادة انتاج موقفها جاءت رسالة استقالتها منطقية وناعمة وتتميز بالهدوء وتعيد التأكيد على الولاء وتحصر مبررات استقالتها فقط بجزئية انتهاك حرمة البنك المركزي .

.. مع التدقيق يتبين بان كثرة شكاوى الحكومة ورئيسها من شرف الابن ووجود ملاحظات مرجعية لها علاقة برئاسة مجلس القضاء انتهت وتحت الحاح رئيس الوزراء بان يترك الامر لتقدير الحكومة .

على ضوء ذلك وقعت الارادات الملكية المعنية بالتغيير في المنصبين بعد ابلاغ راتب الوزني وفارس شرف في المطار كما علمت عين نيوز .. وقتها لم يتصور احد ان هناك عاصفة قادمة بالطريق وقدم الأمر لمؤسسة القرار على أنه ترتيب بيروقراطي مدروس بعناية .

وفيما جلالة الملك والوفد الرسمي في نيويورك إندلعت الازمة التي يعرفها الجميع اليوم في عمان وتسببت التداعيات باحراج شديد خصوصا ما تعلق منها بجزئية التواجد الامني المكثف في محيط وعلى بوابة البنك المركزي وقبل ساعات من صباح اليوم الذي قدم فيه فارس شرف استقالته فعليا .

ومسالة الأمن هذه نزلت كالصاعقة على طاقم الديوان الملكي في الولايات المتحدة حسب شاهد عيان تحدث  الموقف في الكواليس اصبح مزعجا والاردن يبذل جهدا كبيرا لاعادة استقبال قمة دافوس ومن سوء الطالع تصادف الامر مع إجتماع دولي لخبراء في البنك الدولي ومجالس المحافظين في البنوك المركزية لذلك طرحت الكثير من الاسئلة على المسئولين الاردنيين حول جزئية الاجتياح الأمني وفقا للتعبير الذي إستخدمه فارس شرف أمام الصحافة .

وعليه اثرت المجريات وأداء الحكومة السىء في تخريج الامر سلبا على رحلة واشنطن وقد تكون حسب شخصية سياسية رفيعة المستوى تحدثت  السبب فعلا في اختصار يومين من زيارة جلالة الملك واستيائه من التفاصيل .

المعطيات تشير هنا الى وقوع ثلاثة اخطاء فادحة تورطت بها حكومة البخيت تمثل الخطا الاول في ارسال قوة من الأمن على بوابة البنك المركزي وهنا ثمة مؤشرات مزعجة جدا لها علاقة بالحوار الذي حصل بين نائبة المحافظ خلود السقاف وبين ضباط القوة الامنية .

والخطا الثاني يتعلق بتقديم معلومات ناقصة او غير مكتملة لصاحب القرار قبل صدور الارادة الملكية وتوقيعها باقالة كل من الوزني وشرف .. وهنا حصريا لا يتحمل البخيت وحدة المسؤولية فالدكتور خالد الكركي ايضا شارك في ادارة منظومة المعلومات بحيث وقعت وثائق إقالة الرجلين قبل استقالتهما فعلا بناء على معطيات منقوصة ناتجة عن حزمة الاتصالات الهاتفية بين الثنائي الكركي والبخيت .

الخطا الثالث الاستراتيجي هو ذلك المتعلق بعدم تزويد صاحب القرار بسيناريو الكلفة الناتج عن سلسلة الاخطاء السابقة بما في ذلك انفلات الكثير من التفاصيل ومن بينها طريقة التحدث مع شرف الابن وتفسير البخيت لما حصل واقالة الوزني وهو في مهمة رسمية خارج لبلاد والايحاء بان الاستقالات كتبت وهي لم تكتب .

وعلى ضوء هذه المعطيات توفرت قاعدة معلومات تشخص سبب الازمة حيث يشارك الكركي البخيت بالمسؤولية وهو ما قد يدفع قريبا جدا لتغيرهما معا .