صحيفة العرّاب

إبراهيم نصر الله يصوّر قصائده على الجدران

 عرض مساء امس الأول في دار الأندى المعرض الرابع للتصوير الضوئي للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله بعنوان " تحت شمسين", هناك من قال : "أن التصوير محاولة لتحنيط الزمن" لكنه تحت الشمسين كانت الصور تنبض حياة, وكأنه يعتذر للمكان الذي أحب وحمله معه, صورة وذاكرة وحياة.
للخروج من الكلمة كي يصل الصورة, كان لا بد له من الكلام مرة أخرى, كلام يحمل طابعاً آخر وسحراً مختلفا, قصائد من الصور والألوان والتفاصيل التي لا تحصى في شكل واحد خرج عن إطاره وفاض عن لونه, هكذا علقها على الجدران التي يراها الناظر تفصيلاً آخر في عمله ولكنها خارجه, بين تكوينات لونية تهرب من حلم, إلا انه التقطها عن أرصفة الواقع وفي شكل المكان, ترى كل صورة قادمة من إحدى رواياته, شخصية حملت حكايتها وجاءت تصافح كاتبها ومصورها على ارض الواقع الذي هو أشبه بحلم آخر.
طرح نصر الله العديد من التساؤلات في معرضه هذا خاصة فيما كتبه عنه, هل هذه المشاهد كانت موجودة قبل التصوير? هل كانت موجودة قبل أن نكتب أو نصور? هذه الرؤية الجديدة التي تعطيها هذه الصورة وهذا المشهد, التي تروي حكاية جديدة وزاوية جديدة للكلام, من الممكن على عكس القصيدة أو الرواية أن يأخذها المصور معه إلى أي مكان أو يأخذها من أي مكان.
امتزاج الألوان وطغيانها في هذا المعرض مع اللعب على الظل كان من أبرز ما ميّز معرض نصر الله الجديد, المشهديات البصرية مع تكويناتها اللونية في الصور كانت اقرب إلى اللوحات التشكيلية, مشاهد من الواقع هي أقرب للحلم, سرقتها عين المصور من هدوئها وصمتها, لتبعث فيها نبضا جديدا وحياة أخرى تحيلها إلى حيوات تغير من طبيعتها الأولى للخروج بها إلى طبيعة أخرى, مجموعة الصور التي اخذها نصر الله للخيول, الزوايا والألوان التي تظهر هذا المخلوق الجميل وتخرج حقيقة ما قال العرب قديماً عن عنفوانه وجماله, هذه النظرة الداخلية التي تظهرها عدسة المصور الشاعر والتي تطغى على النظرة الخارجية للأشياء, حولت الداخل إلى المشهدية الرئيسة وإلى عوالم أخرى.
وقد يقول نصر الله ل¯ »العرب اليوم« عن هذا المعرض: - هذا المعرض يأتي ضمن سياق المعارض الثلاثة السابقة التي أقمتها بدءا من عام ,1995 التي أسعى من خلالها إلى إلغاء المسافة بين التصوير والفن التشكيلي, ربما ذهب هذا المعرض مسافة أبعد في هذا المجال, لكن التجريد عموماً هو العمود الفقري لمعظم الصور, إضافة إلى حضور اللون بحساسيته القريبة من الرسم الزيتي, اللون الذي قد لا نراه في أغلب الأحيان, لأنه يسكن التفاصيل, لأننا اعتدنا رؤية المشاهد العامة.
وعند سؤاله كيف يرى الشاعر والروائي بعين المصور? وهل كان للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله ظهور وتأثير في عين المصور? قال: ليس هناك حواجز داخلية بين الشاعر والروائي ومن يلتقط الصور, فمجمل الخبرات تصب في نقطة واحدة, هي البحث عن المدهش الجميل, لذا فإن كل صورة هي محصلة المعارف التي لدي في الكتابة وفي التصوير وفي الفن التشكيلي, والسينما أيضا, لأن علاقتي بكل هذه الفنون قوية وشبه يومية, أعيشها وأتابعها بيقظة دائمة, بعيدا عن الكسل الذي قد يصيب حواسنا كبشر, فيجعلنا لا نرى ما يدور حولنا, وبالتالي نخسر الكثير من جمال العالم.
أقام نصر الله ثلاثة معارض فوتوغرافية هي: " مشاهد من سيرة عين" في دارة الفنون عام ,1995 و"صور وكلمات" دارة الفنون ,2004 : حياة البحر الميت" معرض أقيم في كوريا عام ,2004 وآخرها هذا المعرض " تحت شمسين" في دار الأندى 2011 .
وقد انعكست تجربة نصر الله الحياتية في أعماله الشعرية والروائية بشكل جلي وهو ابن مخيم الوحدات من أبوين هجرا أرضهما عام ال¯ ,1948 وله العديد من الأعمال الشعرية والروائية, أربع عشرة مجموعة شعرية وأربعة عشرة رواية, من أهمها ست روايات حملت عنوان " الملهاة الفلسطينية" والتي أخذت انتشارا عربياً ومحلياً واسعاً, وقد ترجم العديد من أعماله إلى عدة لغات عالمية, وقد نال نصر الله العديد من الجوائز المه