صحيفة العرّاب

(أوقفوا التعذيب الان).. لوحات صارخة بآلام ارض السواد

 حت عنوان "أوقفوا التعذيب الان", اقام "مركز ضحايا التعذيب" معرضاً للوحات الفنية بمقر رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين.
اشتمل المعرض على لوحات فنية تعبر عن حالة التعذيب والصدمة النفسية, التي تعرض لها العراقيون, خلال العدوان على ارض السواد.
ومن خلال نقل معاناة اللاجئين العراقيين عبر التعبير عن معاناة ضحايا الحرب والتعذيب, يهدف المعرض لمد جسور التعاون بين الفنانين العراقيين ونظرائهم الاردنيين في سياق مناهضة التعذيب والجرائم المرتكبة بحق الانسانية.
اللوحات التي تم عرضها, تحدثت عما يختلج في صدور ضحايا التعذيب من اللاجئين العراقيين, حيث عبرت عن المعاناة التي قاسى منها الشعب العراقي, ولا سيما المعذبون في المعتقلات والسجون, حيث عكست بعض اللوحات حالة الخوف والعزلة التي سكنت نفوس الضحايا, فيما عبرت لوحات اخرى عن الامل والاصرار على تجاوز المحنة.
يقول سعود صفاء الدين, احد المشاركين بالمعرض, ان الشعب العراقي تمكن من كسر الحواجز وتجاوز المعاناة متمسكاً بإرادة الحياة والامل بمستقبل افضل, ويضيف: "رغم الموت الذي خيم على العراق.. لا بد لدورة الحياة ان تستمر.. ولا نملك الا ان نتسلح بإيماننا وأحلامنا".
وقد عبرت اللوحة التي رسمها سعود, ابن الثامنة عشر ربيعاً من عمره, عما اسماه "حياة البرزخ" ليؤكد من خلال لوحته استمرارية الحياة وتجددها, والاصرار على تجاوز لعنة القتل والموت لبث الروح في جسد العراق الذي جثمت المعاناة على صدر شعبه الرازح تحت الم التجربة.
ويحلم سعود بالفوز يوماً ما بجائزة بابلو بيكاسو للفنون, حيث يعمل يوميا على تطوير ادائه لمدة لا تقل عن اربع عشرة ساعة.
وقد ضمّن لوحته صورة لتمثال الحرية ببغداد الذي شيّده النحات العراقي الشهير جواد سليم, كما تصدرت اللوحة رسمة لطائر الفينيق تعبيراً عن النهوض بالحياة من الرماد.
كما تضمن المعرض لوحة عكست مشهداً لا يزال يؤرق الذاكرة الجمعية للانسانية بأسرها اثر الصور التي تم نشرها عن جحيم ابو غريب, حيث صوّر احد الاسرى وقد وقف كالمسيح الذي يصلب من جديد وهو مغطى الرأس والوجه في ثياب المعذبين.
الصورة التي تم نسجها على خلفية حمراء تخللتها علامات للايدي الصفراء التي ملأت مساحة اللوحة لتتخللها عبارات وكلمات تتعلق بمشاهد التعذيب والموت اليومي في سجون الاحتلال.
ومن اللوحات التي تم عرضها ظل انسان يجتاز جبال الالم ليعبر الى الضوء البازغ في نهاية اللوحة, فيما رسم مشارك اخر ظل اسير يقف في مقدمة اللوحة خلف قضبان زنزانته, بحيث توحي اللوحة للمشاهد بأنه يقف في ذات الزنزانة مع الاسير خلف القضبان القهر.
وقد صوّر مشارك اخر معاناة عائلة عراقية ترتمي على سكة حديدية في صحراء يتمازج بها لون الدمار (الاصفر) مع لون الدم, وقد امتزجت الوان الشخوص في اللوحة مع الوان الخلفية التي تعبر عن معاناة الموت على سكة القطار الذي لا يمرّ.
جدير بالذكر ان "مركز ضحايا التعذيب" يهدف الى مساعدة الافراد والعائلات العراقية الذين عانوا مآسي الحرب والتعذيب, حيث اطلق برنامج لمساعدة اللاجئين العراقيين في الاردن ذوي الصدمات الشديدة, ويهدف المشروع لمعالجة احتياجاتهم, ومساعدتهم على تجاوز ما عانوه من تجارب.
ويقدم المركز المساعدة للضحايا الذين عانوا من اثار العنف والتعذيب, كما يعمل على تحديد الحاجات النفسية والاجتماعية لهم من خلال الجلسات الارشادية الفردية والجماعية للافراد والاسر, عبر اعطائهم الفرصة للتحدث عن مشاكلهم ومعاناتهم.
ويشجع المركز ضحايا التعذيب على التفكير بشكل ايجابي والتعبير عن مشاكلهم وآلامهم لتجاوز الازمة والتقليل من المعاناة, كما يقوم بتشجيعهم على الانخراط والمشاركة بالنشاطات الاجتماعية للخروج من الحالة السلبية الناتجة عن الصدمة والتجربة السيئة التي عانى منها اللاجئون اثر احتلال العراق.
كما يعمل المركز بصورة وثيقة مع المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لتوفير التدريب بشأن تحديد الناجين من التعذيب, ويعمل على تدريب العاملين في مجال الصحة النفسية, وتقديم خدمات الاحالة لمنظمات اخرى.