صحيفة العرّاب

المصافحة قد تنقل عدوى الأنفلونزا

 ينصح العديد من الأطباء بالابتعاد أثناء المصافحة والاكتفاء بالقاء التحية عن بُعد، أو التسليم بالأيدي، خوفاً من نقل الزكام إلى زملائهم.

ومع زيادة توصيات الأطباء بالامتناع عن المصافحة تفادياً للإصابة بالأمراض المعدية مثل الأنفلونزا، اقترح باحثون أمريكيون استبدال هذه الطريقة التقليدية في السلام، بضرب المرافق أو إتباع النموذج الياباني الشهري وهو الانحناء.

ونقلت صحيفة "صندي تايمز" البريطانية عن خبراء الفيروسات في جامعة كاليفورنيا اقتراحهم بعدم استخدام اليدين للمصافحة، بل استبدالها بضرب المرافق أو الانحناء كما يفعل اليابانيون، وذلك منعاً لانتقال الفيروسات المسببة للأمراض المعدية مثل تلك المسببة لالتهاب المعدة والأنفلونزا، عن طريق البشرة.

وأشار الطبيب ناثان ولف المسئول عن الدراسة، إلى أن الفيروسات قد تنتشر وتنتقل عن طريق مقابض الأبواب، والأسطح في العمل، وأجهزة التحكم عن بعد حيث يمكن للفيروسات أن تعيش 24 ساعة.

تقبيل الآخرين لا ينقل العدوى

وفي دراسة جديدة من نوعها تضرب بهذا الاعتقاد عرض الحائط، دعت خبيرة طبية بريطانية إلى تقبيل الآخرين لا مصافحتهم إذا أرادوا تجنب الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا خلال الشتاء.

وأوضحت البروفيسورة سالي بلومفيلد رئيسة مدرسة النظافة الصحية في لندن أن معظم نزلات البرد والأنفلونزا تنتقل عبر المصافحة بسبب عدم مراعاة الكثير من المصابين لقواعد النظافة الصحية.

وأضافت بلومفيلد، وفقاً لصحيفة "القبس": "إن المصافحة تعد أحد أشكال الاتصال الجسدي بالآخرين، ولكن لا يمكنك معرفة ما هو الشيء الذي لمسه الآخر قبل تحيتك ومصافحته لك".

ولاحظت الباحثة أن الناس يتجنبون عادة تقبيل بعضهم عندما يكونون مصابين بالزكام، ولكنهم في الواقع ينقلون الالتهابات إلى غيرهم عبر مصافحتهم لهم، مضيفة أن الناس عادةً يقولون لبعضهم: "لن أقبلك لأني مصاب بنزلة برد"، في حين أن القبلة تظل أكثر أمانا من المصافحة.

ومن جهة أخرى، أكدت دراسة حديثة أجرتها جامعة كارديف البريطانية أن برودة القدمين يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بنزلات البرد العادية‏.

واستندت الدراسة إلى أن انخفاض كمية الدم في الدورة الدموية يتسبب في خفض قدرة الجسم علي مقاومة الجراثيم والفيروسات‏. وانتهت الدراسة التي أجريت علي‏180‏ طالباً إلى أن الأوعية الدموية بالأنف تنقبض عندما تنخفض حرارة الجسم‏، مما يسهل هجمات نزلات البرد.

وينصح الأطباء في تحسين فاعلية العلاج من أدوار البرد والأنفلونزا بتجنب تناول الحليب ومنتجات الألبان عند الإصابة بالبرد أو الأنفلونزا باعتبار أنها تزيد من المخاط وتزيد الحالة سوءاً لذا يفضل الابتعاد عنها تماما بمجرد الإصابة بأعراض البرد والأنفلونزا.

فصل الشتاء واختبار المناعة

وأكدت الأبحاث أن نهار الشتاء يزداد قصراً يوماً بعد يوم، ويصبح الجو غائما، ومن المؤكد أن هذا الفصل يعد اختباراً لجهاز المناعة في الجسم.

ويوضح بينو فيرنر وهو مختص في المداواة المثلية، ومؤلف من مانهايم بألمانيا قائلاً: "في نوفمبر واوائل ديسمبر تكون دفاعات جهازنا المناعي في أضعف حالاتها، لأن أجسامنا لم تتكيف بعد مع الاختلافات في الجو، عما كان سائدا في الصيف، ويعني ذلك ان الجسم يحتاج الى تنشيط وتقوية في الخريف ليتأهب للشتاء".

ويضيف فيرنر، أن الطقس يكون عادةً دافئاً في النهار في الخريف، وبارداً في الليل، ومثل هذه التقلبات تضر بجهاز المناعة لدى الإنسان.

ومن جهة أخرى، تقول ليليان اسباخ جافندا الصيدلانية في كولون بألمانيا أن الخروج من المنزل مهم للغاية في الخريف لاستنشاق الهواء النقي، ويمكن أن يكون ذلك عن طريق ركوب الدراجة أو المشي بهمة، ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل.

أما لاريسا كسنر من خدمة معلومات المستهلك في بون، أشارت إلى أن الخريف فصل مناسب لكي يختزن الجسم الفيتامينات والمعادن الطبيعية، وترى ان تناول قطعة من الفاكهة او الخضر خمس مرات يوميا، هو افضل سبيل لذلك، وتنصح بتناول السلطة الخضراء في وجبة الغذاء، وأن يتناول المرء تفاحة، بدلا من البسكويت عندما يشرب قهوته بعد الظهر.

وتقول كسنر ان الفيتامينات لا توجد في الفواكة المستوردة فقط، بل في منتجات من الخضر والفواكه المحلية، كما ان الكرنب مصدر غني على نحو خاص بالفيتامينات، وكذلك الجزر والقرع العسلي والبنجر، بل توجد الفيتامينات بوفرة حتى في خضر مثل الجرجير والفجل وغيرهما.