صحيفة العرّاب

معرض لوارهول يعكس هوسه بالأخبار وأهمية الجريدة في فنه

 كان الفنان اندي وارهول الذي يعتبر اشهر من احترف فن البوب في الولايات المتحدة، مهووسا بالصحف وخاصة صحف التابلويد وعناوينها الفاقعة. وكان في سنوات مراهقته يحتفظ بالصفحات التي تحمل صور نجوم هوليود المفضلين عنده. ودأب على تعبئة مئات الصحف في صناديق سماها "كبسولات زمنية" لشحذ مخيلته في المستقبل. وجمع عشرات القصاصات المهترئة عن نفسه في 34 دفترا. واستخدم الجرائد وخاصة الصفحات الأولى لتصميم واغناء عدد من أهم أعماله الفنية. ويقول نقاد ان من الصعب تخيل وارهول من دون عناوينه الصحفية. 
وتحت عنوان "وارهول: عناوين صحفية" يُقام الآن معرض جديد في متحف الفن الوطني في واشنطن يضم مجموعة من الأعمال التي تعكس هوس وارهول بالاخبار وأهمية الجريدة في فنه. وسينتقل المعرض الذي يستمر حتى 2 كانون الثاني/يناير المقبل الى متحف الفن الحديث في فرانكفورت في شباط/فبراير ثم المتحف الوطني للفن الحديث في روما في حزيران/يونيو قبل ان يعود الى متحف اندي وارهول في مدينته بتسبرغ في تشرين الأول/اكتوبر 2012. 
ويحاول المعرض الجديد بخلاف معارض اندي وارهول الجامعة أن يركز على جانب واحد من الفنان لكنه جانب يكشف الكثير عنه. وتربط امينة المتحف الوطني مولي دونافان تاريخ بروز وارهول كفنان بسلسلة من اللوحات الصحفية التي انجزها في الستينات. وكان حتى ذلك الوقت يركز في عمله على التصاميم الاعلانية، بما في ذلك حملة مربحة لترويج نوع من الأحذية، وصور المجلات. وتنقل صحيفة لوس انجيليس عن دونافان ان حصر موضوعة المعرض الجديد بالجرائد اتاح تقديم قصة قصيرة ومركزة عن فن وارهول.
وفي لوحة انجزها وارهول عام 1962 بعنوان "فتى لمجلة رقم 2" مستخدما الزيت ومستحلب البيض، اعاد تصوير الصفحة الأولى لجريدة نيويورك بوست معلنه انجاب الأميرة مارغريت شقيقة ملكة بريطانيا مولودا صبيا. وكانت الاميرة مارغريت وقتذاك اسما ذائع الصيت بين الجمهور الاميركي وخاصة عندما تعرضت لضغوط شديدة من العائلة المالكة لمنع زواجها من رجل مطلق وقعت في غرامه. وتزوجت فيما بعد من رجل آخر وكانت نيويورك بوست تحتفل بمولودهما الأول. 
وكان وارهول يشاطر الجريدة الشعبية اهتمامها بملاحقة اخبار المشاهير. ولم يكن عمل وارهول استنساخا للصفحة الأولى بل عمد الى تكبيرها على قماشة ارتفاعها متران.  وإذ كان وارهول يحاول إدخال كل التفاصيل فان صوره أقرب الى التخطيط منها الى الفوتوغراف. وكان وارهول يبدو غامضا حين يشرح عمله. وكتب جون راسل الناقد الفني لصحيفة نيويورك تايمز ان وارهول يعمل وراء قناع من الابهام. ولكن الفنان كان يرفض الرأي القائل انه لا يقوم إلا بدور المرآة التي تعيد انتاج مادة موضوعه. وتساءل ذات مرة "يسمونني دائما مرآة، فما الذي تراه المرآة إذا نظرت مرآة؟"
يضم المعرض الجديد 102 من الأعمال الملونة، كل عمل عبارة عن لوحة وشاشة حريرية ذات شكل مماثل بزاوية عمودية قال وارهول انها تستوحي "صورة ظل فوتوغرافية" في مكتبه.