صحيفة العرّاب

عون الخصاونة لمن لا يعرفه ...

....خالد ابو الخير

وصفه أحد معارفه: منذ صغره كان كبيراً، لديه إحساس عال بالمسؤولية، يتصرف تصرف العقلاء، حريص على سمعته وسمعة عائلته، مع شغف كبير بالأدب وعشق لا يضاهى للأرض والزراعة".

 
... القاضي في محكمة العدل الدولية عون الخصاونة رأى النور في جبل عمان، الدوار الرابع، العام 1950، كأبن وحيد لأسرة ميسورة الحال، ونشأ في بيت علم وأدب.
 
والده شوكت الخصاونة كان محامياً مشهوراً ،ووالدته السيدة مريم الحمود خريجة الجامعة الأميركية في بيروت، ولها شقيق شهير هو زها الحمود الذي كان موظفاً كبيرا في رئاسة الوزراء، وقضى مع هزاع المجالي في حادثة تفجير الرئاسة 1960.
أكمل تعليمه الثانوي في الكلية العلمية الإسلامية، قبل أن يشد الرحال إلى «كمبردج» لدراسة البكالوريوس في التاريخ والقانون، ثم الماجستير في القانون الدولي. وهو ما زال يدين لأساتذته في الكلية والجامعة ويرفع قبعته احتراما لهم.
وتربطه بعلاقات صداقة مع زملاء المدرسة: عبدالكريم الكباريتي، ياسين البقاعي، يوسف الصفدي، غازي الحديد، ومجيد عصفور.
حين قفل عائدا إلى عمان العام 1975، عمل في وزارة الخارجية موظفاً في السلك الدبلوماسي، والتحق في بداية عمله بالبعثة الأردنية الدائمة في الأمم المتحدة بنيويورك.
في الفترة بين 1976-1980 صار النائب الأول والنائب الثاني في البعثة، ومثل الأردن في 19 اجتماعاً للجمعية العامة للأمم المتحدة.
أدت به ظروف شخصية وعائلية الى العودة الى المركز دون أن يلتحق بأي عمل دبلوماسي في الخارج، «حيث اتجهت للعمل في القانون الدولي».
 
اقترن من زميلة له في «الدبلوماسية» هي السيدة دينا جان بيك، ولهما من الأولاد ولدان وابنتان أكبرهم «علي».
قارئ جيد، باحث قدير،مهتم بالأدب الفارسي ولديه معرفة بالأنساب، يعشق الإمام علي «كرم الله وجهه» كثيرا، وتيمناً به أطلق اسمه على ولده. يبوح صديقه المقرب ببعض ما عنده.
عُيّن في الفترة بين 1980-1985 مسؤول القانون الدولي والمنظمات الدولية في وزارة الخارجية، ثم رئيس قسم القانون الدولي من 1985-1990، حيث انتقل للعمل في الديوان الملكي، في مكتب ولي العهد آنذاك الأمير الحسن.
اختير ما بين 1991-1994 عضواً في الوفد الأردني لمفاوضات السلام. كما عُيّن مستشاراً للملك الراحل الحسين في القانون الدولي. وصار رئيساً للديوان الملكي في العام 1996 وقيل يومها أن رئيس الوزراء عبد الكريم الكباريتي من زكاه لهذا المنصب، في إطار التغييرات التي طلبها في القيادات الرئيسة في الدولة الأردنية، بهدف تحقيق الانسجام الذي لم يتحقق.
«حدث خلاف بين الكباريتي والخصاونة، لكنهما تجاوزاه» تقرر شخصية سياسية تعرفهما معاً.
غادر منصب رئاسة الديوان في العام 1998، بعيد رحيل حكومة «الثورة البيضاء» بقليل.
 
«ليس من النوع الذي يفتح الخزائن لمن هب ودب، يتميز بحرص زائد على المال العام». يصفه صديق يعرفه جيداً.
خاض في العام الذي تلا مباراة اختيار محكمة العدل الدولية لأول مرة، وصار أول قاض أردني في المحكمة.
مثل العرب بقاض في المحكمة منذ إنشائها تحت اسم اتفاقية لاهاي لحل النزاعات الدولية العام 1919، وعلى الدوام، وكان أولهم بدوي باشا من مصر الذي جاء في عهد الملكية وأكمل عمله في عهد الجمهورية، تلاه فؤاد حمود ثم عبد الله العريان وكلاهما من مصر أيضاً، ومصطفى الطرزي، وعبد الله الخالدي (سوريان)، ومحمد البيجاوي (جزائري). والآن يتمثل العرب بعضوين هما: محمد بنونة من المغرب، وعون الخصاونة من الأردن. «ننتمي كعرب إلى حضارة قديمة ساهمت في وضع القوانين الإنسانية، منذ شريعة حمورابي وصولاً إلى أن كثيرين من واضعي القانون الروماني، كانوا من القانونيين السوريين واللبنانيين، إلى أن أضاء الإسلام على المنطقة بما يحمله من معاني العدل. نتشرف بأننا نحمل إرث هذه الحضارة، ونمثل فكرة العدل التي لا تتوقف عند حضارة أو دين، ووجودنا في المحكمة دليل على تنوع الحضارات الممثلة فيها"، يقول الخصاونة الذي يحب أن يروي عن الإمام علي قوله: "الملك يستقيم مع الكفر ولا يستقيم مع الظلم".
من نوادره حين كان صبياً، أن بيت العائلة الذي ما زال يقيم فيه كان يقابل منزل يقطنه دبلوماسي في السفارة البريطانية، درج على إقامة حفلات صاخبة في حديقته، فكان الفتى يتسلق إحدى الأشجار ويرمي المحتفلين بالحجارة لرفضه مبدأ تناول الخمور بسبب من تربيته الدينية. بعد عقود، التقى في إحدى جلسات مجلس الأمن بدبلوماسي بريطاني عجوز، وتعارفا، فأخبره أنه كان يقيم في عمان، وفي المنزل إياه. ففغر فاهه عن ابتسامة لم تلبث أن تحولت إلى ضحكة حاول أن يكتمها، لكنه لم يبح للبريطاني بسرها وسط دهشته واستغرابه.
 
«خلق كقاض، ميال للحق والعدل» يصفه صديق عزيز على قلبه، ويؤكد أنه «لا يحب الظهور، وغير مغرم بالإعلام. حين تلقى رسالة تهنئة إثر انتخابه أول مرة من أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي عنان، رفض أن تنشر، ومثلها كثير».
بعد خوضه المنافسة على عضوية المحكمة الدولية في المرة الأولى، قطع عهدا على نفسه إلا يعيدها، لكنه «نكث» بهذا العهد « الطبع غالب» وفق ما يقول. وفاز بعضويتها لمرة ثانية. ويتولى موقع نائب رئيس المحكمة.
"الخصاونة قانوني بامتياز، له باع طويل في العمل القانوني الدولي، كان له دور مهم في معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية «وادي عربة» بما أتاح حفظ حقوق الأردن». وفق صحفي مخضرم.
 
تعد محكمة العدل الدولية الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة، ومقرها قصر السلام في لاهاي بهولندا، وتتألف من 15 قاضيا تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشكل صارم لولاية من تسع سنوات.
وتبت محكمة العدل الدولية في الخلافات بين الدول ، كما تصدر آراء استشارية بطلب من المؤسسات المتخصصة في الأمم المتحدة.
 
حاز العديد من الأوسمة، منها: وسام الاستقلال 1993، وسام الكوكب 1996، وسام النهضة 1996، ووسام فرنسي من مرتبة فارس 1997.
«لو لم يكن قاضياً، لكن أستاذاً للأدب، لفرط محبته للأدب والشعر وحفظه له»، يراه صحفي عرفه.
«ملتصق بالأرض، يمتلك مزارع في «المجدل» وعلى نهر اليرموك، كاره لشق الطرق وقطع الأشجار وتغيير التضاريس، يرفض مبدأ بيع الأرض ويعشقها بلا حد. حين يتصل بي يسألني دوماً عن المطر وأحوال الناس والزراعة». يشير صديقه المقرب.
 
..من الجبال أتت الحضارة، بحسب الفردوسي في الشاهنامة، حيث كان في الأرض رجل واحد يدعى جيومرت. «خصه الله بعناية فائقة، فبالإضافة إلى قوته وشهامته، حباه الله جمال الوجه وببهاء الطلعة».. أصبح هذه الأيام أكثر ندرة .

- تالياً السيرة الذاتية لرئيس الوزراء المكلف الدكتور عون الخصاونة :

الدكتور عون شوكت الخصاونة .

  من مواليد عمان عام 1950 .

تخرج من كلية (Queens College) بجامعة كمبردج البريطانية وحصل على البكالوريوس في القانون والتاريخ واتبعه بالحصول على الماجستير في القانون الدولي من نفس الجامعة .

عمل في وزارة خارجية المملكة الأردنية الهاشمية في الفترة من 1975- 1990 .

شغل عضوية المفوضية العربية للقانون الدولي في الفترة 1982- 1989.

ترأس الإدارة القانونية بوزارة الخارجية الأردنية في الفترة 1985-1990.

عمل مبعوثاً مناوباً في بعثة الأردن لدى مجلس الأمن وشارك في (19) دورة للأمم المتحدة.

ترأس لجنة صياغة مؤتمر الأمم المتحدة للاتفاقيات بين الدول والمنظمات الدولية في العام 1986.

وعمل مستشاراً قانونياً للوفد الأردني الذي شارك في مفاوضات السلام بين الأردن وإسرائيل في الفترة 1991- 1994.

شغل منصب مستشار بدرجة وزير لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال لشؤون القانون الدولي في العام 1995.

ترأس الديوان الملكي الهاشمي في الفترة 1996-1998.

تم اختياره محكماً دولياً لدى محكمة التحكيم الدائمة في العام 1999.

بدأ العمل قاضياً بمحكمة العدل الدولية في لاهاي في شباط 2000، وشغل منصب نائب رئيس محكمة العدل الدولية.

أشهر قضية شارك فيها قضية الجدار العازل الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

حاز العديد من الأوسمة، منها: وسام الاستقلال 1993، وسام الكوكب 1996، وسام النهضة 1996، ووسام فرنسي من مرتبة فارس 1997 .

له بحوث في مجالات حماية الأقليات، قوانين الحرب وحماية البيئة، والصراع حول موارد المياه في الشرق الأوسط .

عمل في وزارة خارجية المملكة الأردنية الهاشمية في الفترة من 1975- 1990 .

شغل عضوية المفوضية العربية للقانون الدولي في الفترة 1982- 1989.

ترأس الإدارة القانونية بوزارة الخارجية الأردنية في الفترة 1985-1990.

عمل مبعوثاً مناوباً في بعثة الأردن لدى مجلس الأمن وشارك في (19) دورة للأمم المتحدة.

ترأس لجنة صياغة مؤتمر الأمم المتحدة للاتفاقيات بين الدول والمنظمات الدولية في العام 1986.

وعمل مستشاراً قانونياً للوفد الأردني الذي شارك في مفاوضات السلام بين الأردن وإسرائيل في الفترة 1991- 1994.