صحيفة العرّاب

هل أصبح نبيل العربي الممثل للربيع العربي؟؟ بقلم النائب غازي عليان

 الجامعة العربية لا تمثل الشعوب العربية وتعكس وجهات نظر الأنظمة والتي هي هدف الربيع العربي ، الأمين العام للجامعة يتصرف على نحو مغاير لدورها ، طبعاً هذا الأمين العربي القادم من رحم الثورة التي أطاحت بالنظام المصري السابق لازال منتشياً بتأثيرها ويريد ان يعكس ذلك على باقي الأنظمة العربية.

إندفاع العربي نحو الربيع العربي نخشى ان يحوله الى خريف ، وقرارات الجامعة تحتاج الى التروي والحكمة لا السرعة او التسرع لتنفض الجامعة يدها من الملف السوري وإلقائه على طاولة المنظمات الدولية والتي لم تنتصر يوماً لحق عربي وكلفته باهظة.

دور الجامعة العربية إنتقائي ومريب ، ففي حين تتحمس للملف السوري تتخلى عن الملف اليمني على الرغم من ان الحرب قاب قوسين او ادنى ، ولا موقف لها فيما يجري في البحرين ، وهذا الأمر يطرح أسئلة كثيرة.

يقال من مهازل القدر ان تقود الأمة قطر والتي ترتبط بعلاقات مع كل الأطراف في المنطقة بما فيها إسرائيل ، وما يثير الشك أكثر تخلي السلطة الوطنية الفلسطينية عن رئاسة الجامعة لقطر ، والأسباب لاتخفى على ذي لب.

على ما يبدو ان النية تتجه لتطبيق السيناريو الليبي على الحالة السورية ، حيث يجري الحديث في الخفاء عن مناطق عازلة على الحدود السورية التركية والأردنية والعراقية ضمن إقليم كوردستان العراق ، فإذا كانت الأرقام تتحدث عن مقتل 60 ألف ليبي فا الله وحده يعلم كم سيسقط من المدنيين في سوريا إن وقع المحذور لا سمح الله ، ناهيك عن الدمار والخراب وووو....الخ

ما يزيد الوضع تعقيداً في سوريا دخول حسن اللات على الخط ليدافع عن النظام السوري ويعادي الشعب الذي من المفترض انه سرّ قوة النظام وتهديدات سمير قصير بقطع الأيدي التي تمتد الى النظام ، مما زاد الأمر سوءاً خاصة وكلنا يعلم التهديدات الغربية لإيران ومدى إرتباط النظام السوري به ، مما يدفع المنطقة برمتها الى أتون مجهول ، خاصة إذا ما صحت التهديدات القادمة من الشرق والغرب والخاسر على جميع الوجوه والإحتمالات العرب.

التدخل الغربي في الشأن السوري واضح ، وتدويل القضية ليس في مصلحة أحد ، وقرار الجامعة يتناغم مع تصريحات الخارجية الأمريكية ، وخروج الملف السوري من تحت العباءة العربية لم يعد بمقدور العرب فعل شيء ، الأفضل ان يكون الحل عربي عربي خالص ، وان يترك الأمر للشعب السوري القادر على إسقاط النظام بالعصيان المدني ، وليس خدمة الأجندة الصهيونية .

آن لنا ان نعترف بالحقيقة ، فإما ان تتدخل الجامعة العربية وهي قادرة فعلاً على تقديم حل للقضايا العربية ، او ان ترفع يدها عنها إذا كانت عاجزة عن ذلك كي لاتصبح مطية مهمتها منح الإذن لقوى الإستكبار العالمي التدخل في شؤون أعضائها.