صحيفة العرّاب

الملك .. مع سوريا الدولة ...بقلم النائب غازي عليان

 إحتلت المقابلة التي أجراها جلالة الملك مع الـ "بي بي سي" العناويين الرئيسية لوسائل الإعلام العربية وغير العربية ، المذيعة التي اجرت المقابلة كان لديها إصرار واضح على رأي جلالة الملك حول تنحي الرئيس السوري للإثاره الإعلامية والإيقاع بين البلدين .

الملك كان واضحاً حول هذه النقطة ، وأكد ان هذا شأن داخلي يقرره النظام والشعب السوري .

إستغلال حديث جلالة الملك من قبل بعض قنوات التضليل الإعلامي على غير مرماه ، لزرع بذور الفتنة والوقيعة بين الأردن وسوريا ، وإضهار دوره بالمتآمر على سوريا كلام غير صحيح ، والآردن مع الدولة السورية بكل مكوناتها ، لأن إستقرارها مصلحة للأردن أولاً وآخيراً .

جلالة الملك يرى المخاطر المحدقة بسوريا سياسياً وأمنياً ، ومن غير المقبول ان نقف صامتون إزاء ما يحدث ، خاصة ونحن الأقرب للشعب السوري ، ونتشارك معه العادات والتقاليد والماء والهواء والمصير المشترك ، لذلك كان جلالة الملك المبادر بالجهر بالحقيقة .

الأزمة السورية تتجه نحو طريق مجهول وتقترب من حافة الهاوية ، ولم يعد أمام النظام السوري مزيداً من الوقت ، وإذا ما وصلت الى آروقة مجلس الأمن وخرجت من الحضن العربي ، عندها يتقرر مصير سوريا على أيادي غير عربية ، وقد تكون مرتبطة بأجندة خارجية .

حملات التحريض التي شنتها وسائل الإعلام السورية الخاصة وعلى وجه التحديد قناة "دنيا" والتي لانرى فيها إلا إسم على مسمى ، في إستدعائها مخبولين أمثال رفيق نصرالله والذي يهدد بالعبث بأمن الأردن بإيقاظ خلاليا نائمة ، نقول له الأردن عصيّ على أمثالك ، والمصلحة تقتضي إيقاف مثل هذه الحملات و على الأردن ملكا وشعبا لأن ليس فيه مصلحة لا للأردن ولا لسوريا .

التحالف مع إيران لم يعد فيه مصلحة للنظام السوري ولن يضفي عليه شرعية ، وعند تعرض سوريا للخطر لاسمح الله سيقف موقف المتفرج ، والمصلحة تقتضي العودة الى الصف العربي .

الملك يرى ان لدى الرئيس بشار الرغبة في الإصلاح ، وقدم له نصيحة جريئة وبصراحة وكل وضوح ، ورسم له خارطة طريق للخروج من هذا المأزق ، وما على الثاني إلا إلتقاطها قبل فوات الآوان بالتصالح مع الشعب أولاً ، والتخلص من كل قوى الشد العكسي التي تسير بالدولة بكل مكوناتها الشعب والأرض والنظام نحو السيناريو الأسوأ، وسوريا تستحق التضحية .