صحيفة العرّاب

الروابدة: إعادة فتح مكاتب حماس بالأردن مخالفة للدستور

 

رغم تأكيدات رئيس الوزراء القاضي عون الخصاونة في اكثر من مناسبة أن ما حدث من قبل حكومة عبدالرؤوف الروابدة قبل نحو ١١ عاما حيال اغلاق مكاتب حركة المقاومة الاسلامية حماس من المملكة وابعاد بعض قادتها الذين يحملون جنسية اردنية كان خطأ دستوريا وسيتم تصحيحه إلا ان تصريحاته ما زالت تراوح مكانها بانتظار شمس ولايته.

مصدر مطلع اكد ان زيارة خالد مشعل إلى الأردن تم ارجاؤها الى موعد غير مسمى وان المشاورات التي جرت مؤخرا بين مراكز صنع القرار في المملكة قررت التريث قبل اطلاق عنان قرار اعادة فتح الخطوط مع قادة "حماس" او اعادة فتح مكاتبهم مع تأكيدهم على ضرورة الحفاظ على علاقة متوازنة مع كافة الاطراف.

الحكومة والتي كانت مندفعة منذ توليها زمام امور ادارة البلاد نحو اعادة توطيد العلاقة مع حركة حماس نراها اليوم اقل حيلة واكثر حذرا وتطبيقاً لسنة رسول الله "ما خاب من استشار" فضلا عن تضارب تصريحاتها مع الاحداث على ارض الواقع والمتمثلة في نأكيد وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي التي صدرت مؤخرا والتي اكد فيها آنذاك ان زيارة مشعل للاردن ستكون خلال ايام قليلة.

المراقب لتصريحات قادة حماس خلال الفترة الماضية يرى أنها تتدرج تنازليا حول شكل العلاقة الجديدة حتى وصل قول احدهم إلى أن العلاقة مع الاردن ستكون في حدها الادنى بعدما كانت تصريحاتهم تؤكد مدى قوة العلاقات بين الطرفين في حال وجود رغبة جدية من الطرف الاردني.

رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة اكد في احدى جلساته مؤخرا ان ما قامت به حكومته لم يكن مخالفا للدستور بخلاف تصريحات الخصاونة، لافتا الى ان ما قام به انذاك كان تطبيقا للدستور والحفاظ عليه بعد اشارته الى ان الدستور الاردني يمنع اي فصائل او احزاب اجنبية ممارسة عملها على الاراضي الاردنية.

وكشف الروابدة ان حكومته لم تقم باستبعاد قادة حماس الاردنيين بل قامت باغلاق مكاتب حماس في العاصمة عمان وانه تم الاتفاق مع قادة الاخوان المسلمين وقتها على ذلك.

وأوضح الروابدة ان قادة حماس وقتها قرروا الخروج من الاردن طوعا لمدة ٣ شهور للبحث عن عاصمة جديدة لاستقبالهم وفتح مكاتب جديدة فيها قبل ان يتوجهوا الى العاصمة السورية دمشق.

وبين الروابدة اثناء حديثه الى بعض زملائه في مجلس الاعيان ان مجموعة من قادة الاخوان المسلمين التقوا بعد شهور بقيادات حركة حماس وعرضوا عليهم العودة الى الاردن الى انهم رفضوا العودة واثروا البقاء خارج البلاد لاستكمال عملهم .

واضاف: اذا كان المقصود من اعادة فتح الخطوط مع حماس هو السماح لقادتهم الاردنيين الدخول الى الاردن فان ذلك لا يمنع ولكن اذا قررت الحكومة الاردنية فتح مكاتب للحركة على الاراضي الاردنية فان حكومة الخصاونة هي من ستخالف الدستور.

وكشف الروابدة خلال جلسته عن نيته اصدار كتاب جديد يتناول فيه وقائع اغلاق مكاتب حماس بالعاصمة عمان.