صحيفة العرّاب

عشمنا فيك كبير يا ابو متعب ‘بقلم النائب غازي عليان

 لا يختلف إثنان على ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز قومي بالفطرة ، حريص على إستقرار وسلامة البلاد العربية ، ويعي اننا في الأردن على وجه الخصوص نتقاسم التاريخ والجغرافيا ، ولا ينسى الأردنيون المواقف النبيلة تجاههم ، ومنها الدعوة للإنظمام لمجلس التعاون الخليجي .

ولإن القرار ليس سعودي خالص لترى تلك الدعوة النور ، عملت قوى الشد العكسي قصيرة النظر داخل تلك المنظمومة على وضع العراقيل لعدم تحقيق تلك الرغبة ، وطوال الأشهر الماضية كُنا نسمع تلميحات من هنا وهناك بطوي هذا الملف.

  نظرة الملك كانت تستشرف المستقبل والقادم من الأيام ، ويعي ان منطقة الخليج وسط لهيب مستعرّ ، والأخطار محدقة بدوله من كافة الجهات ، لذلك حرص على إنهاء قضية اليمن وإستقرار الأردن ، لأن في ذلك مصلحة لدول الخليج أولاً .

 الدعوة لإنشاء إتحاد بدل مجلس التعاون الخليجي حسم الجدل ، فيه مخرج للملك ، وتحلل من الدعوة ، وتراجع عنها ، ويفهم انه لا مكان للأردن والمغرب بين تلك الدول ، على إعتبار ان الظروف التي آملت لتلك الدعوة لم تعد قائمة ، على الرغم ان الأمور على حالها لا بل تسير نحو الأسوأ ، حتى داخل بعض تلك الدول وتعاني من ازمات داخلية ، وخلافات جيوسياسية فيما بينها ، لاتختلف كثيراً عمّا يجري حولها .

إنشاء صندوق خليجي لمساعدة الأردن قد يكون جزء من الحل ولن يكون حل بالكامل ، خاصة إذا ما اخذنا بعين الإعتبار إرتباط الأمر بالمتغيرات والمواقف السياسية ، ومشكلة الأردن تكمن بالمديونية التي كُنا نأمل ان تذهب المساعدات بإتجاه الخلاص منها .

 لم تتضح مخرجات المخاض الذي تمرّ به المنطقة لغاية الآن ، ودول الخليج لن تكون بمعزل عن محيطها مهما تقوقعت ، ولن تكون إستثناء عن محيطها ، ولا بد ان يطالها شرر ما يحدث ، من العراق شمالاً الى اليمن جنوباً ، ومن سوريا غرباً الى إيران شرقاً ، ناهيك عن التهديدات والأطماع الخارجية .

 الممكن اليوم قد يكون مستحل مستقبلاً ، وما يقبل اليوم قد يكون مرفوض بالمطلق غداً ، والمصلحة تتطلب الإنفتاح والإندماج لا العزلة والإنغلاق ، الذي لن يكون في غير صالح احد .