صحيفة العرّاب

احذر القادم من العسكر يا جلالة الملك !!

 كتب بسام روبين - عندما يسير احدنا على الطريق السريع ويظهر امامه شاخصة كتب عليها 'احذر المنعطفات' فان ذلك يوجب على السائق - اذا كان عاقلا - ان يقوم بسلسلة اجراءات لتفادي خطر تلك المنعطفات , وعلى رأسها تخفيف السرعة وزيادة الانتباه وعدم استخدام الفرامل بشكل متواصل , وبعكس ذلك سيكون مصير السائق والمركبة معرضان للخطر المجهول , وفي حال وجود شخص يجلس الى جانب السائق وأشار عليه بالاستمرار بنفس السرعة وعدم الانتباه للشاخصة , لعدم اهميتها وتشكيكه بصحتها , واستجاب السائق لتلك المشورة فان المصير المحتوم سيكون التدهور والموت , وأود هنا أن أشير الى أن الجهة التي قامت بتثبيت تلك الشاخصة لم تقم بذلك عبثا بل جاءت نتيجة لعدة دراسات وافية لحالة الطريق ومنعطفاتها , وان ذلك الحرص منها على حياة مستخدم الطريق هو الذي دفعها للقيام بتلك المهمة, وهذا النموذج التحذيري يمثل فحوى الطلب من جلالة الملك لكي يحذر القادم من العسكر المتقاعدين , وتحديدا بعد أن تم الاعلان عن اجراء تحسينات بسيطة على رواتبهم التقاعدية وليس المساواة كما أمر جلالته , وأود أن أبين هنا ان بعض الجهات التي شاركت في اخراج تلك الزيادة وأضحدت أوامر جلالة الملك والتي قضت بالمساواة , لا تختلف عن ذلك الشخص الذي كان يجلس الى جانب السائق قبل تسببه في تدهور تلك المركبة , فقد اختار اولئك المسؤولون خيار التصعيد مع العسكر المتقاعدين , وقد أثبتوا بذلك أنهم لا يحبون جلالة الملك ولا يريدون له أن يبقى على رأس الحكم , ويعملون على قطع الكهرباء والماء عن جلالته. 
وأريد هنا أن أقدم نصحي لجلالة الملك وأقول له أن حراك المتقاعدين العسكريين و خلال انتظارهم لمشروع المساواة , قد ازداد قوة واشتد عضده من خلال لقاءاتهم المستمرة وتجوالهم بين المحافظات , وعملوا ليلا ونهارا ليصلوا الى مرحلة متقدمة في تزايد أعداد المشاركين والمؤازرين والداعمين لحراكهم , ومن حيث التخطيط لنوعية الاجراءات المنوي اتباعها مستقبلا في حراكهم , وأعتقد جازما أن أي دعوى لأي اعتصام قادم للعسكر المتقاعدين لن يكون على شاكلة الاعتصامات السابقة وسيكون اعتصاما ضخما مدويا وخارج عن توقعات الأجهزة الأمنية , فقد جلست مع رئيس اللجنة التحضيرية المتقاعدين العسكريين المقدم محمد الصعوب والذي يشرفني أنه يكون أحد ضباط دورتي العسكرية , ومما لفت انتباهي أثناء لقائي به عدم توقف أكثر من هاتف نقال له عن الرنين , وفي كل مرة متقاعدين جدد يتصلون معه - يعرفونه ولا يعرفونه - فقط لمبايعته وتشجيعه على الاستمرار قدما , وأنه الجهة الوحيدة التي تمثلهم . 
ان قراءاتي الامنية ترى ان المسؤولين الذين أدحضوا أوامر جلالة الملك بالمساواة , قد عرضوا أمن ومستقبل جلالة الملك للخطر القادم , والذي بدأ يزحف لذلك فانني أعود وأكرر نصيحتي لجلالة الملك بأن يحافظ على خيط المسبحة , لأنه و بانقطاع ذلك الخيط فانه لن يكون بمقدور أي شخص لملمة أحجار تلك المسبحة , وانني أوجه نداء هنا الى الأخوة المتقاعدين العسكريين , بأن ينتظروا بعض الشيء فان الأمل الذي مكن دولة رئيس الوزراء من التقارب واحتواء الاخوان المسلمين , قد يمكن جلالة الملك من المبادرة واحتواء المتقاعدين العسكريين , واعادة ضمهم اليه قبل فوات الأوان , سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن وشعبه ويلهم المتقاعدين العسكريين الصبر , ويوفق جلالة الملك ويعينه على اختيار الطريق الصحيح لأنه يقف على مفترق طرق .