صحيفة العرّاب

إتهامات تونسية لفضائية العربية بتلميع نظام بن علي بعد خلعه شعبيا

 قال المدون التونسي الشهير رياض خطاّبي، النشط السياسي الذي شارك بكثافة في أحداث الثورة التونسية في ساعاتها الأخيرة يوم الرابع عشر من يناير 2011 أنه عدا عن إنعدام أي معلومات أو تفاصيل وأسرار جديدة تضمنها الدراما الوثائقية "الفرار من قرطاج" التي أنتجتها وبثتها فضائية العربية التي تمولها المملكة العربية السعودية حول الثورة التونسية في ذكراها الأولى، فإن العمل قد ركز على تصوير الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي أرغمه الشعب التونسي على الفرار خارج البلاد قبل عام، بأنه غادر لإيصال أسرته الى مدينة جدة السعودية، والعودة مجددا لإدارة الأزمة في بلاده، وهذا الأمر –وفقا لخطّابي- غير صحيح بالمطلق.

ويؤكد خطابي لموقع "أخبار بلدنا" أن الدراما الوثائقية التي أنتجتها العربية سعت لتلميع صورة طاغية، يقيم الآن معززا مكرما في قصر منيف يجاور قصر ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، الصديقان منذ عقود طويلة، وصورته بأنه تعرض للغدر من قادة سياسيين وعسكريين وأمنيين في نظامه السابق، بل وصوره العمل الدرامي بأنه كان حريصا على دماء التونسيين، وأنه كان يطلب عدم إستخدام الرصاص، والحقيقة -كما يقول خطّابي- مختلفة تماما، إذ طلب بن علي من قادة عسكريين سحق الإنتفاضة، وقتل الآلاف، وهو ما لم يتطرق له العمل بأي صورة من الصور.

ووفقا لخطّابي أيضا فإن زوجة الرئيس المخلوع بن علي، التي جلبت مع أفراد في أسرتها النقمة الشديدة على النظام، لم تأت الدراما على سيرتها إلا في لقطة هروبها الى المطار، كما أن العمل لم يتطرق الى إتهامات سمعها قائد الطائرة الرئاسية من بن علي الى زوجته على متن الطائرة التي حلقت في الجو ثماني ساعات قبل أن تهبط في جدة سندا لصداقة بين وزير الداخلية السعودي آنذاك والرئيس الهارب، معربا عن مخاوفه من أن تستمر السعودية في تلميع بن علي، خصوصا وأن الرياض ترفض التجاوب مع دعوات قادة تونس الجدد تسليم بن علي وزوجته لمحاكمتهم أمام القضاء العادل.