صحيفة العرّاب

كلمة نارية للنائب خليل عطيه تحدث فيها عن فاتورة الكهرباء ونشر البلاء!

 الكلمة التي ألقاها النائب خليل عطيه خلال مناقشات الموازنة مساء اليوم الثلاثاء بعدما أثارت الكثير من الضجة:

أيها المصلحون العابثون بقوت الشعب إسمعوا معي الحكاية حتى لا تنتهي الرواية فيضيع الوطن مجددا كما تاه نجوم باب الحارة.

إسمعوا قصتي فأنا فاتورة الكهرباء.. وظيفتي الأساسية في الحياة قتل الكبرياء وإستهداف المواطنين الأبرياء ودفعهم إلى طريق المرحوم أحمد المطارنة عندما أحرق نفسه وقت المساء .

.. أنا فاتورة الكهرباء متخصصة بتوزيع وتعميم البلاء تصدرني شركة تتلون كالحرباء وتدعمني حكومة لا تريد البقاء وتخطط بنفسها لنفسها حتى تصل الفناء وهدفي الأساسي أن ينام الشعب بلا عشاء ولا يهمني إطلاقا مع الإحترام للرئيس عون الخصاونة أن يعم الشروينتحر السلم والصفاء.

ومن لا يلتزم بدفعي يستطيع التوجه إلى السماء ورفع يديه بالشكوى إلى ملك الأرض والفضاء أو التمتع بالعتمة والظلماء وبإمكانكم إختيار طريق صاحبكم المطارنة عندما زرعت فيه مقاومة الحياة وسلطت عليه البغضاء فإنتقل بسببي أنا فاتورة الكهرباء إلى الرفيق الأعلى بعدما حرمت أطفاله من الضياء وقطعت عليهم التيار لأحرمهم من الصفاء.

أما أنتم أيها المصلحون فأغير من أجلكم لغتي وأقول فيكم ولكم ما قاله الشاعر الكبير حافظ إبراهيم يوما مستنكرا الغلاء والفحشاء:

أيها المصلحون ضاق بنا العيش ولم تحسنوا عليه القياما

عزت السلعة الذليله حتى بات مسح الحذاء خطبا جساما

وغدا القوت في يد الناس كالياقوت حتى نوى الفقير الصياما

..نعم تفرض حكومتنا الرشيدة على شعبنا الصابر المكافح الصيام في قادمات الأيام

فقد أصبح القوت في يد الناس فعلا كالياقوت وتد مرت البيوت وتعطلت البخوت وتوسع القنوط .

ورزق شعبنا بحكومة لا تبقي ولا تذر.. غزازة ..للإبر تعاني من قصر النظر وتبدع في تعذيب البشر وتخطط إقتصاديا بالتوازي ضد الحجر والبقر ..لذلك فلا تتعب زميلي حمد نفسك في إستخلاص العبر وقصتك عن سمحان وترفه درس لكل من فهم وإعتبر.

وصاحبك يا حمد سمحان سمع من الراديو عن دعم الحكومة للإعلاف ولم يتجاوز الأعراف …توفعاتي بعد هذه الميزانية البائسة المخادعة المغلوبة على أمرها أن لا يجد سمحان الراديو في الموسم الجديد من الرفع والتنديد ففاتورة الكهرباء وغيرها من الفواتير.

بالمرصاد لكل مواطن شريف صنديد ونصيحتي يا حمد ويا أبو زيد ويا عواد بأن لا تتوفع إلا التبديد وصاحبك سمحان سيبيع الجمل بما حمل من شعير وثريد وأنت يا حجوج ويا ظهراوي بيع البراكيه. .

..طبعا سمع العالم بقصة سقوط المواطن أحمد المطارنة قتيلا بسبب قطع التيار الكهربائي عن أولاده , وسمع العالم إبنته وإبنتنا وهي تتهمنا جميعا بقتله وتبكيه على شاشة إحدى الفضائيات.

الأخوة الأعزاء ,

اعلنت وزارة الطاقة أن الشريحة الجديدة للأسعار ستشمل 8% فقط من المواطنين ..هل هذا صحيح وكيف تم حسابه وعلى أي أساس؟.. وقبل لنا بأن شرائح المستهلكين في المدن هي التي ستتأثر بالتسعيرة الجديدة وليس البسطاء والفقراء في المحافظات والقرى فهل هذا أيضا صحيح؟.. لقد إستمعت شخصيا لأخوة لنا في جهاز الأمن العام تضاعفت قيمة فواتير الكهرباء لديهم وبدأت تلتهم رواتبهم المتدنية أصلا والتي تكفي بالكاد أطفالهم, رغم أنهم لا يقيمون في العاصمة بل في القرى.

وعندما إستفسرنا قيل لنا بأن الخطة تقضي بأن يدفع 3 % من المستهلكين المصنفين بأعتبارهم كبار المستهلكين ما قيمته 220 مليون دينارا هي سداد ديون شركة الكهرباء الوطنية البالغة مليار على خمس سنوات ويتم تهديد المواطن الأردني ضمنيا بأن يغرق في العتمة والظلام لو لم تدفع هذه الديون عن شركة الكهرباء.

ويبدو لي اليوم أن قصة الكهرباء التي إرتفعت مرتين الأولى سرا والثانية علنا تمثل الوصفة الأقرب اليوم لنقل مجتمعنا الطيب من مستوى الحراك الذي نقدره ونحترمه جميعا إلى مستوى التحريض على الثورة فحتى الإمام علي بن أبي طالب قال قولته المأثورة : لو كان الفقر رجلا لصرعته.

مبلغ 220 مليون دينار أيها الأخوة ليس مدرجا في الميزانية التي نناقشها وهل من المعقول أن تكافيء حكومتنا الرشيدة شعبنا الصابر الصامت الصامد على إعتداله وصيره بان تدفع ديون الشركة من جيوب المواطنين ؟.. إنها جريمة بكل المعايير وهي بالتأكيد تمس الإستقرار العام والسلم الأهلي ودعوة للتظاهر والحراك والإحتجاج على الظلم فقد أصبح المواطن الأردني أمام الحائط.

ولا يقتصر الأمر في الواقع على الكهرباء التي سيرتفع بعدها بالتأكيد مستوى المعيشة وتشتعل الأسعاروهي لحظة متوحشة وطنيا وسياسيا إسمعوا معي ما يقوله الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عنها:

وحْشٌ مُخيفٌ ، حينَ أدخُلُ منزلي .. أَلْقاهُ مُرْتَقِباً ، ولمَّا أخرُجُ

أَنَّى اتجهْتُ رأيتُهُ مُترصِّداً .. يرنو إليَّ بمقلةٍ تتوهَّجُ

يغْتالُ أحلامي ويقتُلُ فرحتي .. و إليَّ من جبلِ الأسى يَتَدَحْرَجُ

ويظَلُّ ينهَشُ كُلَّ شهرٍ رَاتبي .. و الرَّاتب المسكين ” قرصٌ مُدْمَجُ “

وحشٌ يُشاركني الطَّعامَ فَلُقمَتي .. بلُعَابهِ من قبل أكلي تُمْزَجُ

وحشٌ يُقاسمني الحياةَ ، وما لهُ .. من رادعٍ وهو العنيف الأهوجُ

كم حاجَةٍ لي في حياتي صَدَّها .. مُتعمِّداً ، وأنا إِليْها أحْوَجُ

 

.. هذا الوحش هو الغلاء الذي يشارك المواطن الأردني في الطعام ويستيقظ معه فيما نحن نواب الأمة نيام فبسبب فاتورة الكهرباء فقط سترتفع كل الأسعار على كل العوام ,وأنتم لستم نيام. .

وها هو نقيب المطاعم السياحية يحذرنا من غياب الغرام أما شهبندر التجارنائل الكباريتي فيصرح ويتوقع لشعبنا الفطام عن الراحة والإسترخاء وزمن الكرم والفصام.

وميزانيتكم أيها السادة الكرام لا تقنع ولا تلام لإنها ببساطة تضع شعبا كاملا بين الذئاب واللئام وتلعب بالأقدار وتجتث الأحلام فقديما قال خليفة المسلمين للغمام : إذهب إنا شئنت فخراجك عائد إلى .. واليوم تقول هذه الميزانية للمواطن المسكين : لا زلت وستبقى بقرتي المقدسة فلا تنام.

أعزائي ,

في ميزانية سابقة لحكومة سابقة تحدثت عن تعبئة النشامى للكاز في زجاجة البيبسي واليوم أجدني مضطر للتحذير من عدم وجود زجاجة البيبسي وصدقوني أني سمعت رجلا يقول لي بأن ما يمنعه من الإنتحار هو عدم وجود ثمن لصفيحة الكاز في جيبه .

كيف ترضى يا زعبي ويا مجالي ويا إبن الدحيات والعبادي وباقي الوزراء بهذا الرفع وتوافق عليه.

الزميلات والزملاء الأكارم,

من تحت هذا المنبر أحيي شعبنا الوفي الصبور وأزجي تحية خاصة وخالصة لفضائل الحراك الشعبي علينا جميعا وأعلن للعموم بأني لا أستطيع ضميريا التصويت لصالح هذه الميزانية إذا أصرت الحكومة على رفع أسعار الكهرباء أكثر من 10, وأثني على مخالفة ريم بدران وأطالب نواب الأمة بإسقاط هذه الموازنة.. حمى ألله الأردن .. حمى ألله الملك.. حمى الله فلسطين.