صحيفة العرّاب

لا يكفي استدعاء السفير الصهيوني

 من الطبيعي ان نتوقع إقدام الكنيست الصهيوني على مناقشة مشروع يعتبر الاردن وطناً بديلاً للفلسطينيين. لكن لن يكون طبيعياً ان نصدق بان من يقف خلف هذا المشروع حزب صغير و 4 نواب فقط, يجب ان لا نخدع في ذلك. لان نتنياهو هو الرأس المدبر لمثل هذه الافكار المريضة. فمن لا يريد الاعتراف للفلسطينيين بدولة مكتملة السيادة في الضفة والقطاع والقدس هو بالتأكيد يريد ترحيل القضية الفلسطينية الى الاردن ويحلم بفرض الحل علينا.

 لا يكفي ان يستدعي وزير الخارجية ناصر جوده السفير الاسرائيلي ويبلغه احتجاجاً. كما لا يكفي ابداً ان يعلن الوزير او المسؤولون في الحكومة "بعبارات دبلوماسية" بان الاردن يتمسك بحل الدولة الفلسطينية فوق الاراضي الفلسطينية. نحن بحاجة الى لغة اخرى, غير دبلوماسية, لكي تفهم العصابة الحاكمة في تل ابيب بان الاردن ليس وطناً في المزاد ولا هو بمتناول اوهام واطماع الصهاينة.
 
مطلوب, ان يطلب الاردن من نتنياهو وحكومته ان يعلن هو وليس نحن, اعترافه بالدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع. لانه من دون اعتراف واضح وصريح بحقوق الشعب الفلسطيني فوق ارضه فان الاردنيين ينظرون بخطورة الى مثل هذه المناقشات في الكنيست. ولأنها في ابسط الاحوال, تؤكد للقاصي والداني, بان التزام اسرائيل بمعاهدة السلام مع الاردن ليس جدّياً, وبان المخاطر التي كان يخشاها الاردن لا تزال ماثلة بعد 15 عاماً من توقيع تلك المعاهدة.
 
على أي حال, يبدو ان قيادات العدو الصهيوني تصر على اجترار ذاتها واعادة انتاج مواقف عفى عليها الزمن. لا زالوا يحلمون بالتوسع وباستبدال شعب بآخر, وسرقة وطن واستلاب آخر وكأن العالم لم يتغير وكأن الشعوب والدول العربية لا تزال كما كانت في عام 1948 عندما انشئت اسرائيل في غفلة من الزمن ومن فقدان الامة استقلالها اضافة الى تخلفها الاقتصادي والعلمي والثقافي.
 
في العراق, هزم العراقيون القوة الامريكية الجبارة, وفي لبنان هزم حزب واحد جيش اسرائيل الذي لا يقهر, وفي قطاع غزة المحاصر نجح الفلسطينيون في جعل بقاء جيش الاحتلال امراً مستحيلاً.
 
لا يريد الاسرائيليون ان يتعلموا, بان ما نجحوا في سرقته واستلابه قبل 61 عاماً من ارض فلسطين لن ينعموا فيه امناً ولا استقراراً من دون تحقيق سلام حقيقي مع الفلسطينيين, ونعجب من تزايد الغطرسة والصفاقة بين صفوف هؤلاء القادة الى درجة يتخيلون فيها بان الاردن لقمة سائغة لمخططاتهم السوداء.
 
الاردن سيكون اسوأ كوابيسهم وكما فعلنا في الكرامة, ستكون هناك الف كرامة اذا ما حاول الاسرائيلي ان يمس شعرة من هذا الوطن, فالشعب الفلسطيني ليس زائداً عن الحاجة في المنطقة ووطنه هناك في فلسطين وعاصمته القدس. ويستحق السفير الاسرائيلي الطرد من عمان لمجرد ان ما يناقش في الكنيست يتحدث عن "دولتين لشعبين على ضفتي الاردن" لان في هذا الشعار ما يضمر الغاء شعب ثالث من الوجود, إما الفلسطيني او الاردني!! ومرة اخيرة, على حكومتنا ان تطالب حكومة نتنياهو باثبات عدم دعمها لهذا الشعار بالاعلان الواضح عن اعترافها بحل الدولة الفلسطينية المستقلة فوق التراب الفلسطيني.
 
كما ينتظر الاردنيون من مجلس النواب ان يكيل الصاع صاعين لعصابات الارجون وشتيرن في الكنيست وكر الحروب والعنصرية وسفاكي الدماء.
 taher.odwan@alarabalyawm.ne