صحيفة العرّاب

سينمائيون خرجوا من حفل "الأوسكار" بأيدٍ خالية

  كما يحدث في مثل هذه المناسبات، في كل عام، وبعد إسدال الستار على حفل توزيع جوائز الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار)،  عاد العديد من مشاهير السينما الذين حضروا الحفل، وفي أعماقهم رغبة جامحة لمعانقة التمثال الذهبي، وأيديهم خالية.
الممثل جان دوجاردان يسير على خطى روبيرتو بنيني، وميريل ستريب تتحدث عن تقييم الأكاديمية للمشاريع السينمائية ، وكذا الحال مع بقية الجوائز التي راح أصحابها يعربون عن فرحتهم العظيمة للفوز بها. غير أن البعض من النجوم الذين حضروا الحفل، على أمل الحصول على إحدى جوائز الأوسكار، عادوا منه من دون أن يحققوا حلمهم في الفوز بجائزة قيمة، ولم يهنأوا بهذه اللحظات الجميلة. هنا البعض من هؤلاء النجوم الذين تمنوا، لكن، لم تتحقق أمنيتهم.

ذا كانت مهمة إزاحة إسم الممثل المفضل جان جوجاردان من قائمة أبرز المرشحين للفوز بجائزة أفضل ممثل، مهمة صعبة، فقد كانت فرص إقتناص جورج كلوني للجائزة كبيرة، خصوصاً بعد أن نال عدة جوائز سبقت حفل الأوسكار كأفضل ممثل، مثل جائزة "ناشيونال بورد ريفيو". ورغم فوز فيلم "الأحفاد" بجائزة أفضل سيناريو، وتعاطف الأكاديمية الدائم مع كلوني الممثل، والمخرج أيضاً، إلاّ أنه لم يستطع أن يغلب دوجاردان، ليضيف جائزة أفضل ممثل الى التي فاز بها كأفضل دور ثانوي في فيلم "سيريانا".

وفي فئة أفضل ممثلة، كل المؤشرات كانت تدل على أن الفوز سيكون إما لفيولا دافيس أو ميريل ستريب. وفي الطريق الى جوائز الأوسكار، كلا الممثلتين حصلتا على نجاحاتٍ سابقة سُجّلت لصالح كل واحدة منهما. الأولى، عندما فازت بجائزة "إس آي جي"، وقوبلت بترحيب شديد من قبل النقاد عن دورها الرئيسي في فيلم "ذا هيلب". وأما الثانية،

فيولا دافيس

عن فوزها بجائزة الكرة الذهبية، والدعم الذي تلقته بحصولها على جائزة "بافتا"، الى جانب مسيرتها السينمائية الغنية بالأعمال الجيدة. 
وفي الوقت الذي كانت كل الدلائل تشير الى فوز دافيس، منحت الأكاديمية ميريل ستريب جائزة أفضل ممثلة، تثميناً لدورها الرائع في فيلم "المرأة الحديدية"، بعد مرور 29 عاماً على فوزها بالجائزة عن فيلم"إختيار صوفيا". لكن يبقى هناك سؤال يستحق الطرح: هل ستسنح لدافيس فرصة أخرى لنيل الجائزة عن دور رئيسي لها في فيلم مقبل؟
   
كانت طريقة تعامل الأكاديمية مع المخرج تيرينس مالك مماثلة للطريقة التي تعاملت بها مع المخرج ديفيد فينشر، إيلائه أعماله بعض الأهمية، ولكن من دون أن يخرج بفوزٍ. ولم يحالف مالك الحظ كزميله فينشر خلال حفل الأوسكار. ورغم أن توقعاته بتفوق فيلمه على "ذا أرتيست" للمخرج ميشيل هازانفيشيوس قد ذهبت سدىً، لم يزل مستغرباً إستبعاد

فيلم "شجرة الحياة"

جائزة أفضل تصوير لإيمانويل لوبزكي. وبهذه النتيجة، يكون فيلم "شجرة الحياة" قد تحول الى هزيمة كبرى في ليلة "الأوسكار" يوم الأحد الماضي.

بعد منح الجائزة، في العام الماضي، لآرون سوركين عن فيلم "الشبكة الإجتماعية"، كانت فرصة حصول كاتب السيناريو على أوسكار ثانٍ، على التوالي، ضئيلة. بالإضافة الى ذلك، أن الفشل الذي لقيه فيلم "مونيبول"، خلال الفترة الماضية كانت متوقعة. وكان جونا هيل في موقف ضعيف للفوز بجائزة أوسكار مقابل إعتراف الجميع بإمكانات كريستوفر بلامر ومنافسة براد بيت لجوجاردان وكلوني. وهكذ،ا يكون براد بيت قد فقد فرصة الفوز

فيلم "مونيبول"

بجائزة أفضل ممثل وأفضل فيلم، فقد قام أيضاً بمهمة إنتاج فيلم بينيت ميلر. وبهذه النتيجة، نشهد مرور أضخم إنتاج سينمائي لعام 2011 من دون أن يحصل على ما يمجده خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار.       

 قبل أسابيع من إعلان ترشيحات الأوسكار، كان الجزء الأخير من سلسلة أفلام "هاري بورتر" يسعى لترشيحه كأفضل فيلم. وعكس كل التوقعات، تم ترشيح فيلم "إكستريملي لاود آند إنكريديبلي كلوز" بدلاً من فيلم الخيال العلمي. وكما هو متوقع في كل مرة، فقد أبدت الأكاديمية إعجابها بجودة الجزء الأخير من هذه السلسلة، من خلال ترشيحه كأفضل

هاري بورتر

إخراج فني. ورغم كل ذلك، لم يتمكن "هاري بورتر" من إزاحة "هوغو" عن طريقه، سواء من حيث المؤثرات الخاصة أو الإخراج الفني، بينما ذهبت جائزة أوسكار أفضل مكياج الى فيلم "المرأة الحديدية". ومن المؤسف أنه لا يمكن القول، في مثل هذه الحالة، الى مناسبات أخرى.  

  عندما يحقق فيلم معين نجاحاً في الجوانب التقنية والإخراج الفني، نادراً ما يقع إختيار الأكاديمية عليه كأفضل فيلم في حفل "الأوسكار". لذلك يلجأ القيمون على هذا الحفل الى البحث عن تعويضه بجائزة أو جوائز أخرى. وللتعبير عن البقاء وفية الى الماضي، والحنين الى إفلامه، إستعرضت الأكاديمية الأعمال التي وضعت تحت هذه الخانة، ومنحت فيلم سكورسيز "هوغو"، الأعلى عدداً من الترشيحات جوائز من الدرجة الثانية، بينما أغدقت فيلم "ذا أرتيست" بأكثر الجوائز أهمية. وعند مقارنة الجوائز التي منحت خلال حفل :الأوسكار"، يمكن ملاحظة أن فيلم "الأحفاد" حصل، هو الآخر، على جوائز مهمة "جائزة أفضل سيناريو"، كما هو شأن فيلم "ذا أرتيست".

سكورسيز وجوائز المجاملة

والطريف في الأمر، حتى الجوائز التي نالها فيلم "هوغو" كانت قد خضعت للنقاش، أثناء مقارنته بالأفلام الأخرى المنافسة له. وكيف يمكن أن ينال فيلم فينشر جائزة قيمة، كأفضل نسخة، بينما يخسرها كأفضل مؤثرات صوتية؟
كل تلك القرارات التي تبنتها الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية تبدو غامضة، ولا يمكن تفسيرها، رغم أنها جاءت لترضية فيلم سكورسيز، الذي لم تشأ أن يعود، بعد إسدال الستار على حفل توزيع جوائزها، خالي الوفاض،