صحيفة العرّاب

بالفيديو .. قمة بغداد بلا "ثقل" مبارك و "فكاهة" القذافي و "غياب" صالح وبن علي

  تعقد اليوم في العاصمة العراقية بغداد القمة العربية الثالثة والعشرون وسط اجراءات امنية مشددة حولت عاصمة الرشيد الى مدينة اشباح.

وتعتبر هذه القمة استثنائية لاسباب عديدة اولها انها تعقد في ظروف عربية صعبة بسبب نزيف الدم المستمر في سوريا دون وجود حل لتلك القضية اضافة الى غياب عدد كبير من الزعماء العرب وضعف تمثيل دول عربية اخرى فيها.
احد اهم الاسباب التي جعلت القمة استثنائية هو غياب زعماء كبار كان لهم ثقلهم في قمم سابقة على مدار اكثر من 20 سنة ماضية ومع غياب عدد منهم الا ان مآسيهم اليوم تحضر بقوة مع انطلاق هذه القمة اضافة الى مخاوف زعماء ما زالوا حاضرين في المشهد يخشون افول نجمهم كما حصل في دول الربيع العربي .
المتابع للقمم العربية السابقة يستطيع تحديد ملامح قاعة الاجتماعات فهناك الرئيس الليبي السابق معمر القذافي الذي كان فاكهة تلك الاجتماعات والمعروف بنكتته اللطيفة وتصريحاته غريبة الاطوار احيانا وازيائه الفلكورية الزاهية اللوان اضافة الى انه المصدر الرئيسي لؤسائل الاعلام من خلال تسريبه لمجريات الجلسات المغلقة ومناوشاته مع باقي الزعماء والتي كانت تثير امتعاظ بعضهم واحيانا تدفعهم للخروج من قاعة الاجتماع بسبب قوتها وسخريتها من الرؤساء ومن الواقع العربي الهزيل .

وهناك الرئيس المصري السابق حسني مبارك والذي كان يعتبر احد اهم اعمدة القمة العربية والمعروف بشخصيته القوية ومواقفه الصريحة وطبعا اجندته الامريكية المرافقة له دوما, التي كانت تفرض على القمة قرارات معينة .
ولن ننسى ايضا الرئيس بشار الاسد الذي يحضر بقوة في قمة اليوم مع غيابه المادي ومع غياب خطابه القومي العربي الذي اعتدنا عليه بلغة عربية قوية فأنه لن يغيب عن جولات النقاش حيث ان الشأن السوري يسيطر على مجريات الحوار.
اضافة الى كل من سبقوا من اموات واحياء يغيب كذلك كل من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والتونسي زين العابدين بن علي اللذين لم يكن لهما طعم ولا لون ولاحتى رائحة داخل قاعات القمة ما قد يفتح الفرصة لرئيسي الدولتين الجديدين لبدء صفحة جديدة في تاريخ مواقف تلك الدول التي لم يكن لها وزن كبير في لقاءات القمة السابقة.
بغض النظر عن موقفنا تجاه الزعماء السابقين الا اننا اليوم لا ننكر ان القمم العربية الهزيلة بالاصل فقدت جزءا كبيرا من ثقلها ما يفتح الاحتمال لسؤال كبير عن جدوى عقد القمة اليوم وما قد تفرزه من قرارات خاصة في الشان السوري الذي لم يتخذ العرب فيه حتى الان موقفا حازما الامر الذي يزيد من عدد الضحايا الابرياء في كل ساعة اضافة الى ازديد اعداد الهاربين من الاضطربات باتجاه الدول المجاورة في انتظار عودة امنة لهم.