عام و نيف مضى على الحراك الشعبي في الاردن تخلله حركات مد و جزر ما بين اجهزة الدولة و الحكومة و ما بين الحراك نفسه بمختلف اطيافه ففي البداية كان تركيز الحراك على مطالب اصلاحية سياسية و كانت تجمع عليها جميع فئات الشعب و كانت تشهد مسيرات الحراك زخما قويا من حيث العدد.
لكن اليوم و بنظرة استقرائية الى الاعداد و بعد حشد اعلامي هائل من مختلف اطياف الحراك يلاحظ المراقب ما كنا نتخوف منه بالامس من تمكن اجهزة الدولة من تشتيت الحراك و صرفه عن الهدف الاساسي المتمثل بالاصلاح الى اهداف ثانوية مطلبية بحته.
اعلنت الحركة الاسلامية عن حشدها للآلاف للمشارة اليوم في مسيرة الجمعه و لكن لم يشارك سوى 150 في الجامعة الاردنية و 250 في وسط البلد مع باقي الحراكات و في الطفيلة ما يقارب ال 70 بالرغم من أن شرارة الحراك في الطفيلة و هي من اكثر المحافظات تعرضا لللقمع و في الرزقاء لم يشارك سوى 150 شخص و في الكرك توأم الطفيلة لم يشارك سوى 50 شخصا و البلقاء لم يشارك فيها سوى 150 شخصا و في اربد لم يشارك فيها سوى 60 شخصا وفق ما أكده مندوبو الاعلام
ما يقلقنا في هذه الارقام انه بالرغم من ان الجميع في كافة شرائح الحراك متفق على أن هناك فساد و ان الدولة تتجه للانحدار و لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد عام و نيف من الحشد و المسيرات لماذا لم يحقق الحراك لغاية الان اكثر من نصف بالمائة مما يطالب به الشعب ؟ لماذا لم نشهد لغاية الان ما يشعر بأن الحراك متجه للتوحد تحت راية واحده و كلمة و احدة و هدف واحد ؟ لماذا لم يتخذ الحراك الى الان قرارا جامعا بأن يتخذ له نقطة مركزية تشكل ضغطا على الدولة و اجهزتها و تمنعها من التفرد بعناصر الحراك ؟ .
و ما يقلق اكثر هو احساس عامة الناس انه بعد عام و نيف لم يستطع الحراك الوصول الى ما يريد الوصول اليه من مطالب ، فعامة الشعب و باستطلاع بسيط اكثر من 80 % من الشعب يرى أن الحراك محق في مطالبه و لكنه مقصر تقصيرا واضحا في الضغط لتحقيقها و كذلك فشل فشلا ذريعا في ايصال صوته للناس و لا ادل على ذلك من تلك الاعداد الخجولة التي شاركت اليوم في مسيرات الحراك.
فترى هل هذا هو الوزن الحقيقي للحركة الاسلامية في الشارع, وللحراك الاصلاحي ؟؟, واذا كانت الحركة الاسلامية عاجزة عن حشد الالاف في مسيراتهم , فبأي حق تطالب بقانون انتخاب يعكس تمثيلها الفعلي في الشارع .
يا ناشطي الحراك سؤال مطروح في انتظار اجابة الحراك ؟؟