صحيفة العرّاب

فلسطينيو سوريا يذوقون مرارة اللجوء الثاني.. والسلطات الأردنية تتحفظ

من حي القصور في محافظة درعا السورية بدأت معاناة سجا (...) وطفلها الذي لم يتجاوز الثالثة بعد أن تعذر عليها مغادرة سوريا بشكل رسمي، ولم يبقَ امامها سو "الشيك".. وما أكثر متجاوزيه.

سجا (29 عاماً) ذاق أهلها مرارة اللجوء الأول من فلسطين إلى سوريا، وكأن الزمن يأبى إلا أن يعيد دورته.
روت سجا لـ عمون كيف خرجت وطفلها ليل الـ23 من شهر تشرين الأول الماضي، بمساعدة بعض الثوار وكيف أن الجيش السوري عمل كميناً لها ولمن معها.

بسبب الكمين قرر الثوار السوريون تغيير مسارهم، لتلتقيهم نقطة تفتيش للجيش.. ترجل احد الثوار تحدث الى الضابط ولحسن حظهم كانوا اثنين فقط فتم التعامل معهما بالرشاوى لمتابعة المسير للحدود الاردنية.
كان برفقة سجا وطفلها 3 من منشقي الجيش السوري الذين عبروا معها الشيك وعند وصولها لقرية تل الشهاب الحدودية والتي تفصلها امتار عن قرية الطرة الاردنية، وكما المعتاد نقلهم حرس الحدود الاردني الى معسكر البشابشة جنوب الرمثا.

ظنت "سجا" أن معاناتها انتهت اذ تم تجهيز معاملة تكفيلها لتخرج من المخيم؛ لتفاجأ بعد يوم واحد بالغاء كفالتها وابلاغها بالعودة الى المخيم.

عندما حاولت الاستفسار عن السبب لم تلقَ اجابة وافية، فقط ذيلت كفالتها بجملة للاحتفاظ حتى إشعار آخر...
الكلمة ذاتها ذيلت محاولة تكفيل ثانية لسجا..

أما غصون (33 عاما) فكان "التريث" مصير كفالتها واختها وزوجها وأطفالهما الثلاثة الذين خرجوا بـ "ليل ما فيه ضو قمر" بحسب غصون اذ اجبر زوج اختها على الرحيل الفوري بعد مساعدته لبعض جرحى احداث العنف الدائرة في سوريا منذ نيسان 2011.

الامر ذاتة حصل لـلفلسطيني عياش الشمايلة (29 عاما) وزوجته وطفليه؛ الذي وصل الاردن عبر الشيك في 8 اذار الماضي ايضا وتم التحفظ عليه. 

لكن لم ترصد  اي تحفظ على اي من المدنيين السوريين ولم يشتك احد منهم من صعوبة الكفالة، والصعوبات كانت تتمثل بايجاد كفيل اردني او توفير قيمة الكفالة والتي تبلغ 15 ديناراً للفرد الواحد. 


السلطات الاردنية تتحفظ على ما يقرب المئة شخص من فلسطينيي سوريا وممن يحملون وثائق سورية مؤقتة (جواز سفر سنتين)، من بينهم 17-18 عائلة واكثر من 30 شخصاً جاءوا فرادى بحسب ما رصدت عمون في زيارة لمخيم البشابشة للاجئين السوريين قبل اسبوعين.

 حاولت الاستفسار من وزارة الداخلية عن سبب التحفظ على الفلسطينيين الفارين من سوريا، وكان ردّ الناطق الاعلامي باسم الوزارة زياد الزعبي أن "الاجابة لدى وزير الداخلية"...

صحف اسرائيلية، منها الجيروسليم بوست، ذكرت الاسبوع المنصرم ان السبب بحسب مصادر لم تعلن عنها هو حساسية الاردن من مسألة توطين الفلسطينيين في المملكة ومسألة الوطن البديل الامر الذي لم يؤكده او ينفه اي مصدر في الداخلية.
سرت إشاعات في المخيم أن السبب يعود إلى اشتراك اهالي من في المخيم في اشتباكات السبعين "ايلول الاسود" لكن لم تستطع عمون التأكد من صدق المعلومة بسبب " تحفظ الداخلية" على ملف الفارين من سوريا للاردن والذين يقدر عددهم بأكثر من 100 ألف.


علها "التغريبة" القاسم المشترك بين كل من فر سواء كان سورياً او فلسطينياً فعندما تدور رحى الموت تطحن كل روح يضعها القدر أمامها، لكن تغريبة الفلسطينيين اوغلت في القدم حتى اصبحت على ما يبدو وكأنها صفة وراثية.