صحيفة العرّاب

خدّروه، فقتلوا خلايا دماغه: عثمان، طفل آخر يفقد مستقبله بالأخطاء الطبية!

مرة أخرى يظهر في الجهاز الطبي من عم غير قادرين على التعامل الإنساني، ومن هم غير قادرين على الإحساس بأهمية حياة الإنسان، وخصوصاً الأطفال.

  
الرسالة التالية وردتنا من السيد بسام ابو زيد والد الطفل عثمان، والذي يروي فيها سلسلة من الأحداث الغريبة والعجيبة والإهمال الطبي والأخطاء التي حصلت مع إبنه في أحد مستشفيات إربد، وكانت نتيجتها أن ابنه، وبعد 5 شهور من الحادثة، يرقد حالياً على سرير الشفاء في المدينة الطبية مصاباً بتلف في خلايا الدماغ، وغير قادر إدراك ما حوله، ولا معرفة أهله، ولا حتى تناول الطعام أو الشراب دون مساعدة.
 
وفي اتصال هاتفي أوضح السيد بسام لـ"" أنه لم يستفق بعد من هول ما جرى، وأكد أنه سيسير في إجراءات مقاضاة المستشفى، والذي لم يبادر أحد من إدارته طوال شهور بعد الحادثة بالاتصال للاطمئنان على ابنه، ولكنه سارعوا فوراً للحضور وادّعاء الاهتمام بعد أن رفع قضية ضدهم.
 
وفيما يلي نص الرسالة التي توضح التفاصيل:
 
 
لقد كان صباحا جميلا جدا وصل جماله حدا أقلقني وجعلني استعيذ بالله من الشيطان الرجيم. في اليوم السابق كنا انا وزوجتي فرحين جدا باللباس الجديد الذي قمنا بشرائه لابننا الغالي عثمان كي يرتديه مستقبلا المهنئين بقيامه بالسلامة من العملية التي سيجريها في اليوم التالي.
 
ابتدأت قصتي مع المجهول قبل قرابة الشهرين حينما قررنا أنا وزوجتي بعد موافقة جدة عثمان وجدة بعد طول ممانعة ان نجري له عملية جراحية صغرى لاستئصال لحمية زائدة في الانف ولأن عثمان هو المحبوب والغالي قررت أن اجري له العملية في مستشفى خاص في اربد لظني ان العناية به ستكون مختلفة ومركزة. وفي صباح اليوم المشئوم غنيت لعثمان ولعبت معه صباحا وقام بسبي وضربي بتمتمات ابن الثمانية عشر شهرا. ورغم سعادتي الغامرة الا أن شيئا كان بين اللحظة والأخرى يمسح الابتسامة عن وجهي وكأنه يقول:" والله يا مسكين منته عارف شوه القدر مخبيلك".
 
 وصلنا المستشفى وكان عثمان يركض أمامي فرحا بمنظر البلاط الملمع والكاونتر الفخم وما أن جلسنا حتى تلقف الطبيب عثمان من يدي وأدخله غرفة العمليات وهنا عرفت أن شيئا ما سيحدث كوني شعرت بعدم القدرة على الوقوف لاتبعه إلى باب غرفة العمليات. لقد سبق وتم اعلامي ان العملية لا تستغرق سوى دقائق لكن ساعة كاملة مرت وقرابة الساعة الأخرى ونحن نضرب الأخماس في الأسداس والكل يوسوس من حولنا ونحن لا جرأة لدينا للسؤال حتى لا نسمع ما يزعجنا. وفي هذه الاثناء اخبرنا طيف ما : " اطمأنوا قاعدين بيصحوا فيه الحمد لله عسلامته". لكن عثمان لم يخرج من غرفة العمليات بعد. والتحركات أصبحت مريبة من حولنا فهنالك ارتباك واضح على الوجوه من حولنا. وفجأة يخرج صاحب البشارة ليخبرنا بالتالي:" ابنكو مش راضي يصحى من البنج" وبكل برودة أعصاب أضاف :"احتمال انه عنده تحسس من البنج اللي أخذه, هوه فيه حدا بعيلتكو بيتحسس من البنج؟". ما شاء الله وتبارك الله على الدكتور اللي بيسأل عن التحسس بعد العملية!
 
أما نحن فكنا بين المنهار والمغمى عليه والباكي والجالس الملتصق بمقعده لا يقوى على الحراك. كنت اقرص نفسي كي استفيق من هذا الكابوس. والله وحده العالم أنني ما زلت أتوقع أن أصحو فأجده كابوسا كل يوم. ويصرح طبيبنا المختار بعدها بالتالي:" المشكلة انه فيه ابرة مضادة لهالحالة بس مش موجودة عندنا ولا موجودة بكل مستشفيات اربد ولا بمستشفى الملك عبد الله ولا بالمدينة الطبية ولا ولا ...............!
 
" طيب وشوه الحل مشان الله ابني قاعد بيموت اعملوا اشي!" وبعد مرور الساعة الثالثة على بدء العملية يخرج طبيبنا المختار بالبشارة الثانية وهي :" الابرة موجودة بمركز الامل للسرطان بس ما فيش حدا يجيبها بدنا تروح تجيب إلنا إياها! سيارتك معك؟ اذا مش معك خذ تكسي؟ بس استعجل شويه !
 
"طيب يا جماعة أنا قاعد برجف كيف بدي اسوق؟! بعدين أنا ما بعرف وين مركز الأمل للسرطان! وبعدين وين الامبلنص ؟ مش أنا بمستشفى والمستشفى فيه أمبلنص؟"
 
 
 
" والله هوه فيه امبلنص بس ما فيش سايق! بدك تتحملنا وبلاش نضيع وقت الله بيعينك وقف لك تكسي!"
 
وقطعت الشارع المقابل وكادت ان تدهسني سيارة وفجأة رأيتهم يلوحون لي بيدهم وأمي تدعو لهم:" الله يبارك فيكو يا خالتي." وإذ بأحد أفراد المستشفى والذي علمت لاحقا انه مسؤول المختبر يأخذني بيدي ويقول:" توكل على الله دبرناك" فتبعته لا ادري إلى أين وركبنا سيارته التويوتا القديمة والتي لم تعمل بطاريتها في البداية وأنا ساكن معلق الذهن بين السماء والأرض واردد:"اللهم لا نسألك رد القضاء وانما نسألك اللطف فيه. يارب لطفك."
 
وفجأة وجدت نفسي أمام إحدى البنايات والأخ صاحب النخوة( مش عندي!) "وين راح الزلمة يا جماعة ؟ وفجأة وجدته أمامي يقول ترى اقنعت ابني بالموت انه يوخذك على عمان بسيارتنا المكندشة وراعاك والله بده منك بس خمسة وعشرين ليرة!!!؟
 
وأربعين ديناروروحنا وهيك بيكون مر خمس ساعات على بدء المشكلة وبعد ساعة تم تبليغي انه يجب نقل الطفل لمستشفى الملك عبدالله لعدم توفر الإمكانيات والأجهزة في المستشفى المحترم اللي أجرى العملية! وبعده ابتدأت المعاناة لانة عثمان الغالي دخل في غيبوبة وأمضى فترة أسبوعين على الأجهزة ولما الفاتورة ثقلت شوية وفاقت الست ألاف دينار نقلنا عثمان للمدينة الطبية ليخرج الى بيته الذي مازال ينتظرالاحتفال بالعملية قبل شهرين ولبدلته الجديدة التي تحتصنها امه يوميا قبل النوم وتقول :"قوم يمه البس طقمك الجديد, قوم بلكي الجدة قامت من الفراش اللي لزمته من يوم الحادث قوم يمه بلكي جدك يطيب صداعة وأبوك يرجع يمزح!؟.
 
بس الواقع انه عثمان ما بسمع ولا بيشوف ولا بيقوم ولا بيلعب ولا ......ولا !ربنا كبير وما بينسى حدا من رحمته وتفاقيد الله رحمه.
 
الطريف في الموضوع _والله على ما اقول شهيد_ انه لم يتصل بنا او يطمئن علينا أحد من ادارة المستشفى حتى هذه اللحظة وقد كنت انادي بالتسامح معهم باديء الامر وحتى بعد الشهر الاول من هذا المصاب.
 
والله انكم لم تتركوا للرحمة مكان ولا للتسامح محل ولا للعفو طريق ووالله اني لمقاضيكم في الدنيا بأقصى ما استطاع القضاء ان يقضي ومقاضيكم امام الله يوم الحشر.
 
 فاليوم ابني وغدا ابنكم وبعده ...... جميع اطفال المملكة يتم تخديرهم بهذا النوع من المخدر!!!!!!
 
ملحوظة: هذا النوع من التحسس (حسب التشخيص) يصيب اشخاص عندهم تحسس شديد منه وقد اوجد العلم ابرة مضادة للارتفاع الهائل في الانزيمات والحرارة وهي ابرة يجب ان تعطى فور ظهور الاعراض على الضحية وتدعى هذه الابرة dantroline وهي شرط واجب التوفر_ حسب قوانين منظمة الصحة العالمية_ في أي مستشفى يستحدم هذا النوع من البنج بالاضافة الى وجوب توفر طاقم مدرب على التعامل مع مثل هذه الحالة ووجوب توفر بدلة ثلجية يوضع فيها المريض للمساعدة في خفض الحرارة الخبيثة. وللاسف لم يكن في المستشفى أي من الأمور السابقة.
 
 
 
والد الطفل
 
 بسام ابو زيد