صحيفة العرّاب

منظمات يهودية أمريكية تتهم الأتراك بـ "معاداة السامية"

 عبرت قيادات منظمات يهودية أمريكية نافذة عن قلقها العميق مما وصفته بـ "الموجة الحالية من مظاهر معاداة السامية في تركيا"، وذلك بعد أيام قليلة من انتهاء العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع فزة والذي قوبل بانتقادات شعبية ورسمية عنيفة من قبل الأتراك.

 وكانت المدن التركية شهدت انطلاق مظاهرات ضخمة تندد بالعدوان الإسرائيلي الذي بدأ في 27 ديسمبر 2008 واستمر لمدة ثلاثة أسابيع، مخلفا أكثر من 1300 شهيد ثلثهم تقريبا من النساء والأطفال، وأكثر من 5300 جريح.
 
وأعربت المنظمات اليهودية في خطاب بعثت به إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، عن معارضتها للموقف التركي بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصريحات أردوجان المنددة بالعدوان.
 
وكان رئيس الوزراء التركي قد انتقد بشدة العدوان الإسرائيلي، كما وصفه بالإهانة لتركيا، التي كانت تقوم بدور وساطة بين إسرائيل وسوريا.
 
وجاء في الخطاب، الذي حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: "نحن نعتقد بقوة أن مسئولية الصراع تقع على منظمة حماس الإرهابية، وأن إسرائيل مسموح لها، بل ملزمة، بممارسة حق الدفاع عن النفس".
 
ووقع على الخطاب ديفيد هاريس المدير التنفيذي للجنة الأمريكية اليهودية، وأبراهام فوكسمان، مدير رابطة مكافحة التشهير، ودانيال مارياشين، نائب مدير منظمة بناي بريث الدولية، وتوماس نيومان، مدير المعهد اليهودي لشئون الأمن القومي (جنسا)، ومالكولم هونلين، رئيس مؤتمر المنظمات الأمريكية اليهودية الكبرى، وهو ائتلاف يضم أكثر من 50 منظمة يهودية أمريكية.
 
وكان أردوجان شن هجوماً عنيفاً على إسرائيل في السادس من الشهر الحالي بسبب عدوانها على قطاع غزة والذي بدأ في الـ 27 من ديسمبر الماضي واستمر ثلاثة اسابيع، وقال ان التاريخ سيحاسب قادتها.
 
وقال إن تركيا حكومة ودولة وشعبا لا ولن تكون ألى جانب الظالمين الإسرائيليين داعيا المجتمع الدولي للعمل العاجل من أجل وضع حد نهائي لهذا الظلم الغاشم.
 
وخاطب أردوجان وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني ووزير الدفاع أيهود باراك وقال إن التاريخ سيسجل لكما هذا العار، داعيا إياهما للتخلي عن الحسابات الضيقة الخاصة بالانتخابات وقال ان دماء الأطفال والنساء والعزل من الفلسطينيين يجب أن لا تكون ثمنا لهذه الحسابات.
 
وأضاف أن الأتراك العثمانيين أنقذوا أجداد ليفني وباراك من مظالم الصليبيين في أسبانيا عام 1490 لدى سقوط الدولة الأندلسية. ورد أردوجان على انتقادات الإسرائيليين له فيما يتعلق باتخاذ مواقف عاطفية تضامنية مع الشعب الفلسطيني وقال "نعم أنا عاطفي عندما أرى ما تفعله الهمجية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين".
 
وأضاف: أن هذه الهمجية لطخة عار في جبين البشرية جمعاء وأن تركيا حكومة ودولة وأمة لا ولن تغفر لالإسرائيليين هذه المظالم".
 
وقال إن حكام تل أبيب أغلقوا آذانهم على كل صوت شريف وإنساني وأضاف أن المظاهرات التي خرجت وتخرج يوميا في كل مدن تركيا تعكس بكل وضوح حساسيات الشعب التركي وتعاطفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وأن أحدا لا يستطيع أن يتجاهل رد الفعل الشعبي في تركيا.
 
وحمل أردوجان إسرائيل مسؤولية الحرب وقال عنها إنها لم تحترم شروط التهدئة على الرغم من التزام حماس بها وأشار إلى الحصار غير الإنساني لغزة منذ عامين ووصتف الموقف الإسرائيلي بأنه غير إنساني وظالم وغير مقبول.
 
وذكر أردوجان بمعاملة السلطات الإسرائيلية له عندما أجبرته على الانتظار في سيارته أكثر من 30 دقيقة عندما أراد زيارة رام الله وقال إن هذه السلطات التي تعامل رئيس وزراء دولة مهمة مثل تركيا هكذا فكيف لها أن تعامل الشعب الفلسطيني بإنسانية؟
 
واعتبر أردوغان فلسطين قضية كل العرب والأتراك والشرفاء في جميع أنحاء العالم وقال إنه دون حل المشكلة الفسطينية فلن يكون هناك أمن واستقرار وسلام في العالم.