صحيفة العرّاب

أطباء عائدون من غزة يروون قصصا «اعجازية» حدثت خلال إسعافهم لجرحى العدوان

 روى اطباء اردنيون عائدون من ركام الدمار والجراح التي خلفها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قصصا "اعجازية" في عالم الطب المجرد جعلتهم يعتقدون بان ايادي خفية كانت تساعدهم في اسعاف جرحى العدوان. الاطباء العائدون من القطاع لم يجدوا تفسيرا طبيا لمساهمتهم في انقاذ حياة العديد من الاصابات "الميئوس منها" والتي دبت فيها الحياة من جديد بعد ان كان ضغطها ينخفض الى حدود لا يمكن ان يبقى معها المصاب على قيد الحياة لتعود نبضات قلبه تدق بقوة. العناية الالهية كما قال الاطباء هي التي كانت تتدخل فيما لم يكونوا هم الا مجرد سبب في انقاذ حياة الجرحى ومن كانوا يحسبون في عداد الشهداء.

 وكما يقول الجراح الدكتور حسام الدين الزاغة العائد من القطاع لوان الحالات التي شاهدناها في القطاع كانت في اي مستشفى جراحي في الاردن لاعتبرناها حالات "ميئوس منها". ومن بين تلك الحالات كما يشير الدكتور الزاغة بتر فوق الركبة على الناحيتين ، وشظايا في البطن والصدر مع تجمع دموي داخل البطن والصدر ، واصابات نافذة في الرقبة مع نزيف ، واصابات في الدماغ وخروج مادة الدماغ من الجرح ، وخروج المصران الغليظ من البطن.
 
ويؤكد ان العناية الالهية وسرعة التصرف ساعدت كثيرا في انقاذ حياة الجرحى حيث كان اكثر من جراح يشترك في عملية واحدة ، فكانت الحياة تعود للمصاب فيما كانت نسبة الوفيات بين تلك الحالات قليلة.
 
واذا كانت العناية الالهية تدخلت لتنقذ حياة الاف الجرحى الا ان حالة احد المقاومين الذين تم اسعافهم في مجمع الشفاء جعلت الاطباء مدهوشين. المقاوم الذي اسعفه الجراحون الاردنيون حسام الدين الزاغة وحمدي ابوالعدس وصل الى المجمع وقد تقطعت اطرافه السفلية وقد اصيب بشظايا صاروخ انتشرت في مختلف انحاء جسده اخترقت احداها كتيب اذكار الصباح والمساء واخر" لحصن المسلم" لتستقر بعدها عند بداية سورة الكهف في منتصف مصحف كان يعلو قلبه. ويضيف الزاغة قائلا: عندما بدأت بخلع قميص الجريح لاحظت وجود شيء في جيب قميصه الايسر ، كان مصحفا وكتيب اذكار الصباح والمساء وورد حصن المسلم وما ان اخرجتها من جيبه حتى رأيت ان كتيب الورد ثقبته شظية قاتلة استقرت في قلب المصحف الشريف فيما كانت بطريقها الى قلب المجاهد.
 
ولوان الشظية وصلت الى قلب المجاهد لمات ، واشار انه اجريت للمصاب عملية جراحية في البطن لاخراج عدة شظايا استقرت في جسده وادت الى تمزيق امعائه. وبين ان جميع اصابات المقاومين كانت عبارة عن بتر فوق الركبة وعلى الجانبين نتيجة لنوعية الصواريخ التي كانت تطلق من طائرات "الزنانة" وهوالاسم الذي يطلقه اهل غزة على الطائرات بدون طيار.
 
وينوي الزاغة عرض المصحف والقصة كاملة على اكبر عدد من الجمهور العربي والاسلامي.
 
وقال لابأس اذا ما تم عرض المصحف وكتيب الاذكار وحصن المسلم للبيع بالمزاد العلني سواء داخل المملكة اوخارجها لصالح جهود اغاثة اهل القطاع واعادة اعمار البشر والحجر هناك.
 
اما المشهد الذي لم يفارق الزاغة فهومشهد تلك الطفلة التي قدمت الى مجمع الشفاء ماشية على قدميها وقد تعرضت لبتر احدى يديها عند الكوع فيما كانت تضع يدها الاخرى على بطنها وعندما قام برفع يدها عن بطنها تبين انها كانت تحمل امعاءها التي خرجت عن جدار البطن نتيجة لشظية صاروخ اصابتها لتكتب لها الحياة من جديد.