صحيفة العرّاب

من عجائب تشكيل الحكومة الفلسطينية

  بعد اقامة السلطة الفلسطينية كان ابو عمار رئيس السلطة ورئيس الوزراء فاخذ يشكل الحكومات غيابيا مثل الاحكام الغيابية فينتظر المستوزرين ظهور اسمائهم في الكشف الوزاري للحكومة مثل نتائج الثانوية العامة .

ابو عمار ولد قائدا عسكريا ومثل كل القادة العسكريين لايؤمنون بالمشاورات وانما بإصدار التعليمات أي نفذ ثم ناقش أي انه كان يأتي الموضوع من اخره .

 شكل الحكومة الاولى واجريت الانتخابات التشريعية والرئاسية في يناير 1996 ثم استقالت وبقيت السلطة حتى ايار 1996 بدون حكومة .

المثير في الموضوع ان احدا في السلطة لم يشعر بان البلد بدون حكومة فالأمور تسير على احسن ما يرام والوزارات تعمل كما يجب . وبعد تشكيل الحكومة الثانية اعلن ابو عمار عن تشكيلة الحكومة وفوجئنا في حينها ان الوزراء المعينين كانوا اخر من يعلم بدون مشاورات مسبقة معهم فخرجت حنان عشراوي واعلنت استقالتها لانها لاتريد وزارة كذا وتريد وزارة اخرى واظن ان وزير اخر استقال وبعد فترة مات وزيرين ومرت فترة طويلة سنة او اكثر بدون اجراء تعديل وزاري للحقائب الوزارية الشاغرة واي وزير يذهب يتولى ابو عمار وزارته تلقائيا .

كانت مرحلة الفن الجميل لا دوشة ولا وجع راس ولكن الانتقادات تزايدت واصبح الجميع يطالب ابو عمار بمشاورات وحوارات ففعل ابو عمار كل ذلك .

وجاءت مرحلة تقرر تشكيل حكومة طوارئ لمدة شهر لحين تشكيل حكومة دائمة برئاسة احمد قريع .. لنتخيل ان مشاورات لتشكيل حكومة طوارئ مدتها شهر استغرقت اكثر من شهرين حوارات ومشاورات ووجع راس وفصيل رايح وفصيل جاي وكل فصيل حامل كشف بأسماء وزراء مرشحين حتى بلغ عدد المرشحين على مكتب ابو العلاء احمد قريع 104 مرشحا !!

ومنذ ذلك الوقت اصبح تشكيل أي حكومة بمثابة فضيحة بجلاجل بما يسبقها ويرافقها من اتهامات متبادلة وتسريبات صحفية لأسماء مستوزرين ونشغل الساحة الفلسطينية والفضائيات العربية بمناكفات واتهامات وهذا الحال لا يشبهنا فيه الا الحال اللبناني فقط .

دائما نتابع في وسائل الاعلام ان دولة كذا بصدد تشكيل حكومة جديدة ثم يعلن عن الحكومة بعد ايام او اسابيع وانتهى الامر .

لدينا شاغر لست حقائب وزارية في حكومة فياض والمسلسل يتكرر والتسريبات الصحفية شغالة لمستوزرين ومناكفات والفصائل تقول لم نقدم مرشحينا بعد كما جرت العادة .

في برنامج كوميدي على فضائية ام بي سي سال مذيع زميله ما اسم وزير الثقافة السوري ؟ فصمت لأنه لا يعرف ..ما اسم وزير الاعلام في مصر؟ فصمت ايضا .وسأله ما اسم وزير الثقافة اللبناني .. وكانت النكتة اندفع يجيب باستفاضة : وزير الثقافة غازي العريضي ينتمي الى حزب كذا وزير الاعلام فلان وينتمي الى حزب كذا وزير الشباب فلان وزير ..الخ وذكر كل الوزراء ثم اخذ يشرح عن الاحزاب والتيارات السياسية في لبنان والاكثرية والنص زائد واحد ...الخ .

نتفق مع لبنان في قلة التواضع نتخيل اننا دول عظمى وكاننا محور الكون رغم اننا ولبنان كلانا في ازمة داخلية وخارجية .. يفترض ان نعود الى الزمن الجميل عندما كان ابو عمار يعين الحكومات بدون مشاورات مع الوزراء انفسهم والله اريح لنا وللشعب التعبان من تنافس المستوزرين وصراعاتهم ..ولا حل الا بحوار ثنائي بين الرئيس ابو مازن والدكتور سلام فياض واجراء التعديل الوزاري اللازم واغلاق هذا الموضوع .