صحيفة العرّاب

أيها الاسلاميون إرفعوا أيديكم عن المخيمات .. فهم والوطن بخير !!

 تتضارب مواقف الاسلاميين تجاه الحراك الشعبي بكل أطيافه وتطلعاته ومطالبه، فتارة تراهم مع اسقاط الحكومة، وأخرى يتسيدون حوارات ولقاءات الحكومة وتحت قاعدة "يا رضى الله ويا رضى الحكومة"، إلا أن توجهاتهم الأخيرة باختراق الحراكات الشعبية الاحتجاجية بدأت تلفت أنظار المراقبين السياسيين ، فتوجه الاسلاميين مؤخرا باختراق المخيمات لا تفسير او ترجمة له سوى انه نوع خاص من الاتجار بالبشر، وبموقفهم وبقناعاته، وهو الامر الذي اعتبره بأنه أحد أسوء أشكال الاستغلال للمخيم وعنوانه، وفي استغلال انتهازي يراد به التصيد السياسي على حساب اهل المخيمات .

 
توجه الاسلاميين للمخيمات هو مؤشر واضح يقول بالإفلاس الفكري والمنهجي وقبلاً وهو الأهم الافلاس الشعبي ، فلم يعد الشارع الاردني هو ذاته في العام 1993 وهو ليس ذاته في العام الحالي بعد انتكاسات لوضع وثقل الاسلاميين في وزنهم السياسي في الاردن، وعليه لم يعد المواطن بالنسبة للاسلامين ورقتهم الرابحة  ومن الجيد أن يلتفتوا مبكرا إلى أن رهانهم على أن قواعدهم الشعبية لا زالت تصب في معاقلهم / فهم بكل الاحتمالات والتوقعات بل والحتميات هم خاسرون .
 
ورب سائل عن هدف الاسلاميين في اقتحامهم لمناطق المخيمات، ومحاولتهم ركوب موجة الربيع الاردني ليحملوها معهم إلى عمق المخيم وإقحامه بالمقابل في مواجهة مع السلطة وهو الذي اتخذ قراره منذ البداية بعدم المشاركة ، فلماذا تحول حراك الاسلاميين من حراك سياسي إلى حراك لا وصف له سوى انه تعبوي ؟؟؟
 
الاسلاميون وبعد أن استيقنوا أن لا خبزاً لهم في الشارع الشعبي، التفوا حول هذه الحقيقة المفاجأة لهم، ليبدأوا بمناورتهم في استخدام هذا الشارع الذي نأى وابتعد عنهم، ليكون أداة ضرب وضغط على الحكومة وليس مستبعدا على مؤسسة الدولة كنظام، .
 
ابناء المخيمات من الاردنين ومن حملة الرقم الوطني الاردني ، هم اردنيون دستوريا وأخويا ودمويا، وقد امتزجت دماء شرقي النهر بدماء غربيه، وكان على الاسلاميين ان يحترموا قرار المخيمات بعدم المشاركة بالحراك الاحتجاجي لقناعتهم بأنه حراك تم امتطاؤه من قبل الاسلاميين الباحثين عن تجييش وتجيير الشارع لصالح مكتسبهم السياسي وثقلهم التنظيمي، ولصالح استخدام المخيمات أداة ضغط وتهديد على الحكومة والدولة .
 
أي استهتار هذا الذي يدفع بالاسلاميين لتوظيف بوتقة الشعب لمصالحهم الشخصية الضيقة، وأي تعنت هذا الذي يمنعهم من استيعاب فكرة أن الشارع الاردني يتمترس خلف ارادة واعية لا يمكن تجييشها الا للوطن وقيادته ولا ضير من تجييرها للحفاظ على مكتسبه الدستوري ، لا أن يستهين الاسلاميون بارادة ووعي الشعب والتعامل معهم بمنهج عبودية كأنهم أحجار على رقعة شطرنج الاسلاميين وكأن لا لاعب في الميدان غير حميدانهم !
 
الم يجد الاسلاميون غير ابناء المخيمات ليهددوا فيها الحكومة، وأين الاسلاميون عن المخيمات ابان وقبل الحراك الاحتجاجي الذي دخل عامع الثاني بعد النصف، لماذا تذكروا المخيمات الان ؟؟
 
 
هذا أسلوب يراد منه دفع المخيمات للواجهة، وادخالها عنوة كطرف في الصراع السياسي على السلطة، وهناك كثرة مستثارة من فكرة احتمال توظيف المخيم على يد تيار سياسي، وهي فكرة تستدعي قصص قديمة، تعب الناس وجهدوا في محو آثارها.
 
المخيمات ليست صفاً ثانياً، ولا مجتمعاً انسانياً في الظل، لان المخيم محترم وانتج النائب والوزير، فلا مشكلة في ذلك، لكنها قصة التوظيف الانتهازي للاماكن والناس والارث، تحت شعارات براقة، فان لم يكن الاصلاح السياسي كان الاعتراض على رفع الاسعار.
 
حاولوا الاسلاميون قبل شهور  تحريك كل المخيمات في الاردن، وتسييلهم نحو الفوضى الخلاقة، لولا صحوة العقلاء فيها، والذي يقال هنا ان من حق المواطن في المخيم ان ينضم الى اي حراك عام، دون ان فلماذا يصر الاسلاميون على اعتبار ابناء المخيمات كأنهم مواطنين درجة ثالثة، وابن المخيم مواطن، وبامكانه الانتساب الى حزب والوصول للنيابة والوزارة، فهوليس مواطناً اقل من غيره، وبامكانه ان يفعل كل ذلك عبر المحافظة، دون ان يفتح باب المخيم لاستغلا وجشع الاسلاميين الذي وصل الى مرحلة الخطر على نفسه وعلى المواطن وعلى الوطن .. فيا أيها الاسلاميون ارفعوا أيدكم عن المخيمات .. فهي والوطن بخير !!
اخبار البلد