صحيفة العرّاب

فيسك: نسخة جديدة من الضباط الأحرار في المخابرات تدعم مرسي والفائز هو شفيق

 :بأسلوب خيالي قدم الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك تصوره لما تزخر به القاهرة من أحداث وصلت ذروتها باعتلاء المرشح الإخواني محمد مرسي قمة السلطة في أكبر دولة عربية.

 في المقال الذي نشره الاثنين بصحيفة الإندبندنت البريطانية. نقل فيسك عمن أطلق عليه "الثعلب" الذي يتلصص لسماع كل همسة أن مرسي قابل قبل ظهور نتيجة الانتخابات أربعة من كبار قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأنه وافق في هذا اللقاء على أن يقسم اليمين أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا بدلا من مجلس الشعب المنحل بحكم من المحكمة نفسها، وهذا بالضبط ما فعله يوم السبت الماضي.
 
مقال روبرت فيسك في \"الاندبندنت\"
مقال روبرت فيسك في \"الاندبندنت\"
ويشير فيسك إلى "أن هناك حقيقة وراء هذه الأقوال إن صدقت، هي أن بعض ضباط الاستخبارات الحربية المصرية غاضبون من تصرفات بعض أعضاء العسكري، خصوصا الأربعة الكبار الذين التقوا مرسي، وتطمح نحو ثورة صغيرى للاطاحة بالجنرالات الفاسدين، الذين يسيطرون على ثلث الاقتصاد المصري في مشروعات مربحة تشمل مراكز تسوق وبنوك وكميات كبيرة من الممتلكات".
 ويطلق هؤلاء الضباط على أنفسهم "الضباط الأحرار الجدد" وهي نسخة جديدة من حركة الضباط الأحرار التي أطاحت بالملك فاروق في مطلع خمسينيات القرن الماضي.
 يذكر أن الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة شن منذ أيام هجوما شديدا على المجلس العسكري وعلى رأسه المشير محمد حسين طنطاوي، واتهمهم بالخضوع لضغوط المخابرات الحربية ومديره اللواء عبدالفتاح السيسي الذي اتهمه بأنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وأن بعض أفراد أسرته يرتدين النقاب و"الجوانتي".
 ورد بيان من المجلس العسكري على هذه الاتهامات بأن "ذلك إدعاء كاذب وإفك، فمع احترامنا الكامل لجماعة الإخوان المسلمين كأحد شرائح المجتمع المصري ولها كامل التقدير إلا أن قواعد العمل في القوات المسلحة المصرية والأجهزة الأمنية بصفة خاصة يمنع من الالتحاق بها كل من له توجه ديني أو عقائدي يخالف الحدود الطبيعية المتعارف عليها، ولا يتم حتى تجنيد هؤلاء الشباب صغار السن عند التحاقهم بالخدمة العسكرية فور اكتشاف ذلك فالانتماء والولاء داخل القوات المسلحة لمصر فقط وليس لأشخاص لأن التضحية بالروح والدم لا تكون إلا من أجل الوطن" .
 وأضاف البيان "إن التعرض لأسرة أحد قيادات القوات المسلحة واتهامهم بارتداء النقاب والجوانتي أمر غريب ولكننا مضطرون آسفين أن نُذّكر الدكتور توفيق عكاشة بأنه لا توجد منقبات في زوجات ضباط القوات المسلحة الحاليين والمتواجدين في الخدمة بل إن هناك مطالب كثيرة من ضباط متقاعدين للسماح لزوجاتهم المنقبات بدخول نوادي ضباط القوات المسلحة، أما الحجاب فهو حرية شخصية".

مقال فيسك:

قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك، نقلاً عن مصدر له أسماه "ثعلبًا" في ميدان التحرير، إن خوف الجيش من نزول مئات الآلاف من مؤيدي الإخوان إلى الشوارع والتجمع في ميدان التحرير دفعهم لـ"ليّ" النتائج وإعطاء الفوز لمرسي.

جاء ذلك فى مقال فيسك المنشور اليوم الإثنين بجريدة الإندبندنت البريطانية وتناول فيه الشائعات السائدة في الشارع المصري بعد انتخاب محمد مرسي كأول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير.

ويكتب فيسك مقاله بأسلوب الحكاية الخرافية "فيري تيل" في تناول عدد من هذه الشائعات المثيرة التي يضعها على لسان من يسميه "ثعلبًا في ميدان التحرير" يدعي أنه مطلع على كل شيء.

وينقل فيسك عن "ثعلبه" قوله: إن الناخبين المصريين قد صوتوا بنسبة 50.7 لمصلحة أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق مبارك مقابل 49.3 لمحمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين وحزبهم الحرية والعدالة، إلا أن خوف الجيش من نزول مئات الآلاف من مؤيدي الإخوان إلى الشوارع والتجمع في ميدان التحرير دفعهم للي النتائج وإعطاء الفوز لمرسي.

ويصف فيسك أن ثعلبه قد يكون مخادعًا، إلا أنه يدعي أن مرسي قد التقى بالفعل أربعة من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية قبيل أربعة أيام من إعلان نتائج الانتخابات، وأنه أبدى موافقته لهم على أداء اليمين للرئاسة أمام المحكمة الدستورية وليس البرلمان الجديد المنحل، وهو بالضبط ما فعله السبت الماضي.

ويقول فيسك: إن خلف هذه الشائعات معلومة قد تبدو صادمة إذا كانت حقيقية، وهي الاستخبارات العسكرية المصرية غاضبة من سلوك بعض أعضاء المجلس العسكري، خصوصًا الأعضاء الأربعة الذين التقوا مرسي، وأنه يريدون "ثورة صغيرة" للتخلص من الضباط الذين يتهمونهم بالفساد.

ويوضح أن هؤلاء العسكريين الشباب يطلقون على أنفسهم الضباط الليبراليين، وبنسخة مختلفة من حركة الضباط الأحرار التي أسقطت نظام حكم الملك فاروق الذين اتهموه بالفساد عام 1952.

ويكمل أن عددًا كبيرًا من ضباط الاستخبارات الشباب كانوا متعاطفين جدًا مع الثورة المصرية العام الماضي، وأن العديد منهم قد اغتيلوا على أيدي قناصة حكوميين في مظاهرات ميدان التحرير بعد وقت طويل من مغادرة مبارك.

ويرى فيسك أن القاهرة تضج بالحديث عن "الصفقة" وفي الغالب لكل صحيفة مصرية نسختها من كيفية وصول مرسي إلى الرئاسة، بيد أن أيًا منها لم يذهب إلى المدى الذي ذهب إليه "ثعلبه"، مثل قوله إن الاستخبارات العسكرية، كما بعض أعضاء المجلس العسكري، يرغبون في إزالة الجنرالات الذين يسيطرون على ثلث الاقتصاد المصري عبر احتيالات مربحة من بينها إدارة مراكز تسوق (مولات) كبيرة وبنوك وعدد هائل من العقارات، ويتساءل فيسك أين يقف مرسي من العلاقة بذلك؟ مستدركًا أنه حتى ثعلبه المطلع لا يعرف.

ويواصل فيسك جمع شائعاته متسائلا عن أسباب مغادرة شفيق إلى الإمارات بعد يوم من إعلان نتائج الانتخابات؟، وأنه قيل إنه ذهب ليؤدي العمرة في السعودية، وإن ثمة حديث عن قضية مرفوعة في المحكمة ضد شفيق ترجع إلى عهد مبارك.

ويتحدث فيسك في حكايته الخرافية عن أن "بلطجية" بملابس مدنية ممن اعتدوا على المتظاهرين في العام الماضي قد استخدموا لمنع المسيحيين من التصويت في بعض القرى المصرية، ويقول إن من المثير هنا أن فاروق سلطان رئيس لجنة الانتخابات قال في معرض مناقشته المخالفات قبل إعلان النتائج قبل ثمانية أيام: إنه لا يعرف من منع الناخبين في القرى من الوصول إلى مراكز الاقتراع.

كما يتحدث عن احتمال مفاتحة محمد البرادعي لتولي منصب رئيس الوزراء في محاولة لتهدئة الشارع ولكي تتقدم مصر بخطة اقتصادية إلى صندوق النقد الدولي لإقراضها المال الذي تحتاجه.

وينهي فيسك حكايته التي بدت أقرب إلى حكايات كليلة ودمنة وحصاد شائعاته في إشارة يفهم منها أنه يحاكي مناخ المبالغات السائد في الصحافة والشارع المصري، إذ يخلص إلى القول إن كل ما ذكره هي حكايات إلى حد بعيد ليست من النوع الذي يمكن إثباته، إلا أن مصر بنظره ليست بلدا يفسح المجال للحقائق الثابتة مادامت صحافته تبالغ في وصف الأمور كثيرًا. وأن ثمة حقيقة واحدة لا يمكن تجاهلها وهي أن "ثعلبه" يظهر أثر جرح رصاصة عمره نحو عام في قدمه الخلفية لإثبات أنه حيوان ثوري.