صحيفة العرّاب

ليلى الطرابلسي: في المطار فتشونا.. وضربوا بعضنا وصادروا الأموال

  لأول مرة منذ سقوط نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، تتحدث السيدة التونسية الأولى سابقاً ليلى طرابلسي، عن أيام الثورة التي غيرت مجرى التاريخ في تونس الخضراء.



تعود ليلى بن علي في كتابها "حقيقتي"، الذي صدر قبل أيام في العاصمة الفرنسية باريس، بالتفصيل إلى تاريخ 14 كانون الثاني (يناير) 2011، ذلك اليوم الذي شهد انهيار النظام التونسي ومغادرة عائلتها برفقة الرئيس إلى المملكة العربية السعودية.


ترصد ليلى بن علي من وجهة نظرها ساعة بساعة، ولحظة بلحظة الطريقة التي أُجبرت فيها على مغادرة بيتها في سيدي بوسعيد، ومن ثم تونس انطلاقاً من مطار العوينة العسكري وليس مطار قرطاج، مثلما أكد لها مدير الأمن الرئاسي علي السرياطي، إلى غاية التوقيفات التي طالت أفراد عائلتها، ومقربين منها.


وترد ليلى بن علي في هذا الكتاب أيضاً، على كل ما وصفته بادعاءات كاذبة وافتراءات غير مؤسسة نالت منها ومن أولادها، وهي التي وصفت بالمرأة المتكالبة على المال والسلطة.

وإن كانت زوجة الرئيس التونسي السابق، تعترف باستفادة أفراد عائلتها من الطرابلسية بتواطؤ من مؤسسات الدولة من خيرات تونس، إلا أنها تحدثت عن الكثير من التفاصيل في ما يخص اتهام قريبها بسرقة يخت في فرنسا، إلى ما سمته اللعبة المزدوجة التي لعبتها بعض الوجوه السياسية التونسية والدولية وعلى الخصوص الاستخبارات الفرنسية في الإطاحة بزوجها.

تفاصيل عدة تحاول من خلالها ليلى بن علي، دحض ما نشر وكتب عنها في هذا الكتاب، الذي نشرت ترجمة حلقات منه صحيفة القبس الكويتية وتنشره "الغد" بالاتفاق مع الزميلة القبس، وقد تمت صياغته انطلاقاً من مقابلات أجريت معها، لكنه في الواقع كتاب لا يمكن أن يرقى إلى مرتبة الوثيقة التاريخية التي يستأنس بها الباحث لمعرفة حقيقة ما جرى، فليلى بن علي، على عادة كل المُطاح بهم، تتحدث عن مؤامرة محبوكة في كتاب لا يملك بالتأكيد كل مفاتيح الحقيقة، لكنه يعبّر عن روايتها وعن الحقيقة كما تراها وتقول إنها عايشتها.


بتاريخ الخامس عشر من كانون الثاني (يناير)، اتصل الوزير الأول محمد غنوشي هاتفيا ببن علي، لكنه تحدث إليه بصفته رئيسا لتونس، وكأن شيئا لم يقع، ولكن حين أخبره زوجي بعودته إلى البلاد، ترجاه الوزير الأول ألا يعود، وقال له «ليس الآن سيدي، عليك أن تصبر بعض الوقت».


في اليوم التالي، عاود الرئيس الاتصال بالوزير الأول، ليطلب منه أدويته وجوازات سفرنا.. وفيما بعد كتب رسالة إلى فؤاد المبزع، الذي كان قد خلفه على رأس الدولة، ليعبر له عن سخطه ومفاجأته. لقد كان الرئيس واضحا جدا: لقد غادر مرغما بعد أن سقط ضحية فخ وخداع، وبما أن الدستور التونسي لم يتغير، فقد أكد له بأنه ما يزال هو الرئيس.

لم تصل الأدوية التي طلبها الرئيس من تونس، لكن أصدقاءنا السعوديين استقدموها له من الخارج، أما بالنسبة لجوازات سفرنا، فقد كان الرئيس حادا، ذلك أنه مهما كانت الظروف، يحق له ولأولاده ولزوجته الحصول على أوراق ثبوتية كمواطنين تونسيين.


بعد بضعة أسابيع أرسل لنا وزير الشؤون الخارجية كمال مرجان جوازات سفرنا عن طريق القنصلية التونسية في جدة.


وقد انشغلت خلال الأيام الأولى لإقامتنا في المملكة العربية السعودية، بمعرفة ما أصبح عليه أفراد عائلتينا، لقد كانوا مهددين بالسجن وبالتعرض للذل والمهانة.


عائلة تعيش الرعب


صبيحة الرابع عشر من كانون الثاني (يناير)، مثلما قلت، جمع علي السرياطي العائلة عندي في سيدي بوسعيد، وقد استعمل كل مواهبه لإجبارهم على مغادرة البلاد، بعد أن وعدهم بإرسال سيارات لتوصلهم الى المطار، وقد انتظروا طويلا لكنهم انتهوا إلى التنقل بوسائلهم الخاصة.


غادرتنا أختي جليلة وعائلتها في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، وكانت ستتوجه برفقة زوجها وأولادها إلى ايطاليا، لكنها أول من تم توقيفه من عائلتي في مطار قرطاج، أما أختي سميرة وزوجها وابنتها، فقد قرروا الذهاب إلى ليون الفرنسية، وكان مقررا أن يغادر في الرحلة نفسها أبناء شقيقي وهما عماد وشقيقه حسام ووالداتهما، بالاضافة الى شقيقة زوجي وأولادها وحفيد زوجي سفيان بن علي وأولاده الثلاثة.

حين خرجت من بيتي في حدود الساعة الرابعة عصرا، شاهدت وصول أحد المستخدمين فاقترب مني وقال إن أفراد العائلة موقوفون في المطار من دون أن يضيف أي توضيحات.

اتصلت بالسرياطي حتى أتبين الحقيقة، لكنه أكد لي أن أفراد عائلتي غادروا تونس، ورغم ذلك طلبت من موزع الهاتف في القصر أن يتصل باحدى شقيقاتي، لكن هواتفهن كانت مغلقة، فاستنتجت بأنهن على متن الطائرة، لذلك لم أحقق في الموضوع كما كان ذهني منشغلا بأمور أخرى، حيث كان علي أن أغادر أنا أيضا وكانت هناك تظاهرات ومخاطر كثيرة.


لو صدقت في أي لحظة من اللحظات ما كان ينقل إلي من معلومات لكنت تعاملت مع الوضع على الفور. كان زوجي ما يزال رئيسا وكنت قادرة على أن أطلب رؤية أفراد عائلتي وأسافر معهم في الطائرة ذاتها أو كنت سأبقى في تونس ببساطة. لم أتصور أبدا هذا السيناريو، حتى في آخر النهار، وإلا لما كنت دفعت أحفادي وأفراد عائلة بن علي الى الرحيل، معتقدة بأنهم سيغادرون التراب التونسي على الفور، وكان هناك أيضا شقيقاي مراد وحسام مع زوجتيهما وأطفالهما الذين كانوا يتوسلون إلي «خذينا معك، سيقتلوننا».


لقد دعوتهم إلى عدم القلق، وقلت بأن السرياطي أكد لي بأنهم سيغادرون في الساعة السابعة مساء على متن الرحلة المتوجهة إلى طرابلس، فيما كان المتوجهون إلى ليون الفرنسية قد غادروا.

كنت أثق في السرياطي وكان آخر واحد يمكن أن أشك في إخلاصه لنا.

 

30 من عائلة الطرابلسي رهن الاعتقال



كنت ما أزال في العونية حين اتصل بي ابن أخي عماد، كان يود الذهاب إلى المطار، لكنه حين وصل نصحته إحدى معارفه بالعودة للحيلولة دون توقيفه، فقلت له سأبعث لك بسائق حتى تلتحق بالعونية.

لكن عماد ارتكب حماقة حين اتصل بمكتبه، التقطت المكالمة وبسرعة تم تحديد مكانه ومن ثمة توقيفه.


في الساعة التي كنت سأغادر فيها تونس، كان حوالي 30 شخصا على الأقل، غالبيتهم من أفراد عائلتي، يعيشون كابوسا هو الأسوأ في حياتهم، بعد أن تم توقيفهم وتوثيق أيديهم، وما كنت أعرف.

في الواقع تم إلقاء القبض عليهم كرهائن، حيث كان بالإمكان التضحية بهم في أي وقت لمساومة بن علي، ولو رفض الرئيس المغادرة، لكانوا قتلوهم.


البعض الآخر من عائلتي حاول الهرب مثلما هو حال شقيقي مراد، الذي أوقف في اليوم التالي، أما أخي بلحسن فقد اتصل بالسرياطي بعد الظهر طالبا منه أن يحجز له أماكن له ولزوجته وأولاده على الرحلة المغادرة إلى ليون، لكن السرياطي قال له بأن الطائرة مكتظة، ولا وجود لأماكن، لذلك قرر بلحسن مغادرة البلاد عن طريق البحر.


حين وصل بلحسن إلى الميناء رفضوا منحه ترخيص المغادرة فاتصل بالسرياطي، الذي اتصل بدوره بخفر السواحل، الذين تركوه يغادر.


عند الساعة الرابعة عصرا، وبينما كان بلحسن في عرض البحر، اتصل به السرياطي مقترحا عليه السفر عبر الطائرة إلى ليون، بعد أن توافرت 7 مقاعد.

وإذا ما كنت أتذكر جيدا، فقد سمعت السرياطي وهو يبيع هذه المقاعد السبعة في الرحلة المتوجهة إلى ليون، لباقي أفراد عائلتي في الرابع عشر من كانون الثاني (يناير).

شقيق ليلى يهرب بحراً إلى إيطاليا


رفض أخي العرض كما رفض أيضا العودة، وقد بقي برفقة زوجته وأولاده في عرض البحر من دون ماء ولا أكل من أجل رحلة عبور استمرت 10 ساعات، أما ربان السفينة فقد حكم عليه بالسجن لمدة ثمانية أشهر بعد عودته إلى تونس.


خلال هذه الرحلة اتصل بلحسن بحارس بيته، الذي أخبره بأن الشرطة وبالتواطؤ مع بعض اللصوص دمروا البيت، وقد قادوا سيارة رباعية الدفع إلى غاية غرفة النوم محطمين بذلك أجزاء من المنزل، كما قاموا بتفكيك الأثاث وتخريب السقف والخزائن قبل أن يتقاسموا ما فيها.


لقد سرق أفراد الشرطة كل مدخرات الحارس خلال الأشهر الأخيرة، وكان هذا الرجل المغربي الأصل يبكي بحرقة.


هذه القصة أثرت في كثيرا، لقد كانت هناك خطة تحاك ضد أفراد عائلتينا، فقد صدرت أوامر بإحراق ممتلكاتهم منذ مساء الأربعاء. وقد بدأت أولى هذه الأعمال العدائية بحرق منزلي ابن شقيقي حسام ووالدته.


وتؤكد قصة أخرى فرضياتي، فبعد أن نقل السائق الذي أرسله السرياطي، سعاد في سيدي بوسعيد، عاد لنهب بيتها بمساعدة عشرات الأشخاص المعروفين في الحي.


فالسائق مثل أفراد الشرطة الذين اعتدوا على حارس بيت بلحسن، كانوا يعرفون من قبل ما الذي يخطط له، وكانوا يملكون الضوء الأخضر للاستيلاء على الأشياء الثمينة قبل الآخرين.


نسرين في العاصفة


بلغني بسرعة أن أخي بلحسن وصل برفقة عائلته الصغيرة إلى إيطاليا، وقد نجحوا في المغادرة إلى كندا، لكن لم يبلغني أي نبأ بشأن ابنتي الكبرى نسرين، ولا زوجها صخر ولا أولادهما. كنت أعرف أن العائلة ستقضي إجازة في كندا بداية كانون الثاني (يناير) قبل أن تتوجه إلى باريس.


في الثاني عشر من كانون الثاني (يناير) سافر صخر إلى تونس وغادرها يوم الخميس برفقة ابنه إبراهيم، وحين اتصلت بي نسرين هاتفيا بعد يومين من وصولنا إلى المملكة العربية السعودية، اعتقدت بأنها ستقيم مع زوجها وأولادها في المغرب لكنها أخبرتني بأنها في قطر.


بتاريخ الرابع عشر من كانون الثاني (يناير) وبسبب خوفها من مستجدات الوضع في تونس، اتصلت ابنتي نسرين بشقيقتها حليمة لتنصحها بنقل شقيقها إلى قصر قرطاج والبقاء إلى جانب والدها. وافقت حليمة هذا الرأي وذهبت إلى قصر قرطاج برفقة خطيبها، لكنها لم تر ضرورة في اصطحاب شقيقها محمد الذي كان يلعب كرة القدم مع رفاقه. لقد عادت بسرعة إلى سيدي بوسعيد وغادرنا معا إلى مطار العونية مثلما ذكرت سابقا.


خلال ذلك الوقت، استمرت نسرين بالاتصال من باريس، وكانت مذهولة لأن حليمة لم تكن ترد إطلاقا على الهاتف بسبب وجودها على متن الطائرة.

قالت نسرين بأنها كانت متأكدة من أن والدها تعرض لعملية اغتيال، وأن شقيقتها الكبرى وشقيقها محمد، ألقي القبض عليهما كرهائن.


المخابرات الفرنسية على الخط


في ذلك اليوم وفي الليل وبينما كانت ابنتي في باريس، اتصلت بها الاستخبارات السرية الفرنسية وقد بلغها برنارد سكارسيني مدير الاستخبارات الداخلية الفرنسية برحيل والدها الوشيك عن الأراضي التونسية، لقد قال لها بأن بن علي يستعد لركوب الطائرة ثم قال لها بأن الطائرة أقلعت، وبدا أنه على اطلاع بكامل مراحل الرحلة، فردت عليه نسرين قائلة «غير معقول، أنا أعرف والدي، ليس من النوع الذي يغادر البلاد من دون سبب، من المؤكد أن الأمر يتعلق بعملية اغتيال».


وقال سكارسيني في حديثه مع نسرين إن الرئيس بمقدوره طلب اللجوء إلى فرنسا ان كانت له أملاك فيها، فأجابت بأنه أكثر اطلاعا منها بخصوص هذا الموضوع، وأن والدها لا يعتزم اللجوء إلى بلد أصبح مقر القيادة العامة للهجومات ضد نظامه.


لقد أشار محدث ابنتي إلى أن فرنسا يمكن أن تضمن سلامتها وسلامة زوجها وأولادها لكنها لا تستطيع استقبال والدها، وكأن طائرة بن علي كانت ستحط على الأراضي الفرنسية أو أن الرئيس كان يعتزم فعل ذلك.


بعد بضع دقائق، أعلن التلفزيون الفرنسي أن الرئيس التونسي يتجه نحو باريس وأن الحكومة الفرنسية تتجه نحو رفض دخوله البلاد. لقد كان ذلك تضليلا، ذلك أن وجهتنا كانت منذ البداية السعودية لأداء عمرة مثلما اقترح زوجي بإيعاز من السرياطي، ولم نفكر أبدا في تغييرها نحو باريس.


في باريس، وجدت نسرين نفسها في الفندق محاطة بعشرة حراس شخصيين، وقد كانت الشرطة تتخوف من وصول متظاهرين تونسيين أو صحفيين أو مصورين باباراتزي، ولهذا تم تغيير مكان إقامتها.


قررت ابنتي مع زوجها المكوث في فندق قريب من المطار في انتظار العثور على وجهة للاستقرار فيها، وبدآ الاتصال بالدول الشقيقة، وكان المغرب أول بلد يطلبان اللجوء إليه، لكن السلطات في الرباط ماطلت في الرد ثم رفضت وحجتها في ذلك سلسلة الاحتجاجات التي بدأت في الانتشار في المملكة المغربية، وأخيرا استجاب أمير قطر لطلبهما وقبل استقبالهما، لقد كانت قطر الدولة الوحيدة التي تشجعت لاستضافة عائلة ابنتي.


حافلة العار


في مطار قرطاج التونسي، بدأ الحرس الذين أوقفوا أفراد عائلتي بتفتيشهم، حيث صادروا الهواتف النقالة والأمتعة وافرغوا محتويات حقائب النساء، واستولوا على العملة الصعبة التي كانوا يحملونها، وزعموا فيما بعد بأن كل واحد منهم كان يحمل معه 4500 يورو.


لقد أدخلوا الجميع في حافلة وجابوا بهم المكان لمدة ساعة ونصف الساعة وكان سمير ترهوني يقول لهم «أنتم ترون كيف أن ليلى غير آبهة بكم، لقد تركتكم حتى تنقذ نفسها».

فجأة صرخ أحد الحراس «لا يمكننا قتلهم جميعا، غير ممكن، هناك أطفال ورضع، لا نستطيع».

تصوروا حجم ما خلفه هذا الكلام؟


حين نزل الجميع من الحافلة بدأ الضرب، حيث ضرب حفيد زوجي سفيان بن علي بعصا أمام أعين زوجته وأولاده، فيما تم إرهاب ابن شقيقتي جليلة، حيث وضع أحد الحراس ماسورة سلاحه على ظهره، فيما كانت والدته تتوسل الرجال لقتلها بدل ولدها.. باختصار كان الجميع يصرخون من هول ما رأوا.


وراء الجدران


في السجن العسكري في العوينة، وفي الجزء الذي خصص لعائلتي الطرابلسي وبن علي بعيدا عن الأعين وعن العقاب، تم اللجوء إلى أسوأ طرق التعامل مع المسجونين، حيث كان الحرس مسلحين وملثمين، ولم يكتفوا بسجنهم، فقد قام البعض بضربهم وإذلالهم.


كان أشقائي وشقيقاتي وشقيقات زوجي مع أطفالهم وأحفادي في ظروف سيئة للغاية، فلقد قضوا أسبوعا كاملا بالملابس ذاتها، ولم يكن لديهم الصابون ولا المناشف فيما أجبرت الأمهات على إعادة استعمال الحفاظات نفسها.


أما الأطفال الصغار، فكانوا يتناولون وجبات قليلة جدا، وأما شقيق زوجي محمد المصاب بالسكري وداء القلب فقد رفض الذهاب للمستشفى رغم معاناته الصحية، حيث كان مع زوجته جليلة وابنه وبناته وكانت أسماء  حاملا في الشهر الخامس، فيما كانت أميرة برفقة رضيعها، الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة اشهر، وأما ريم  فكانت مع ابنها ذي التسعة اعوام، وكانت هناك أيضا شقيقتي سميرة وزوجها منتصر وابنتهما نور، وأما شقيقاي منصف وناصر فقد أُلقي القبض عليهما في اليوم التالي.


(ترجمة وإعداد سليمة لبال)