أعرب الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز أمس عن معارضته لتحرك عسكري اسرائيلي منفرد ضد ايران، قائلا ان اسرائيل لا تستطيع القيام بذلك بمفردها.
وقال بيريز للتلفزيون الاسرائيلي :من الواضح اننا لا يمكن ان نفعله بمفردنا.. يمكننا تأخير البرنامج النووي الايراني، ومن الواضح اننا يجب ان نتعاون مع الولايات المتحدة على هذا الموضوع.
واشار الرئيس الاسرائيلي الى انه يثق بوعود الرئيس الامريكي باراك اوباما بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي واكد قائلا :انا مقتنع بأن ذلك من مصلحة الولايات المتحدة وانني على يقين ان الرئيس باراك اوباما يفهم ذلك، ويقول ذلك ليس من أجل مجرد تطميننا.. لقد تأكدت من هذا الامر بعد المباحثات معه.
هذا وكان وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا قد اعلن في وقت سابق انه لا يعتقد بان اسرائيل قد اتخذت قرارا بشأن ضرب ايران واعرب عن قناعته بان المجال للمفاوضات وامكانيات لايجاد حل دبلوماسي لا تزال متوفرة.
تصريحات الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز حول عجز بلاده عن مهاجمة ايران دون دعم الولايات المتحدة أثارت استياء شديدا من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، حيث اعتبر مستشاروه بأن بيريز تجاوز حدوده و"نسى واجبه كرئيس لدولة اسرائيل".
ونسبت تقارير صحفية اسرائيلية الى أحد مستشاري نتانياهو تعقيبا على تصريحات بيريز :"لقد نسى (بيريز) انه ارتكب ثلاثة أخطاء جوهرية على الأقل فيما يخص الأمن الاسرائيلي، حيث أخطأ في تقييمه لنتائج اتفاقيات أوسلو التي توقع انها ستؤدي الى تحقيق السلام في الشرق الاوسط، لكن ما رأيناه في الواقع هو سقوط أكثر من ألف قتيل في اسرائيل في هجمات موجهة من الأراضي التي تم تسليمها الى الفلسطينيين".
وتابع المسؤول الاسرائيلي قائلا :لقد أخطأ بيريز حينما توقع إحلال السلام في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه في عام 2005، ولكن في الواقع لا يزال المواطنون الاسرائيليون يتعرضون لقصف بالصواريخ التي يتم إطلاقها من تلك الأراضي.. لكن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه بيريز كان في عام 1981 حينما عارض قصف المفاعل العراقي، ولحسن الحظ تجاهل رئيس الوزراء الاسبق مناحيم بيغين موقفه حينئذ.
وفي السياق ذاته، نسبت صحيفة "جروزاليم بوست" في عددها الصادر اليوم الى نتانياهو قوله في اجتماع خاص إن تعطيل برنامج إيران النووي بضع سنين لكسب الوقت إلى أن يتغير النظام أو غير ذلك من التنبؤات المجهولة أمر مفيد في حد ذاته، حتى وإن لم تتمكن إسرائيل من القضاء بشكل كامل على البرنامج النووي الإيراني.
وكانت اسرائيل قد اكدت مرارا انها لا تستثني اللجوء الى الخيار العسكري لحل القضية النووية الايرانية، مؤكدة نيتها في اتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن ولو جاء دون موافقة واشنطن فيما ويذكر في هذا السياق ان نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك من أكثر مؤيدي مهاجمة إيران، إذ يخشيان من أن عدم توجيه هذه الضربة لطهران خلال الاشهر الثلاثة المقبلة سيؤدي إلى إرجاء هذه العملية إلى أجل غير مسمى، في حين تشير بعض التقارير إلى أن توجيه مثل هذه الضربة في الوقت الحالي سيعرقل من قدرات ايران في صنع قنبلة نووية ويؤخرها لمدة عامين.