صحيفة العرّاب

لوحة فنية مستوحاة من القرآن وقصص الأنبياء

 استعان الفنان التشكيلي طه قرني، الملقب بفنان الشعب، بآيات من القرآن وقصص الأنبياء في رسمه للوحته الجدارية التي أطلق عليها "الإفطار الأخير" والتي تضم شهداء مصر اللذين راحوا ضحية أحداث رفح.


وفي تصريحاته لـ"العربية.نت" قال قرني إن جدارية الإفطار الأخير ولدت وسط حالة تأزم، لأن ما حدث في رفح يعد اغتيالا لأرواح شبابنا المصري الباسل وجيشنا الذي لابد وأن ننحني له احتراما وتقديرا، فهو يعد بلا شك ألم مجتمعي آلمنا جميعا فانفعلت الجدارية بالحدث.

ولأن الفن التشكيلي لابد وأن تكون له دوما رسالة واضحة، كان تخليد هؤلاء الشهداء أقل ما يمكن تقديمه لهم، حتى يظل ذلك أمام الجميع بمثابة تنبيه حتى لا نقع في الخطأ نفسه ولا تظل المعابر مفتوحة بهذا الشكل.

الجدارية تضم ستة عشر جنديا بينهم اثنان يقفان في الخلف، هما شاهدان، وأرادت ريشة القرني أن يكون كل هؤلاء بمثابة شخص واحد، لذا تخلى عن الفواصل والحواجز بينهم وعمل كتفا من اليمين وآخر من اليسار، وقال هم كتلة مختارة عند الله سبحانه وتعالى.

ورسم قرني هؤلاء الشهداء بشخوصهم وأسمائهم، وهم يرتدون ملابس الجيش مختلطة برتوش خضراء دلالة على قول الله تعالى عليهم ثياب سندس خضر.

الكثير من الروحانيات

أما اللون الأصفر الكائن وراء الجنود فيرمز للصحراء، وأراد الرسام أن يشير إلى الدماء فصبغ بعض أجزاء اللون الأصفر برتوش حمراء تدل على دماء تساقطت وشربت منها صحراء مصر في الحروب مثل 67 و73.

وعن سبب اختيار الرسام للأسماك بشكل خاص لتكون على منضدة النجوم، قال إنه قصد منها قصة سيدنا يونس مع الحوت فيما قصد بالخبز قصة سيدنا عيسى مع أرغفة الخبز الثلاثة، أما الأواني الفخارية فتدل على الأصل الفلاحي لجنود مصر.

وأكمل القرني قائلا: إن دلاله اللون الأصفر الليموني في عالم الفن التشكيلي تشير إلى الجلد والصبر.

واستغرقت هذه اللوحة التي تشير إلى الكثير من الروحانيات أياما قليلة، حيث بدأها القرني في أولى أيام الحدث وانتهت مع أول أيام عيد الفطر، مستخدما فيها ألوان الزيت.