صحيفة العرّاب

في رسالة إلى المعاني.. ذبحتونا : جامعات أردنية ممنوعة على الفقراء

 وجهت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " رسالة إلى وزير التعليم العالي طالبةً فيها التدخل الفوري لوقف " التسارع المجنون " نحو الخصخصة الذي يمارسه مجلس التعليم العالي وإدارات الجامعات الرسمية . وكانت لجنة المتابعة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " تلقت عشرات الشكاوى من الطلبة تتعلق بالرسوم الجامعية المرتفعة جداً لطلبة الموازي في الجامعة الأردنية والعلوم والتكنولوجيا وارتفاع رسوم الدراسات العليا في جامعة اليرموك ، إضافةً إلى استمرار قيام الجامعة الأردنية بتحصيل مبلغ (25) دينار أردني بدل تقديم طلب للدراسة على البرنامج الموازي ، و(50) دينار للأردني الحاصل على توجيهي غير أردني .

ووجدت الحملة في أرقام المقاعد التي خصصها مجلس التعليم العالي على البرنامج الموازي لطلبة الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا تأكيداً آخر لما كشفته حملة " ذبحتونا " سابقاً في الدراسة التي أعدتها حول واقع ومستقبل التعليم العالي من تخطيط حكومي مسبق لتحويل هاتين الجامعتين إلى جامعات خاصة وحصر القبول الموحد في الجامعة الهاشمية والبلقاء ذات الرسوم الدراسية العالية إضافةً إلى جامعات الجنوب . وكان مجلس التعليم قد أعلن عن المقاعد المخصصة لطلبة الموازي في الجامعات الرسمية ، حيث سجلت حملة " ذبحتونا " قلها البالغ من الزيادة الكبيرة في نسبة طلبة الموازي وبخاصة في الجامعة الأردنية التي ارتفعت نسبة الطلبة المستجدين على البرنامج الموازي في الجامعة الأردنية من 40% لعام 2007/2008 لتصل إلى 45.8% للعام الحالي .
 فيما ارتفعت هذه النسبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا من 37.7% لتصل إلى 47,1% للعام الحالي ، وإذا ما قمنا بحساب نسبة طلبة الموازي في الكليات الأكثر رغبة على حدة فإن النسبة ستتجاوز ألـ 60% في الجامعتين ، أي أن طلبة الموازي يشكلون أغلبية ، ما يؤكد ما ذهبت إليه الحملة في دراستنا ، وتساءلت الحملة في رسالتها إلى وزير التعليم العالي ماذا يعني ارتفاع نسبة طلبة الموازي بأكثر من 10% خلال سنتين سوى خصخصة تدريجية ممنهجة ومتسارعة ؟! هل أصبح تحويل هاتين الجامعتين إلى جامعات خاصة وبالذات في الكليات الأكثر رغبة مسألة وقت ؟! وهل المطلوب هو منع دخول الفقراء للجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا ؟! وتالياً نص الرسالة كاملاً :
معالي الدكتور وليد المعاني وزير التعليم العالي ورئيس مجلس التعليم العالي المحترم تهديكم الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " تحياتها وتتمنى لكم دوام الصحة والعافية ، ونود أن نضعكم في صورة مجموعة من القضايات المتعلقة بالرسوم الداراسية في الجامعات الرسمية .
فقد تلقت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " عشرات الشكاوى من الطلبة تتعلق بارتفاع الرسوم الجامعية لطلبة الدراسات العليا في جامعة اليرموك وتحصيل الجامعة الأردنية لملبغ (25) دينار أردني بدل تقديم طلب للبرنامج الموازي ، وتالياً تفاصيل الشكاوى : أولاً : جامعة اليرموك : أقدمت جامعة اليرموك على رفع الرسوم الدراسية لطلبة الماجستير بنسبة تراوحت ما بين 33% للتخصصات العلمية (ارتفعت من (60) دينار لتصبح (80) دينار للساعة) ، و 40% للتخصصات الأدبية (ارتفعت من (50) دينار لتصبح (70) دينار للساعـة) ، علماً بأن الطلبة قدموا طلبات القبول ضمن الرسوم القديمة ليتفاجؤوا بعد قبولهم عند التسجيل بقرار إدارة الجامعة رفع الرسوم بهذه النسب الفلكية .
إننا نرى في هذا الإجراء " تحايلاً " من قبل إدارة الجامعة على الطلبة كونهم قاموا بتقديم طلبات الالتحاق وفق الرسوم الجامعية القديمة ، كما أن هذا الإجراء ما هو إلا تمهيد لرفع الرسوم الجامعية لطلبة البكالوريوس في جامعة اليرموك بالذات ، ويأتي هذا القرار منسجماً مع " العقلية الاستثمارية " التي بدأت معظم إدارات الجامعات الرسمية بالتعاطي فيها حيث الحديث المستمر عن المديونية والإجراءات الكثيرة ذات صبغة " الجباية " في كل شيء من خدمات إنترنت إلى مكتبة مروراً برسوم النشاطات ووصولات إثبات الطالب والهوية والتي ارتفعت أسعارها في الأعوام الأخيرة دون أي مبرر .
ثانياً : الجامعة الأردنية : تقوم إدارة الجامعة الأردنية بتحصيل مبلغ (25) دينار بدل تقديم طلب قبول في البرنامج الموازي للتخصص الواحد فيما يصل هذا المبلغ إلى (50) دينار للطلبة الأردنيين الحاصلين على توجيهي غير أردني ، وبحسبة بسيطة ، فإن الجامعة تحصل على مبلغ يقارب المليون دينار سنوياً مقابل تقديم طلبات ، ما يؤكد مـرة أخـرى علـى أن " العقلية الاستثمارية " هي التي تحكم سياسات إدارات جامعاتنا . معالي الوزير : إننا نأمل منكم التدخل لدى إدارة جامعة اليرموك للتراجع عن قرارها _ غير القانوني _ برفع رسوم الدراسات العليا ، والعودة الفورية للرسوم السابقة ، كما نأمل منكم الطلب من إدارة الجامعة الأردنية تخفيض بدل تقديم الطلب للدراسة على البرنامج الموازي من (25) إلى (15) دينار للتوجيهي الأردني ، ومن (50) إلى (25) دينار للتوجيهي غير الأردني ، على أن يشمل هذا الطلب تقديم خمسة تخصصات بدلاً من تخصص واحد وذلك لكثرة المساقات ولإتاحة الفرصة للطالب مجالاً أوسع للاختيار وفقاً لرغباته ، بعيداً عن الضغط المالي ، كما نأمل منكم توجيه إدارات الجامعات لوضع سياساتهم من على قاعدة أكاديمية وليس استثماريـة .   
معالي الوزير : لقد تلقت لجنة المتابعة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " ببالغ القلق إعلان مجلسكم الكريم _ مجلس التعليم العالي _ أعداد المقبولين على البرنامج الموازي في الجامعات الرسمية ، حيث تؤكد هذه الأرقام ما حذّرت منه الدراسة التي أعدتها الحملة حول واقع ومستقبل الجامعات الأردنية في آذار 2007 ، من تحويل الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا إلى جامعات خاصة _ انظر صفحة 36 من الدراسة _ ، الأمر الذي سيؤدي إلى حرمان أبناء الوطن العادي من الدراسة في هاتين الجامعتين ، وبخاصة في الكليات الأكثر رغبة (الطب ، طب الأسنان ، الصيدلة ، الهندسة ، وتكنولوجيا المعلومات) والتي وصلت نسبة الموازي في بعضها 80% (كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا) و 65% (الصيدلة في الجامعة الأردنية) .
معالي الوزير : إن هذه الأرقام تشير إلى " تسارع مجنون " نحو خصخصة هاتين الجامعتين ، فقد ارتفعت نسبة الطلبة المستجدين على البرنامج الموازي في الجامعة الأردنية من 40% لعام 2007/2008 لتصل إلى 45.8% للعام الحالي ، فيما ارتفعت هذه النسبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا من 37.7% لتصل إلى 47,1% للعام الحالي ، وإذا ما قمنا بحساب نسبة طلبة الموازي في الكليات الأكثر رغبة على حدة فإن النسبة ستتجاوز ألـ 60% في الجامعتين ، أي أن طلبة الموازي يشكلون أغلبية ، ما يؤكد ما ذهبنا إليه في دراستنا ، وهنا نتساءل يا معالي الوزير : ماذا يعني ارتفاع نسبة طلبة الموازي بأكثر من 10% خلال سنتين سوى خصخصة تدريجية ممنهجة ومتسارعة ؟! هل أصبح تحويل هاتين الجامعتين إلى جامعات خاصة وبالذات في الكليات الأكثر رغبة مسألة وقت ؟! وهل المطلوب هو منع دخول الفقراء للجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا ؟!
 
هل المطلوب هو تحويل هاتين الجامعتين إلى جامعات للأقدر مالياً وليس الأكفأ دراسياً ؟! هل المطلوب هو خفض مخرجات التعليم في هاتين الجامعتين اللتين كنا نتباهى بهما ؟! هل المطلوب أن تؤول حال هاتين الجامعتين إلى ما آلت إليه حال بعض الجامعات الخاصة بإلغاء بعض دول الخليج اعتماد تخصصات معينة فيها .! هل المطلوب هو نشر الضغائن بين الطلبة ، وشعورهم بالظلم وإحساسهم بعدم اهتمام دولتهم بهم ؟ وهل المطلوب هو خلق أمراض اجتماعية ونفسية بين المواطنين باحتكار التعليم لمن يقدر مالياً ؟! معالي الوزير : إن التعليم العالي " يلفظ أنفاسه الأخيرة " كما قال أحد المسؤولين السابقين ، نأمل منكم التراجع عن قراراتكم المتعلقة بالبرنامج الموازي ، وإعادة سياسة التعليم العالي وإستراتيجياته لتكون مبنية على قاعدة أكاديمية وليس تنفيذاً لإملاءات صندوق النقد الدولي برفع يد الدولة عن الجامعات الرسمية ، وبالتالي خصخصتها ، وإذا لم يتم تدارك الأمور بالسرعة القصوى فإننا " سنترحم " على التعليم العالي وعلى صروح علمية بُنيت بعرق أبناء هذا الوطن المخلصين .
لجنة المتابعة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "
 ذبــحـــتـــونــــا