يتوجه ملايين الناخبين المصريين إلى صناديق الاقتراع اليوم للإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى من عملية الاستفتاء على الدستور الجديد التي تشمل عشر محافظات هي القاهرة والإسكندرية والدقهلية والغربية والشرقية وأسيوط وسوهاج وأسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء.
ويبلغ تعداد من لهم حق التصويت فى المرحلة الأولى نحو 26 مليوناً سيصوتون في 6376 لجنة فرعية إلى جانب 175 لجنة عامة. وستجرى عملية الاستفتاء في الـ 17 محافظة المتبقية السبت المقبل. وتجرى عملية الاستفتاء تحت إشراف قضائي بمشاركة نحو سبعة آلاف من أعضاء الهيئات القضائية المختلفة، بعد أن اعتذر الآلاف من القضاة وأعضاء النيابة. واستبقت القوى المؤيدة للدستور والمعارضة له الاستفتاء بمسيرات وتظاهرات نظّمت في محافظات عدة، أمس، وشهدت بعضها مناوشات واشتباكات بين الطرفين، واستمرت حالة الاستقطاب، فيما تسلّمت، أمس، قوات الجيش والشرطة المدارس التي ستضم اللجان الانتخابية، وانتشر أكثر من ربع مليون عسكري لضبط الأمن. اشتباكات في الإسكندرية وشهدت مدينة الإسكندرية، أمس، اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمشروع الدستور. وأصيب عشرات المتظاهرين، واحترقت 3 سيارات تابعة لأعضاء في حزب النور السلفي، بعد أن تبادل الطرفان الرشق بالحجارة. وجاءت الاشتباكات عقب خطبة الشيخ أحمد المحلاوي في مسجد القائد إبراهيم، والتي طالب خلالها بالتصويت بنعم على الدستور، وهو ما أثار حفيظة المعترضين عليه عقب الصلاة، وظلوا يرددون هتافات ضد الدستور وضد الرئيس محمد مرسي مما أدى إلى حدوث اشتباكات بين الطرفين تطورت إلى قذف متبادل بالحجارة، وتم قطع طريق الكورنيش، وهو الطريق المحوري في المحافظة. وتدخلت قوات الأمن للتفريق بين المتظاهرين، وقامت بإطلاق غاز مسيل للدموع مما أدى إلى إصابة العشرات باختناقات وإغماءات. ضعف الاستجابة الشعبية ونظّم مؤيدو مشروع الدستور ومعارضوه آخر «مليونيتين» في القاهرة، وذلك عشية الاستفتاء. ودعت قوى المعارضة إلى تظاهرات في ميدان التحرير وأمام القصر الرئاسي شرق القاهرة تحت شعار «لا للدستور». في المقابل، نظّم الإسلاميون من أنصار الرئيس مرسي تظاهرات تحت شعار «نعم» في مدينة نصر شرق القاهرة. وبدا لافتاً ضعف الاستجابة الجماهيرية في تظاهرات الطرفين اللذين يسعيان إلى جذب «المترديين» من المواطنين للتصويت في الاستفتاء، وقد دخل الطرفان في «جدل إعلامي» غير مسبوق لشرح وجهة نظرهم من الدستور، مما تسبب في حيرة واضحة لدى الشارع. وعنونت صحيفة المصري اليوم (مستقلة)، أمس، «الدبابات نزلت استعداداً لمعركة نعم ولا»، في حين عنونت صحيفة الوطن «الجمعة اليتيمة… الاستفتاء قبل الصلاة»، و«معركة نعم ولا تنتقل إلى المنابر» في إشارة إلى دعاية الفريقين في المساجد. وعنونت صحيفة التحرير «اليوم جمعة لا للإخوان الأمريكان» في حين عنونت الوفد «مليونية تهتف: لا لدستور الفتنة والاستبداد». في المقابل، عنونت صحيفة الحرية والعدالة الناطقة بلسان الإخوان «اليوم مليونية نعم». أعظم دستور واستمرت حالة الشد والجذب حتى الساعات الأخيرة، وقبيل بدء عملية التصويت اليوم، وهو ما دفع هيئة مكتب الجمعية التأسيسية إلى عقد مؤتمر صحفي أمس، فنّدت فيه جميع الاعتراضات التي تسوقها المعارضة ضد مشروع الدستور، مؤكدة أنه أعظم دستور في تاريخ مصر. وقال عضو اللجنة أبو العلا ماضي إن هناك حملة «أكاذيب» منظّمة تهدف إلى تشويه الدستور، وإن بعض الساسة يروّجون مواد ليس لها أساس في الدستور، ويعملون على قراءة مقلوبة لمواد أخرى، مؤكداً أن أعضاء الجمعية لن يراهنوا بتاريخهم ضد النظام السابق ليضعوا دستوراً لا يليق بشعب مصر، وأن الدستور الجديد قلّص 40 في المائة من صلاحيات الرئيس، وأعطى صلاحيات واسعة لرئيس الوزراء الذي سيأتي من الأغلبية البرلمانية. فيما قال الأمين العام للجمعية عمرو دراج إن ما يحدث عبارة عن حملة سوداء وكاذبة وغير منصفة، وتشهير بأعضاء الجمعية والدستور، مستنكراً دعوة البعض للعودة إلى دستور 71، الذي خرج ضده المصريون في ثورة 25 يناير. نداء إلى مرسي وكان المعارض البارز محمد البرادعي قد وجّه نداء إلى الرئيس مرسي يطالبه بتأجيل الاستفتاء على الدستور وإلغائه، معتبراً أن الإصرار على المضي في الاستفتاء سيؤدي إلى عدم الاستقرار، مؤكداً أن الدستور باطل حتى لو وافق عليه الشعب. وقال البرادعي في كلمة مسجّلة أذاعتها قنوات فضائية عدة، إنه من الممكن أن نتعايش ونعيش مع دستور 1971 لمدة سنة أو سنتين كدستور مؤقت للبلاد، وذلك لحين تشكيل لجنة تأسيسية جديدة ممثلة للشعب المصري لوضع دستور توافقي، موضحاً أن هذا الدستور ليس له علاقة بالشريعة أو الدين، الدستور باطل، وأن الكل مع الشريعة، والكل يعلم الدين، سواء مسلماً أو مسيحياً. ووجه البرادعي رسالة إلى جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية وهي بدء الحوار، خصوصاً أن الجميع سيخسر، إذ استمر الوضع هكذا في الشارع.