صحيفة العرّاب

الأسعار في الأردن أغلى من اوروبا

 ترتفع وتيرة شكوى المواطنين من الأسعار التي وصلت أرقاما قياسية في شهر رمضان، واعتبر مواطنون أن الأسعار في بعض الدول الأوربية أقل منها في الأردن، وقالوا إن الأسعار في بريطانيا مثلا أرحم من الأسعار في الأردن، بحسبهم. وذكر آخرون أن أبنائهم المغتربين، غادروا على وجة السرعة إلى بلاد الغربة في دول الخليج العربي وأوروبا هربا من جحيم الغلاء، وازياد الشكوى، والفقر، والعنف، ومخالفات السير. في نفس الوقت، وقعت عدة مشاجرات في سوق العبدلي الشعبي بين المواطنين وبعض تجار المفرق، وتم فضها، احتجاجا على ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، وقام بعض المواطنين بنثر أكياس البندورة والخيار والباذنجان على الأرض. وقالت إحدى المسنات " لم يعد "الكلام نافعاً.. كيف نستطيع تدبر أمورنا وكيف يمكن أن نعيش، إن دخلي لا يتجاوز مائة وخمسين دينارا، وعندي أجرة منزل، وسأقوم بإدخال أبنائي إلى المدارس خلال أيام، وأقساط الجامعات فوق قدراتنا، أقولها: "خليها على الله". يقول محمد خليل من سكان ماركا الشمالية أنه هرب وجيرانه من أسعار محلات المفرق، لكي يستفيدوا من فرق الأسعار القليل في الأسواق، ورغم ذلك فإن الأسعار نار، "عن جد نار". أما المواطن سيبرو هنديلة

 من سكان جبل اللويبدة فقال: "لقد وجدت فرقا في الأسعار في سوق العبدلي يتراوح بين 10 إلى 15 في المئة، ونرحب بإقامة المزيد من هذه الأسواق.. لعل وعسى". أحد المواطنين (رفض ذكر اسمه) كان يجري اتصالا مع أخ له موجود في بريطانيا، قائلا له إن سعر كيلو الجزر عندهم (25) قرشاً، بينما عندنا دينار، وأن سعر الدجاجة في بريطانيا ديناران، بينما في الأردن من ثلاثة دنانير ونصف إلى أربعة دنانير، وكيلو الدراق عندهم 40 قرشا وفي الأردن دينار، والتفاح ثلاث كيلو بدينار وكيلو التفاح لدينا بدينار وأكثر، وكيلو الموز في بريطانيا يعادل سعره ثلاثة كيلوات لدينا... الخ. وتابع أنا إذا عرفنا الفرق في الدخل الشهري الهائل بين الأردن وبريطانيا ندرك أسباب التعجب، ومع ذلك فإن الأسعار عندهم منخفضة. محمود رسمي قال إنه يستغرب هذه الفوضى في غياب الحكومة، وإن التجار يتحكمون في رقاب الشعب المغلوب على أمره، دون حسيب أو رقيب، وكل واحد يبع بالسعر الذي يريده. يضيف رسمي: "بصراحة، لقد زرت بلادا كثيرة، ولم أجد مثل هذه الفوضى في الأسواق وحرية تحقيق الأرباح لتجار بصراحة أصبحت الحاجة ملحة لوزارة تموين". مواطنون آخرون قالوا لقد غادر أبناؤنا قبل انتهاء العطلة الصيفية
 
 إلى دول الخليج العربي بعد أن كانوا ينوون قضاء شهر رمضان مع أهاليهم بسبب الارتفاع المستمر لأسعار الخضار والفواكه، خاصة مع غياب الرقابة التي يطالب بها المواطنون لكبح جماح ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى الفروقات الكبيرة بين أسعار الجملة والأسواق الخارجية والأسواق الشعبية التي وجدت للحد من الأسعار، وأصبحت أسعارها مرتفعة جداً نظرا لغياب الرقابة عليها. وطالبوا باسم آلاف المواطنين بعودة وزارة التموين من أجل حماية قوت الشعب والوقوف أمام جشع بعض التجار، داعية الحكومة إلى إيجاد آلية تخفيض حقيقية من خلال تحديد أسعار الخضار والفواكه. وأكد المواطن على العمران أن بعض التجار استغلوا الدعاية الإعلامية للأسواق الشعبية على حساب جيوب المواطنين، "كي يقع المواطن في مصيدة ما يسمى بالأسعار المنخفضة، مشيرا إلى أن الأصناف الأكثر طلباً، وهي الخيار والبندورة، أسعارها مرتفعة منذ بداية شهر رمضان". التاجر رمضان عبد النشاش في سوق العبدلي أكد أن هناك فرقا شاسعا في أسعار الأسواق الشعبية مقارنة بمحلات البيع بالمفرق في المناطق المختلفة، وقال إن هامش الربح الذي يحصل عليه قليل. تاجر آخر حمل بعض الكمسيونجية والسماسرة في سوق الخضار مسؤولية ارتفاع
 
 الأسعار بقوله إن هناك ترتيبات تجري أحيانا لشراء سيارات خضار وفواكه قادمة من الأغوار قبل وصولها إلى الأسواق، وعندما تدخل باقي السيارات الأسواق وتجري المزاودة يزداد الطلب من التجار ويقل العرض؛ فترتفع الأسعار. وقال: "لاحظنا خلال استعراض قائمة أسعار الخضار والفواكه في بعض الأسواق الشعبية أن هناك حلقات مفقودة في الأسعار، وأن هناك فرقا كبيرا بين أسعار الجملة في السوق المركزي، وأسعار الأسواق الخارجية والأسواق الشعبية، فنجد أن سعر البندورة 25 قرشاً في سوق الخضار المركزي، وتباع في بعض الأسواق الخارجية بـ40 قرشاً بينما في المناطق الغربية 70 قرشا، فيما بيع كيلو الخيار في أسواق الجملة بـ35 قرشاً، وبيع في المحلات الخارجية بـ50 قرشاً، وفي عمان الغربية بـ80 قرشا، والبطاطا في أسواق المركزية بـ20 قرشا، بينما في الأسواق الشعبية بـ50 قرشا وفي عمان الغربية 85 قرشا، فيما بيع الكوسا بـ65 قرشاً في السوق المركزي وخارج السوق بيعت بدينار، والليمون البلدي بيع في الأسواق الشعبية بدينار ونصف، وفي السوق المركزي بدينار، والبطاطا في السوق المركزي تباع بـ20 قرشاً وفي الأسواق الخارجية بـ35 قرشاً. ونجد أن سعر الموز البلدي 65 قرشاً في السوق
 
 المركزي يباع في الأسواق الخارجية بـ85 قرشاً وفي عمان الغربية بدينار، والتفاح البلدي بـ1.25 دينار ويباع بدينار ونصف في الخارج. يشار إلى أن الأسواق التجارية جاءت بغرض التخفيف عن كاهل المواطن، كون الهدف الأساسي أن يقدم المزارعون بضائعهم مباشرة "بطريقة العرض المباشر"، لكن الحكومة أغفلت هذا الجانب المهم فسمحت للتجار بشراء الخضار والفواكه من السوق المركزي". وبين حانا الأسواق ومانا محلات المفرق، يتوه المواطن الأردني الذي باتت لقمة عيشه.. بأيدي تجار لا هم لهم إلا تحقيق الربح.