صحيفة العرّاب

شواطئ "الميت": حجارة وأوساخ ومرتادون فقراء بلا منقذين

يدفع الفقر بالكثير من المواطنين للسباحة على شواطئ وعرة وطينية للبحر الميت، لا تتوفر فيها أدنى شروط السلامة من منقذين وحاويات للنفايات ومرافق صحية يستخدمها الزائر لقضاء حاجته، في الوقت الذي تنتشر فيها الحجارة والأوساخ على امتداد هذه الشواطئ.

 ومما يزيد من سوء استخدام هذه الشواطئ عدم توفر مركز صحي قريب منها مما يجعل من فرص انقاذ الغرقى بهذه الشواطئ دربا من المستحيل.
 
وكانت قضية غرق اربعيني في مياه البحر الميت قد كشفت اخيرا عن وجود عيوب في إدارة المواقع السياحية على هذه الشواطئ.
 
وقال محمد فهد القادم من الولايات المتحدة إن "هذه الشواطئ يصعب الوصول إليها وليست مخدومة بطرق تمكن سيارات الإنقاذ من الوصول إليها اذا ما تعرض أحد مرتاديها للغرق".
 
وأضاف فهد "أرضية شاطئ البحر الميت وعرة وطينية وتكثر فيها الحجارة والأوساخ، كما لا توجد فيها حاويات للنفايات ومرافق صحية يستخدمها الزائر لقضاء حاجته"، معتبرا ما يجري على أرض الواقع "أمرا غير حضاري".
 
وطالب الجهات المسؤولة عن السياحة "بتطوير هذه الأماكن بصورة حضارية تعكس الوجه السياحي الحضاري للأردن حتى ينقل السائح صورة مشرقة عن هذه المنطقة".
 
وعن تكاليف استخدام هذه الأماكن، يقول فهد إن "المواطن البسيط لا يستطيع تحمل تكاليف دخول الأماكن السياحية، لذلك يرتاد الأماكن العامة التي يجب منع الدخول إليها ريثما يتم تطويرها".
 
ويشاركه الرأي وليد مساعدة القادم من المفرق الذي يوضح أن "هذا الشاطئ لا يصلح للتنزه"، لكنه "مجبر لأن أفراد عائلتي كثر ولا أستطيع دفع مبالغ كبيرة للدخول الى الفنادق والمنتجعات".
 
ولفت مساعدة إلى ان "الزائر لا يجد حتى مرافق صحية لقضاء حاجته أو مياها للغسيل خصوصا بعد السباحة ومقاعد للجلوس ومظلات تقي حرارة الشمس"، متسائلا "أين دور وزارة السياحة والجهات المعنية برعاية القطاع السياحي؟ ولماذا يكون القطاع الخاص فقط هو من يقوم بتطوير الاماكن السياحية؟".
 
ويقول متصرف لواء الشونة الجنوبية عبيدالله الشخانبة ان "الفنادق والمنتجعات المنتشرة على الشاطئ الشرقي تعمل بتراخيص وضمن شروط وتتم مراقبتها باستمرار"، غير أنه أوضح أن "لجنة السلامة العامة ستقوم بجولة على الشواطئ العامة للوقوف على واقع الحال وعمل ما يمكن للمحافظة على سلامة السائح والزائر للمنطقة".
 
ولفت إلى أنه "سيتم بالتعاون مع الجهات المعنية وضع اشارات تحذيرية في هذه الاماكن، الا ان ايجاد منقذين في هذه الشواطئ أمر صعب كون المنطقة تمتد لأكثر من 50 كم".
 
ويضيف الشخانبة أننا "خاطبنا الجهات ذات العلاقة للعمل على تطوير مركز صحي سويمة الاولى الى مركز صحي شامل وتجهيزه بالمعدات اللازمة للإسعاف والطوارئ والإنقاذ، بحيث يتم اخلاء الغرقى والمصابين الى اقرب مركز يمكن ان يجد فيه العناية الطبية اللازمة إلى أن يتم إسعافه إلى أقرب مستشفى".
 
ويقول مستثمر في القطاع السياحي في منطقة البحر الميت فضل عدم ذكر اسمه ان "هذه الشواطئ ملك للمستأجرين ويجب منع دخول الزوار إليها حفاظا على حياتهم لحين اقامة المشاريع السياحية عليها، لكن الخلل يكمن في عدم مراعاة الزوار والسياح لأهمية المكان والحفاظ على نظافته والتي تعتبر مسؤولية الجميع".
 
ويضيف "وزارة السياحة تشترط من خلال عملية ترخيص المنشآت السياحية وجود منقذين على برك السباحة والشواطئ للحفاظ على أرواح السياح والزوار".
 
من جهته، قال مدير صحة البلقاء الدكتور خالد الحياري إن شواطئ البحر الميت والفنادق والمنتجعات السياحية المقامة عليه لا تبعد عن مستشفى الشونة الجنوبية سوى 25 كيلومترا، وهو ما يعني من وجهة نظره أنه "يمكن لسيارات الاسعاف ان تنقل المصابين خلال مدة لا تتجاوز العشر دقائق".
 
وأضاف الحياري ان "ايجاد مركز صحي شامل في المنطقة لا يفي بالغرض كون حالات الانقاذ والاسعاف وخصوصا حالات الغرق تلزمها أجهزة ومعدات طبية كبيرة لتقوم بهذه العملية".
 
وأوضح مدير دفاع مدني البلقاء العقيد بسام الجوارنة خلال تعقيبه على حالة الغرق التي حدثت أخيرا أن "الغريق كان يسبح خارج الشاطئ المخصص للفندق، الا ان سيارات الدفاع المدني اخلته من داخل الفندق لصعوبة الوصول الى المنطقة التي غرق فيها".
 
وطالب الجوارنة "بإيجاد منقذين على الشواطئ ومسعفين لمساعدة اية حالة من الممكن ان تتعرض للغرق ريثما يحضر رجال الدفاع المدني".
 
وحسب احصاءات جمعية الفنادق الاردنية، فإن مجمل الاستثمارات القائمة والمستقبلية على الشاطئ الشرقي للبحر الميت تفوق 1.5 بليون دولار.
 
 الغد