صحيفة العرّاب

صحيفة أميركية: إسرائيل انتهكت الهدنة وحرقت الأطفال

 

انتقدت الكاتبة سارة روي في مقال نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية الهجوم على غزة والسياسة الإسرائيلية المتبعة ضد الفلسطينيين، وارتأت أن الإسرائيليين هم الذين انتهكوا الهدنة مع حماس ما أدى إلى رد الأخيرة الصاروخي، واستهلت الكاتبة بالقول إنها تسمع أصوات أصدقائها في غزة بوضوح تام وكأنها لا تزال معهم على الهاتف، وإن أناتهم وآلامهم لا تزال تترك صدى في داخلها، فهم يبكون مقتل أطفالهم، الذين من بينهم فتيات صغار في مثل عمر بناتها، وأجسادهن محروقة ومشوهة عبثا بلا أي معنى، وذكرت سؤال إحدى صديقاتها الفلسطينيات لها "لماذا بدأ الإسرائيليون الهجوم بينما كان الأطفال يغادرون المدارس وكانت الأمهات في الأسواق؟" مشيرة إلى التقارير التي أفادت بأن بعض الآباء والأمهات الفلسطينيين كانوا يبحثون عن جثث أطفالهم في المستشفيات التي غصت بالقتلى والجرحى.

انتهاك الهدنة

ومضت بالقول إن اليهود البارحة كانوا يحتفلون بعيد "هانوكاه" أو عيد الأنوار اليهودي الذي يبشر بالعودة للحياة، لكنها تساءلت "كيف لي أن احتفل بينما الفلسطينيون يتعرضون للقتل؟"، وتساءلت الكاتبة فيما إذا كان "ميثاق اليهود مع الرب" يكون حاضرا عند قيامهم بقمع واضطهاد وقتل الفلسطينيين؟ موضحة أنه حتى أولئك المحظوظون من الفلسطينيين في غزة، هم محاصرون وحبيسو منازلهم منذ زمن بعيد وسط أجواء الجوع والعطش وانقطاع الكهرباء.

وقالت الكاتبة - وهي الباحثة في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد- إن إسرائيل هي التي انتهكت الهدنة مع الفلسطينيين منذ الرابع من تشرين الثاني الماضي، عندما بدأت بمهاجمة حماس، ما أدى إلى التصعيد الراهن بعد قيام الأخيرة بإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، وعبرت عن دهشتها في إعلان إسرائيل استهدافها مواقع عسكرية تابعة لحماس، متسائلة: كيف نفسر ذلك للفلسطينيين الذين يفقدون أطفالهم؟، وأشارت إلى أن إسرائيل هي التي أغلقت جميع المعابر في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ما أدى إلى تخفيض كبير أو حتى حرمان الفلسطينيين من الإمدادات الغذائية والأدوية والوقود وغاز الطهي، وقطع الغيار اللازمة لشبكات المياه والصرف الصحي.

أجساد مشوهة

وقالت الكاتبة وهي مؤلفة "السلام الفاشل" بشأن الصراع في غزة، إنه لم يسبق لها أن شاهدت مثل تلك الصور المروعة لأجساد الأطفال الفلسطينيين المشوهة والمحروقة في غزة منذ أكثر من 25 سنة من الصراع، موضحة أن تلك الصور بالنسبة للفلسطينيين ليست مجرد صور مرعبه عابرة، بل هو واقع يعيشونه ولا يمكن تحمله، وتساءلت: لماذا لا يتكلم أحد عن المصالحة باعتبارها الطريق إلى التحرير أو عن التعاطف بوصفه مصدرا للتفاهم؟ وأين يمكن إيجاد مناخ من التفاهم نحو العيش المشترك؟، وهل الحل يكمن في أن الاحتلال والسيطرة على أرض المرء وبيته ومصدر رزقه وتجاهل عواطفه واحتقار مطالبه؟ أم بقتل أطفاله وتشوهيهم؟ فماذا يحدث لمجتمع نغلق أمامه كل الطرق والآمال والاحتمالات؟

ومضت تتساءل: ولماذا لم يتمكن الإسرائيليون من قبول الفلسطينيين والتعايش معهم؟ لما نرفض التواصل مع الشعب الذي نقمعه، لماذا نرفض الآخر؟ فرفضنا للآخر يمثل تراجعا لنا، واختتمت روي بالقول إنه يجب علينا "نحن اليهود" إشراك الفلسطينيين وغيرهم من الشعوب العربية في فهم التاريخ اليهودي، وعلينا مراجعة أنفسنا بدلا من استمرارنا بخيانة "التقاليد اليهودية"، فالمثقفون اليهود يعارضون العنصرية والقمع والظلم في كل مكان تقريبا في العالم، وأما "انتصارات إسرائيل" فهي فادحة التكاليف وباهظة الثمن وتعبر عن قصور كبير، مثل عدم قدرتنا على العيش بلا جدران من حولنا، فهل تلك الجدران هي حياتنا بعد "المحرقة"؟، كيف لنا التخلص من الوحشية والدناءة؟ كيف لنا أن نتخلص من الخوف ونتصور شيئا مختلفا؟ والإجابة عن كل تلك الأسئلة تحدد لنا من نكون، وفق الكاتبة.