خرج عشرات الآلاف من السنة الى شوارع بغداد ومدن عراقية أخرى بعد صلاة الجمعة اليوم تعبيرا عن غضبهم من رئيس الوزراء نوري المالكي.
وتعبر احتجاجات حاشدة على مدى ثلاثة اسابيع عن استياء عميق بين السنة الذين يقولون إن حكومة المالكي التي يقودها الشيعة همشتهم مما يزيد المخاوف من انزلاق العراق الى الصراع الطائفي الذي شهده منذ عدة سنوات.
وتفجرت احتجاجات السنة في الوقت الذي تثير فيه الحرب في سوريا توترا بالمنطقة وتؤثر على التوازن الطائفي والعرقي الهش في العراق.
وتجمع عدة آلاف من المحتجين مع زعماء ورجال دين سنة ولوحوا بالعلم العراقي وهتفوا بشعارات مناهضة للحكومة أمام مسجد أم القرى أكبر مساجد بغداد والذي بناه الرئيس الراحل صدام حسين.
وقال النائب السني أحمد المساري في كلمة أمام الحشد إن تجمعاتهم ومسيراتهم ليست ضد طائفة أو حزب سياسي معين أو شخص بعينه وإنما ضد ما وصفها بالنوايا الظالمة للحكومة.
وتتحول الاحتجاجات إلى أكبر تحد حتى الآن يواجه المالكي وهو شيعي يتهمه كثير من زعماء السنة بتهميشهم في عملية تقاسم السلطة بعد عام فقط من انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من العراق.
ويسعى مشرعون سنة أيضا إلى كسب تأييد خصوم المالكي من الشيعة والأكراد للاطاحة به في اقتراع على سحب الثقة في البرلمان لكن خصوم رئيس الوزراء ما زالوا منقسمين بشدة.
واندلعت الاحتجاجات الحاشدة في ديسمبر كانون الاول بعد ان احتجزت السلطات الحرس الشخصي لوزير المالية السني رافع العيساوي وعاملين في مكتبه بتهم تتعلق بالارهاب. ويقول المسؤولون إن ما حدث مسألة قضائية لكن زعماء سنة يقولون إن الاعتقالات جاءت في اطار حملة قمع مستمرة ضد السنة.
ويخيم الاف المحتجين على طريق سريع قرب الرمادي وهي معقل للسنة على بعد 100 كيلومتر غربي العاصمة بغداد قبل النقطة التي يتفرع عندها الطريق الى مسارين أحدهما يتجه الى سوريا والاخر الى الاردن.
وتراجع العنف في العراق لكن التوتر بين السنة والشيعة لا يزال قائما بعد سنوات من العنف الطائفي عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003.
وفي الفلوجة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد رفع المتظاهرون علم العراق في عهد صدام حسين ولوحوا بلافتة تحذر من أن الاعدام هو نهاية الدكتاتور.
ورفع البعض رسوما كاريكاتيرية للمالكي تظهره إحداها حاملا كيسا مليئا بالدولارات ويهرب على طائرة إيرانية.
وتظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص آخرين في ساحة بوسط الموصل عقب صلاة الجمعة وأخذوا يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا عراق".
جاء اعتقال رجال العيساوي بعد يوم من سفر الرئيس العراقي جلال الطالباني الى الخارج للعلاج بعد اصابته بجلطة. وكثيرا ما لعب الطالباني وهو كردي دور الوسيط بين العراقيين.
وتتفاوت مطالب الزعماء السنة ومشايخ العشائر بين تنحية المالكي والافراج عن المحتجزين وتعليق قانون مكافحة الارهاب الذي يعتقد السنة ان السلطات تستغله لاستهدافهم دون وجه حق.
ويطالب بعض الإسلاميين السنة بتغيير الحكومة أو حتى بإقامة إقليم سني يتمتع بحكم ذاتي متاخم لسوريا. لكن زعماء أكثر اعتدالا يرغبون في الاحتفاظ بمواقعهم في إطار اتفاق تقاسم لاسلطة.
وقال محتج في الموصل يدعى أكرم رشيد (68 عاما) "آتي إلى هنا يوميا منذ اسبوعين وطموحي هو دعم هذه الثورة. مطلبي الوحيد هو الاطاحة بهذا النظام الطائفي."




