صحيفة العرّاب

الأردنيون "يفلتنون" بنصف مليون دينار ويستوردون 350 ألف وردة حمراء

 - أصاب سهم عيد الحب قلوب أردنيين، بعد أن ظل في فترات سابقة طائشاً دون اكتراث أبناء المملكة.

وقدّر خبير اقتصادي أن ينفق الأردنيون ما مقداره 500 ألف دينار على الورود والهدايا التي يتبادلونها في عيد الحب "الفالنتاين"، إذا ما دُفع مبلغ زهيد على طقوس هذه المناسبة.

وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ"عمون" ان عيد الحب مناسبة لا يحتفل بها الجميع وإنما ثلة قليلة وعلى فرض أن 100 ألف شخص اشتروا وردة "فقط لا غير" بـ5 دنانير فإنهم ينفقون نصف مليون دينار.

وكشف مصدر في وزارة الزراعة طلب عدم كشف اسمه أن الأردن استورد 350 ألف وردة جورية "حمراء" لتلبية الطلب المتزايد على هذا الصنف خلال "عيد الحب" الذي يصادف يوم الخميس.

وقال المصدر إن بلاد الاستيراد تراوحت، لكنها أي الوزارة تسعى ومن خلال التنسيق مع وزارة الصناعة والنجارة لضبط هذا سوق الورود يوم "الفالنتاين" لانها تسجل مستويات قياسية يصل فيها سعر الوردة 30 ديناراً في بعض مناطق عمان الغربية.

ولأن أفراح قوم عند آخرين مكاسب، يعد الاحتفال بعيد الحب فرصة ومناسبة للتجار وطريقة للتسويق للمطاعم والملابس واثارة اهتمامهم على أنها مناسبة كاي مناسبة اجتماعية يرغب المحتفلون بها بالانبساط وإقامة علاقات جديدة كما أنها مناسبة للخروج والاحتفال ، كما يقول استاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور عبدالمهدي السودي.

ويرى السودي ان هذه الثقافة مستوردة والناس في الثقافات المتشددة يجدون منها فرصة لتحسين العلاقات، وكما قال ابن خلدون "المغلوب مفتون بثقافة الغالب"، وكذلك "ادماير" الذي تحدث عن ان الناس يحبون الثقافة التي نأخذها "كتقلييد" والورد الاحمر والهدايا طريقة لملء الفراغ العاطفي.

أما الناحية الدينية فإن الكثيرين ممن يتشددون، برأي السودي، لا يسلمون بهذه الظاهرة بل ويحاربونها، على ان هذه الاعياد ليست لفئة دون اخرى أو ثقافة دون اخرى وانما هي مناسبة عابرة للثقافات.

وسمي "الفالنتاين" بهذا الاسم نسبة إلى القديسين اللذين كانا يحملان اسم فالنتين، ويعرّض لذلك بالشرح الموجز في كتاب Legenda Aurea "الأسطورة الذهبية".ووفقًا للكتاب فإنه تم اضطهاد القديس فالنتين بسبب إيمانه بالمسيحية وقام الامبراطور الروماني كلوديس الثاني باستجوابه بنفسه. ونال القديس فالنتين إعجاب كلوديس الذي دخل معه في مناقشة حاول فيها أن يقنعه بالتحول إلى الوثنية التي كان يؤمن بها الرومان لينجو بحياته. ولكن القديس فالنتين رفض، وحاول بدلاً من ذلك أن يقنع كلوديس باعتناق المسيحية.ولهذا السبب، تم تنفيذ حكم الإعدام فيه. وقبل تنفيذ حكم الإعدام، قيل إنه قد قام بمعجزة شفاء ابنة سجانه الكفيفة. ولم تُقدم لنا الأسطورة الذهبية أية صلة لهذه القصة بالحب بمعناه العاطفي. 

ولكن، في العصر الحديث تم تجميل المعتقدات التقليدية الشائعة عن فالنتين برسمها صورة له كقسيس رفض قانونًا لم يتم التصديق عليه رسميًا يقال إنه صدر عن الامبراطور الروماني كلوديس الثاني؛ وهو قانون كان يمنع الرجال في سن الشباب من الزواج.