صحيفة العرّاب

مواطن يهدد بحرق ابناءه الـ 8 على دوار الداخلية

 يهدد مواطن بحرق عائلته المؤلفة من 8 أشخاص جديا على دوار الداخلية وامام العالم بأسره، ليس لأنه يريد تقليد البوعزيزي ولا غيره، بل لأنه حقيقة يعض على جوع ويغلبه قهر العوز وضيق ذات اليد.

كان له «كشك» يعتاش منه في جبل الحسين قبل ان تزيله الأمانة بداعي المخالفة التي يقر بها، بيد انه يناشد الأمانة ترخيص « كشكه « الملاذ الوحيد لبطون فارغة وعقول لا تفكر إلا بالموت والاكتئاب والبؤس.

يعشق المواطن هذا وطنه ولا يريد به سوءا، ولكنه يطلب من المسؤولين الالتفات الى وضعه، ويقول والحسرة ترتسم على تقاسيم وجهه الحزين، « حرق ابنائي جميعهم يحتاج الى لتر من البنزين، ولكني لا املك ثمنه، اعيش على خيارين، إما حرقهم ولو تسولت ثمن المادة الحارقة، أو أن تشفق على وضعي امانة عمان وتقبل بترخيص كشكي الذي اعتاش منه، وادفع من عائداته اجرة بيتي واعيش وعائلتي به بسترة ورضا.

هو ذاته الذي فتح اسطوانة الغاز على ابنائه وبناته بغية حرقهم، مناشدا الجهات المعنية الالتفات الى حالته، هو ذاته من لجأ الى المحافظ ومراكز حقوق الإنسان، ومديريات الشرطة، وديوان المظالم، وامانة عمان، ومجلس النواب السابق والحالي، و وزير الداخلية، اضافة الى عدد من المديرين في الأمانة والجميع يقول له «موضوعك مو عندي».

لا أدري لماذا « يدوخ المواطن سبع دوخات « وهو يناشد كل المعنيين بغية حل موضوعه ولا من مستجيب، ثم يستغرب مواطنون ومسؤولون « لماذا يستمر الحراك، ولماذا يغضب الناس، ولماذا أقيمت الاعتصامات على دوار الداخلية و وسط البلد و محافظات عدة... ولماذا،, ولماذا ؟؟».

لو ان المسؤول المعني مباشرة بموضوع هذا المواطن تصرف مباشرة - سواء بالاستناد الى القوانين او الى روحها كحل انساني - لما وصل هذا المواطن الى هذا اليأس، ولما هدد بحرق عائلته وهو يشعر بالذل وقلة الحيلة أمام أقل حقوق عائلته في مأكل وملبس ومسكن..

من هنا مناشدة لأمانة عمان بالسماح بترخيص كشك هذا المواطن اليوم قبل غد.. فالموضوع لم يعد يحتمل التأجيل.. والجوع يقتل على ما اعتقد الرحمة، والمفارقة ان القتل احيانا وهو اعنف تصرف قد ينطلق من نية القاتل برحمة المقتول من العذاب مخالفا الشرائع السماوية وتحريم قتل النفس والغير لأي سبب مهما كان.. 

حل قضية هذا المواطن لا يحتمل التأجيل والحل سهل و واضح فهل من مستجيب؟.